تتعرض الثورة الجنوبية السلمية للعديد من المؤامرات الداخلية منها والخارجية تلك المؤامرات التي تستهدف بالدرجة الاولى القضاء على هذه الثورة التحررية السلمية والى تنفيذ عدد من المخططات المرسومة اقليمياً ودولياً، انسجاماً مع المصالح الاقتصادية والاستراتيجية لعدد من دول الإقليم والدول الكبرى التي ترتبط مصالحها الاقتصادية والعسكرية بالمخزون النفطي الوفير وبالممرات المائية الهامة، كمضيق هرمز، وباب المندب ،وقناة السويس ، ولتأمين مرور احتياجات هذه الدول من النفط والغاز من هذه الممرات لتشغيل مصفاتها العسكرية ولتعود من جديد من هذه الممرات لتبيعها لدول المنطقة ذات المنتوج النفطي الكبير ،كان لابد عليها ان تقوم برسم عدد من المخططات الهادفة إلى إيجاد تيارات وانظمه تتلائم سياساتها العدوانية على القوى الحية في المنطقة. فوطنياً تسعى هذه الدول ومعها دول الإقليم إلى تنفيذ المبادرة الخليجيه الخاصه باليمن والهادفة إلى إخراج نظام اتحادي يتآكل مع بعضه ،ضعيف يسهل لها تبديلة وقت ماتشاء تلك المبادرة التي رفضتها ثورتنا الجنوبية ومعها جماهير الجنوب قاطبة،من شرقها إلى غربها بخمس عشر مليونية شهدتها ساحات وميادين النضال السلمي في كل من العاصمة عدن وحضرموت، فكانت هتافات الجماهير بهذه المليونيات تهتف بصوت واحد لا للمبادرة الخليجية لا للحوار لا لمخرجاته، نعم للتحرير والاستقلال واستعادة دولة اليمن الديمقراطية.
ورجوعا إلى صلب الموضوع الذي نحن بصدده اليوم فمجابهة هذه المخاطر وهذه التحديات فلا بد ان تنجز ثورتنا الجنوبية السلمية المهمة النضالية والأولى الكفيلة بإفشال تنفيذ هذه المخاطر وهذه التحديات المتمثلة بمخرجات مايسمى بالحوار اليمني, تلك المخرجات التي ستشكل إذا مانفذت على الأرض الجنوبية خطراً حقيقياً ونهاية لعقبة شعبنا العادلة، تلك المهمة النضالية المتمثلة في وحدة القوى المؤمنة بالتحرير والاستقلال ، او إيجاد صيغة اتحادية فيما بينها،تحالف جبهوي او تنسيقي المهم ان نواجه ونتصدى لهذه المخرجات بروح نضالية واحدة وتحت قيادة واحده وخطاب اعلامي واحد ورؤية سياسية واحده حتى نتمكن من إفشال اي من هذه المخرجات على أرضنا الجنوبية،فالكل يناشد ويطالب وقد تجلت تلك في كثير من الدعوات لغالبية هذه المكونات ولكن دون جدوى فالكل متشبث برأية وبعقليتة الأنانية التي لم تجدي إذا لم يكن هناك تفضيل مصلحة التحرير والاستقلال على المصالح الذاتية الشخصية الأنانية .
ولنا نحن في مديرية الحصين بمحافظة الضالع تجربة انفردت بها عن باقي مديريات المحافظة، في هذه المضمار ،فعندما شعرنا بهذا الخطر المحدق بثورتنا وشعبنا عملنا ومنذوا بداية العام 2014م.على التقارب والتنسيق الثوري النضالي مع قوى التحرير والاستقلال الموجودة في المديرية بكل الفعاليات والمناسبات التي شهدتها بلادنا،خلال هذا العام 2014م، ومابقي لنا إلا الإعلان عن قيادة العمل النضالي المشترك في المديرية ، وعندما قمنا بذلك كنا نشعر ان الوصول إلى هذا الإنجاز ستواجه كثير من الأشواك وردود الأفعال المعاكسة ، ولكننا مع ذلك تجاوزنا كثير من هذه الأشواك فالحمد لله الأمور خلال عام 2014م تحسنت كثيرا واحرزنا تقدماً كبيراً في هذا المجال بعكس الحال الذي كان علية في عام 2013م الذي كان بالنسبة لنا عاماً مملوء بالمناكفات او المماحكات او التباينات والاتهامات لبعضنا البعض وكل ذلك كان عبارة عن النتائج التي أدت إليها تباينات واختلافات عام 2012م والذي كان من نتائجها قيام مجلسين ،مجلس الثورة ومجلس الحراك الذي كانا في إطار مجلس واحد وكان يشكل المكون الأول في البلاد وأقوى او أبرز مكونات التحريروالاستقلال في الجنوب .
فالمرحلة القليلة القادمة ستحمل لنا في الثورة الجنوبية السلمية عدد من المهمات التي يجب ان تترجم هذه المهمات في خطط وبرامج عملية على مستوى الميدان وذلك بهدف إفشال مخرجات مايسمى بالحوار اليمني ولابد ان يعلم الجميع في كل مكونات الثورة الجنوبية المؤمنة بالتحرير والاستقلال انه إذا جاءت مرحلة تنفيذ هذه المخرجات ونحن على هذا المستوى من التعدد والتباين وكل منا يدعي انه الحامل الأساسي للثورة الجنوبية وان هدف التحرير والاستقلال سيحققه هو دون غيره، ان هذا الإدعاء وهذا التعالي والغرور سيعيدنا بالتأكيد إلى المربع الأول وكأننا لم نستفيد من تجربة النضال خلال فترة الثمان سنوات.فالاحتلال بالتأكيد هو المستفيد الأول والأخير من هذا الواقع المرير الذي تمر به ثورتنا الجنوبية حيث ستكون أمامه كل الأمور مهيئة من خلال تمكنه بنجاح كبير اختراق صفوفنا نحن في مكونات الثورة الجنوبية السلمية .
ومن خلال هذا يستحيل عليه تنفيذ التعداد السكاني والقيد والتسجيل والاستفتاء العام والانتخابات حتى وصولة إلى التقسيم الأول ( الأقلمة) فقبل ان يقع الفأس بالرأس يا قادة ويا أكاديميين وعلماء جنوبيين ،اصحوا من سياستهم واعلموا ان المرحلة تتطلب منكم جميعاً العمل وبأقصى سرعة ممكنة على لملمة الصفوف والابتعاد عن سياسة التخوين والإقصاء والتهميش والتفرد بالادعاء بالكمال وانه لايوجد هناك في الجنوب من المناضلين الشرفاء، الأكفاء المجربين القادرين على تحمل قيادة الثورة والسير بها إلى إنجاز الهدف الأسمى والمنشود للجنوبيين جميعاً إلا وهو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة اليمن الديمقراطية، والعكس فهناك من هو اكفى واقدر وأكثر تجربة وحده من هذه القيادات الفاشلة التي أثبتت فشلها في توحيد صفوفها في مكون واحد.
ختاماً المرحلة التي سنواجهها في الايام القادمة خطره وبالغة التعقيد فوحدة الصف يجب ان تتحقق أولاً حتى نحقق النجاح ونسبة كبيرة جداً في إفشال اي من المخرجات المذكورة أعلاه .