مما لا شك فيه أن من أوجه الشبه بين الجماعات المسلحة على الساحة اليمنية اليوم كثيرة ومتعددة للغاية , فأوجه الشبة لا تقتصر على أنماط سلوكية بحد ذاتها ,حيث أثبتت هذه الجماعات المسلحة خلال مسيرتها النضالية كما تزعم متدثرة بلباس الدين وحجج اختلقتها لتبرر ما تقدم عليه من أفعال لا ترضي المولى سبحانه وتعالى وتتنافر مع قيمنا وعادتنا الأصيلة أفعال لطالما كانت بعيدة عن شرعنا الحنيف وتعاليم ديننا الاسلامي القويم والتي عكست صورة مظلمة وقاتمة لجوهر الإسلام ومبادئه التي ارتكز عليها في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ,وأعطت لأعداء الدين الحقيقيين الفرصة بالتشوية بصورة الاسلام . فطبع الانسان جبل ألا يقبل بالقوة لكن بالمنطق , وهناك قصصا تراصفت في كتب التاريخ منذ الصدر الأول للإسلام تحكي لنا الحكمة وعين العقل التي انتهجها رسولنا الكريم في الدعوة إلى الله , منهاجا أصبح مهجورا من قبل الكثير الذين ارتأوا طرقا هم على يقين أنها خالفت نهج نبينا الحنيف عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لكن ظلت عقولهم في اجتهاد حتى كفر بعضهم بعضا واستحلوا دماء بريئة . من بين الحركات التي تدعوا لاستخدام العنف والقتل في سبيل تحقيق غايتها الحركة الحوثية وتنظيم القاعدة واللتان ما زالتا تعكران صفو الأمن والسكينة في بلدنا وكبدت اقتصاد البلد خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة وخصوصا في هذا الظرف بالتأكيد هو لماذا نرى اختلافا في التعامل مع هاتين الحركتين رغم أن المبادئ والسبل التي تنتهجهما هاتان الحركتان متشابهة لدرجة أنك لا تستطيع أن تميز بينهما . الحوثيون بعددهم وعتادهم يحاصرون العاصمة اليمنيةصنعاء وفي صعدة يمارسون نظم دولة مستقلة سياسيا وجغرافيا ودينيا بكل أريحية وبكل تدليل وتذليل من المجتمع الدولي والدول الاقليمية إضافة إلى الحكومة اليمنية , بينما نرى حملة شرسة على الطرف الآخر تشن على تنظيم القاعدة حملة جمعت كل القوى وتوحدت تحت راية واحدة , ومن تحت الطاولات تتراكم المعونات العسكرية واللوجستية . لماذا كل هذا التمييز في معاملة الارهاب , هل يحظى الحوثيون بدعم يفوق الدعم العالمي الذي تكسبه الحكومة من حربها على القاعدة أم أن الحكومة اليمنية تكيل بمكيالين الأمر الذي أدى بها إلى استنفار وصحوة متأخرة حينما استيقظت على حصار خانق بمسيرات مسلحة اهتزت بسببها مكانة الدولة وتكشفت أسرار لم نكن نعلمها في يوم من الايام . القتل والتفجير وتشريد الناس إضافة إلى فرض الاتاوات على المواطنين قواسم مشتركة بين كلا الجماعتين فما الذي يميز تلك على الأخرى لتحظى بوساطات محلية وأجنبية وتحظى الأخرى بأمطار من حمم تقودها طائرات مسيرة وصواريخ كروز تقتل حتى الأبرياء . لا زالت سماء صعدة صافية لم تلبدها الطائرات المسيرة كما هو حاصل اليوم في جنوباليمن على الرغم من الشعارات الرنانة واليافطات التي ترفع في كل حشد الموت لأمريكا الموت لليهود , فباعتقادي الشخصي لو أن الإسرائيليين والأمريكيين أحسوا ولو بمقدار ذرة من توجس وتخوف من خطر هذه الجماعة على مصالحهم الإقليمية من ما توانت قيد أنملة في توجيه ضربات وتجميد أرصدة لبعض الداعمين والتشهير بهم إعلاميا وملاحقتهم دوليا. الموت لأمريكا اللعنة على اليهود ,,, ثم يموت جنود بسطاء وتشرد ألاف الأسر ويجبى الخمس وتقيد الحريات الدينية والسياسية بينما الدولة لا تحرك ساكنا واليوم وقد استيقظت من سبات متعمد على فزعة أنانية أصابتها بالشلل التام فلم تعد تحرك ساكنا ,,, لماذا تتردد الدولة دائما في استخدام القوة مع هذه الجماعة على الرغم من أنها سفكت الدماء البريئة وعطلت مصالح المواطنين وتدعوا جهارا بعودة الحكم الإمامي الذي كافح اليمنيون وبذلوا الغالي والرخيص حتى تحققت ثورة سبتمبر المجيدة واليوم وبدون سابق انذار تمهد الدولة لعودة الحكم الإمامي رويدا رويدا