من يشبهك من..؟ هكذا غنى أبو بكر ، وهكذا ظل السؤال سؤال ، يلاحق الإمعان الواهن لفك شفرة السر السالم.. لا شيء يشبه اليمن حتى اليمن. ليست حدودها ، تلك التي تراها على الخريطة ، وليست ملامحها ، تلك التي ترسمها السياسة على وجهك الحائر بها ومنها وعليها..! لا شيء هنا يخضع للتعريف ، ولا تبدو الأرض ، كما يُقال ، كروية.. في أزقة صنعاء يفقد المنطق منطقه ، والثورة عذريتها ، وتحيا الجمهورية بلا أدنى احتياج لجمهور ، وفي الطريق إلى عدن تمارس الفلسفة كل شيء إلا حب الحكمة ، وعلى أبراج مأرب (يتكلفت) التيار والقانون ويغدو نيوتن قاطع طريق أعور، يجلس في المساء على كرسي الشيخ المحافظ.! لا شيء يشبه السياسة اليمنية كالسياسة اليمنية ، أمسها ويومها وغدها ، أحزابها وزعيمها وهاديها وكل مفردات باسندوتها و(بحاحها) ، إنها (التشكيلة) الحاكمة المعارضة في آن ، النظامية الثورية دونما وجل ، العتيقة الجديدة بلا خجل.. التشكيلة التي تفقد عمداً ذاكرة المنتخب الوطني ، لتلعب دائماً وأبداً لحساب الشقيق والشقيقة والشقشقيقة ! من يشبه صالح من؟ ثلاثون عاماً ويزيد من رقص الثعبان على أنغام المزمار اللعين ، على ومع رؤوس الأخوة الثعابين ، عاش الزعيم.. آمين ! من يشبه هادي من؟ المرشح الوحيد الفريد ، بإجماع العلمانيين وأهل التوحيد ، الساخر من سيبويه والفراهيدي ومشتقات الثورة والنحو والتنقيط ، المُصطف شمالاً ، المُدد جنوباً ولا يبالي.. عاش مجلس السيد جمال والولد جلال؟ من يشبه من؟ لا شيء يشبه حياتنا.. حكمتنا وحماقتنا ، وحدتنا وانفصالنا ، خضوعنا وبعض ثورتنا ! يا لها من تشكيلة.. ومن ذا يشبهنا من؟