طال انتظار التغييرات، وتعاظم سقف التوقعات، وها أنتم اليوم تلكم الحكومة الموعودة، والمولودة في ظرف سوءه معلوم، وكثر فيه اللائم والملوم، حتى ليبدو أن الفشل محتوم!
على عاتقكم مسؤوليات أصعب ومهام أتعب، فاستعينوا بالله وكونوا إليه بالصدق أقرب!
أنتم (...)
للغربة مذاقاتها المرة ، ولك الله إن كنت يمنيا مغتربا في برميل الخليج ، وحويصلة سلمان المليك ، فأنت حينها ولا شك أكثر الناس ألما ، وأكثر خلق الله وجعا ، فبينما تراهم يذبحون بلدك ، عليك الإذعان لأنظمة الإقامة الموالية خوفاً أو الصامتة خضوعاً ، حيث (...)
هكذا قد تتسائل ، وأنت تقف مشدوها أمام عالم يتهمك بالايرانية ، وينزل عليك أشد العقوبات المغلظة، بينما ينحني هناك ، إجلالا وإكباراً لإيران العظمى.!
تتحسس وجهك الصنعاني ، علك تجد ملمحا إيرانيا ، ندبة هنا أو حوزة هناك ، لكن دون جدوى ، حتى أنك قد تشبه (...)
لا فرق بين الموت الذي يأتي اليوم ، وذاك الذي يأتي غدا.. إلا أن هناك بوناً شاسعاً بين من يموت شريفاً ومن يموت نذلاً..!
عندما تقصف الطائرات بلدك وتقتل شعبك ، لا يمكنك جلد الذات الوطنية ، واحتساء قهوتك الساخنة ، وإثارة النقاش البارد ، حول من كان السبب (...)
عقود مضت ، ولم تمض أنت ، يخنقك الدهر بيديه وقدميه ، ويعشش الفقر فوق رأسك ، ويطعم البؤس صغاره ألماً على كتفيك.. تقهقه الفرصة ، ساخرة من محاولاتك اليائسة للإمساك بذيلها ، كل مرة ، وتقول بلكنة تهكم نافذة: أنا لست لك..! وتبتعد أكثر وأكثر ، بينما تلتف (...)
أنا وطني جداً.. فهل أنت مثلي يا وطني ، وطني؟
ولأنني ، لله دري ، وطني ، أطالب العالم سرعة التدخل العاجل الفاعل الكامل في وطني ، لإنقاذ وطني من بعض وطني ، مالم سأدعو لانفصال شاربي عن لحيتي ، وعزلتي عن قريتي ، وبطني عن وطني ، وسأعلن انضمام إقليم قميصي (...)
أنا وطني جداً.. فهل أنت مثلي يا وطني ، وطني؟
ولأنني ، لله دري ، وطني ، أطالب العالم سرعة التدخل العاجل الفاعل الكامل في وطني ، لإنقاذ وطني من بعض وطني ، مالم سأدعو لانفصال شاربي عن لحيتي ، وعزلتي عن قريتي ، وبطني عن وطني ، وسأعلن انضمام إقليم قميصي (...)
مهما حدث كن أنت ، وكن يمنيا.. هكذا تخاطب اليمن أبنائها ، على اختلاف مشاربهم ومناطقهم ومذاهبهم ، سيما وقد أفسدت الأيام والسياسة حال بعضهم ، فهناك حوثي ومتحوث ، ومؤتمري ومتآمري ، واصلاحي ومتمصلحي ، وناصري ومتنيصر ، وثائر ومتثيور.. هناك دائماً نسخة (...)
ها نحن نحصل أخيراً على مسودة دستور ، تضاف إلى سابق ثرواتنا من المسودات.. مسودة دولة ، ومسودة رئيس ، ومسودة حكومة وجيش.. وبات على أحدنا أن يحيا بشغف ، تفاصيل المسودة اليمنية ، بوصفه مسودة مواطن صالح ، يتمتع بمزايا الحضور في مسودة وطن..
قد تمنحك (...)
ها نحن نحصل أخيراً على مسودة دستور ، تضاف إلى سابق ثرواتنا من المسودات.. مسودة دولة ، ومسودة رئيس ، ومسودة حكومة وجيش .. وبات على أحدنا أن يحيا بشغف ، تفاصيل المسودة اليمنية ، بوصفه مسودة مواطن صالح ، يتمتع بمزايا الحضور في مسودة وطن..
قد تمنحك (...)
لاشك أن هناك مؤامرة كونية تستهدف الثروة الوحيدة التي نخالها لدينا.. هذا العقل وتلك الحكمة ، ولأننا نمتلك النزر القليل منهما ، فاستلابهما منا ، يهدد وجودنا العقلي ، وينذر بمخاطر تحولنا لمصحة حماقة كبيرة ، من ست أقاليم ، وربما إقليمين وكل واحد إقليمه (...)
لاشك أن هناك مؤامرة كونية تستهدف الثروة الوحيدة التي نخالها لدينا.. هذا العقل وتلك الحكمة ، ولأننا نمتلك النزر القليل منهما ، فاستلابهما منا ، يهدد وجودنا العقلي ، وينذر بمخاطر تحولنا لمصحة حماقة كبيرة ، من ست أقاليم ، وربما إقليمين وكل واحد إقليمه (...)
لم يعد هذا العالم يتسع لك ، فقد أضحى قرية بائسة صغيرة ، يتسلط عليها الشيخ (أمريكي) ومرافقوه وبلاطجة عولمته ، بتواطىء من شيخ الغفر (ناتو) ، وعاقل القرية (أوروبي) ، وبتمويل من عامل محطة النفط (عربي)..
