صنعاء يا مدينة الوتر .. قِبلة الهوى .. وقُبلة الريحان .. والعزّ والظفر. ماذا دهى غاصبوكِ .. فاستحلّوا حُرمة الترابِ .. وخالطوا طين العناقِ بالرماد .. وأوقدوا ضجيجَ ليلٍ مفزعٍ .. وصادروا أهزوجة الصباح. صنعاء .. يا عروسة السماء .. يا نهدة الأرواحِ.. يا ترجمان الله في خدود طفلةٍ بريئة .. ولهفة العيون .. والحلم والعشق واللحون. صنعاء .. يا أجمل الأقدارِ والغواية.. ومشتهى الضلوعِ .. ومنتهى السرور .. وديدن القلوبِ .. ودهشة الخريفِ .. وأصدق الجواب. ما حلّ بالأميرة الجميلة ؟.. من ذا أصاغ مسرحاً للقبحِ .. يجتاحُ كلّ أضلعٍ تُسبّح الجمال ؟!.. من قال أن الحرب للرجال ؟.. من قال أن الطفلَ يذوي في الركامِ.. وأنّ كهلاً مزقتهُ النار.. من صنائع النضال؟ صنعاء يا مدينة الرحمن .. كل العيون دامعة.. كقلبي الضرير دون صبحك .. كروحي العليلة دون ضوعك. صنعاء يا مدينة المطر .. وغنوة الضباب .. كم أمطروا ليلكِ المغروس في الرذاذ.. بوابلِ البارود .. وأشعلوا صمتكِ الأخّاذ .. بمنطق العتاد .. كم زرعوا تحت كل ضحكةٍ .. قُنبلةً تختارُ حاضنيها .. من أطهر الكهولِ .. وأجمل الأطفال. من قال: أن في صنعاء مدخلاً للريح ينفخ الرماد ؟.. من قال أن في صنعاء موطئاً للخوف والزناد ؟.. من قال أن في صنعاء قصة الفقدان؟.. من قال أن الفجر في صنعاء .. موعد الحصاد للخسارة ! .. والليل رقصة الطغيان !!! صنعاء .. يا بسيطة حدّ السحاب.. عنيدة حدّ الرصاص .. كم أشتهي أمتصّ من نهديكِ سُمّ الأخوة الأعداء .. وأستعيد ركض أطفال الحواري.. ولثغة الطيور .. وخطوة الأمان في دمي الحيران. صنعاء يا عشقي الذي صنعتهُ من نهدة الطفولة .. صنعاء يا صمتي الذي أحتاج أن أقوله .. أبكيكِ أم أبكي الغِناء !!.. أشكوكِ ..أم أشكو السماء !!.. أأبجّلُ الآتين من قلق المتاهات المخيفة ! .. ومن شغفٍ لأطماعٍ سخيفة !! أم أطوي عمري .. وانتظاري .. في قذيفه !