تجمهر الناس حول جسدك المُلقى على رصيف النهاية ، المثخن برصاص لا يعي ، كما نحن ، من أنت.. وتساءل أحدهم ، في ذهول معهود لفوضى اللحظة العدمية: من يكون هذا (الشيبة) ؟ هكذا يا سيدي الدكتور رحلت.. دون أن تمنحنا الكارثة التقاط بعض لياقة الوعي الحزين، حتى أننا لم نستمع لعقلانية صوتك الدافئ ، وهو يذوي ، متألماً منا ومبتسماً لنا ، وللمرة الأخيرة: وداعاً.. أحببتكم بما يكفي ، فماذا عنكم ؟ ها أنت تموت ، وفي عينيك بقية من كلمات لم تقلها ، وحكمة كم نحن بحاجة إليها.. أنت أكثرنا دراية (بماذا عنا) فالتمس لنا بعض العذر. ألسنا يا سيدي وطن يكاد يفقد عقله ، في شارع العدل؟ أنت وأنا وشارع العدل هذا ، نعرف من قتلك.. وبينما نبكيك ، نعلم يقينا ، أن القتلة سيكونون هناك ، بين أسطر الإدانة ، وفي صالات العزاء.! إنهم يقتلون العقول ، ليصبح الوطن حظيرة جنون ، تليق بقبح وجودهم الكامن في كل قيمة معطوبة ، وخلف كل دراجة ورصاصة نارية ، تتربص بالحياة ، وتتلصص لتسرق من بين أضلعنا روحاً طاهرة كروحك.. مهلاً.. لعلك ما زلت هنا.. فمن هو مثلك ، لا يغادر الحلم ، ويدرك أن تفاصيل الطريق لا تقل أهمية عن مكان الوصول.! [email protected]