باتت القرية (العالمية) تتحدث لغة واحدة ، لغة الشيخ (...)
لم يعد هذا العالم يتسع لك ، فقد أضحى قرية بائسة صغيرة ، يتسلط عليها الشيخ (أمريكي) ومرافقوه وبلاطجة عولمته ، بتواطؤ من شيخ الغفر (ناتو) ، وعاقل القرية (أوروبي) ، وبتمويل من عامل محطة النفط (عربي)..
باتت القرية (العالمية) تتحدث لغة واحدة ، لغة الشيخ (...)
لأن وجودك معطوب بما يكفي.. تتخلى عن بعض ثقافتك المسالمة ، وتقتني مسدساً روسياً ، دون أن يشعر بك غاندي وكنج وشكسبير ، وكل رفاق الكتب الطيبين.. تضعه للمرة الأولى حول خاصرتك الحداثية ، وتصلح ربطة العنق على طريقة (الباتشينو) في فيلم الأب الروحي..
تغدو (...)
لأن وجودك معطوب بما يكفي.. تتخلى عن بعض ثقافتك المسالمة ، وتقتني مسدساً روسياً ، دون أن يشعر بك غاندي وكنج وشكسبير ، وكل رفاق الكتب الطيبين.. تضعه للمرة الأولى حول خاصرتك الحداثية ، وتصلح ربطة العنق على طريقة (الباتشينو) في فيلم الأب الروحي..
تغدو (...)
ذات مرة قابلته ، وكأني عرفت كنيته.. لحيته مضيئة كابتسامته ، وسجدة جبينه تقدمت سجادته ، في عينيه مسحة عبرة ، وبين يديه كتاب ومسبحة وغنة ، وكل أدوات أدعية الجنة.. ولأني لست كذلك ، تملكتني بعض حسرة..
- أتريد الجنة ؟
- ومن لا يريدها يا سيدي؟
- إتق الله (...)
ذات مرة قابلته ، وكأني عرفت كنيته.. لحيته مضيئة كابتسامته ، وسجدة جبينه تقدمت سجادته ، في عينيه مسحة عبرة ، وبين يديه كتاب ومسبحة وغنة ، وكل أدوات أدعية الجنة.. ولأني لست كذلك ، تملكتني بعض حسرة..
- أتريد الجنة ؟
- ومن لا يريدها يا سيدي؟
- إتق الله (...)
أصيب جار جاري بوعكة صحية ، فسافر لإجراء فحوص طبية ، وبعد التحليل والأشعة المقطعية ، في بافاريا الألمانية ، تقدم الطبيب (ميولر) بأنباء كارثية:
- علينا البدء بإجراءات الدفن.!
- دفن من ؟
- في عينيك يا سيدي انطفاء مومياء ، وفي أذنيك ضجيج لا يليق (...)
أصيب جار جاري بوعكة صحية ، فسافر لإجراء فحوص طبية ، وبعد التحليل والأشعة المقطعية ، في بافاريا الألمانية ، تقدم الطبيب (ميولر) بأنباء كارثية:
- علينا البدء بإجراءات الدفن.!
- دفن من ؟
- في عينيك يا سيدي انطفاء مومياء ، وفي أذنيك ضجيج لا يليق (...)
اليمن ولا شك بلد الحريات الأول ، بلا منازع أو تفسير ، حتى أن تمثال الحرية ، لو علم - وهو يعيش حالة الإقامة الجبرية المذلة على شواطئ نيويورك – ما تعنيه حقاً الحرية اليمنية ، لجاء ركضاً على الأقدام ، طالباً ، بعد رمي الشعلة و(السماطة) ، حق اللجوء مع (...)
اليمن ولا شك بلد الحريات الأول ، بلا منازع أو تفسير ، حتى أن تمثال الحرية ، لو علم - وهو يعيش حالة الإقامة الجبرية المذلة على شواطئ نيويورك – ما تعنيه حقاً الحرية اليمنية ، لجاء ركضاً على الأقدام ، طالباً ، بعد رمي الشعلة و(السماطة) ، حق اللجوء مع (...)
اليمن ولا شك بلد الحريات الأول ، بلا منازع أو تفسير ، حتى أن تمثال الحرية ، لو علم - وهو يعيش حالة الإقامة الجبرية المذلة على شواطئ نيويورك – ما تعنيه حقاً الحرية اليمنية ، لجاء ركضاً على الأقدام ، طالباً ، بعد رمي الشعلة و(السماطة) ، حق اللجوء مع (...)
من يشبهك من..؟ هكذا غنى أبو بكر ، وهكذا ظل السؤال سؤال ، يلاحق الإمعان الواهن لفك شفرة السر السالم.. لا شيء يشبه اليمن حتى اليمن. ليست حدودها ، تلك التي تراها على الخريطة ، وليست ملامحها ، تلك التي ترسمها السياسة على وجهك الحائر بها ومنها وعليها..! (...)
تجمهر الناس حول جسدك المُلقى على رصيف النهاية ، المثخن برصاص لا يعي ، كما نحن ، من أنت.. وتساءل أحدهم ، في ذهول معهود لفوضى اللحظة العدمية: من يكون هذا (الشيبة) ؟
هكذا يا سيدي الدكتور رحلت.. دون أن تمنحنا الكارثة التقاط بعض لياقة الوعي الحزين، حتى (...)