عدن - صدى عدن / خاص - رائد علي شايف منذ انطلاقة الحراك الجنوبي السلمي المنادي بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية في العام 2007م ، برزت على السطح مكونات عديدة ، وتداول الشارع الجنوبي تسميات كثيرة بعضها توارى واندثر والبعض الآخر تنقل في تسميات أخرى مختلفة ..! ورغم توحد الهدف في غالبية تلك المكونات إلا أن هناك إشكاليات يصطنعها البعض للحيلولة دون الاندماج والتوحد تحت مكون واحد ووحيد يمثل الحراك الجنوبي السلمي ويشكل جامعاً لكل قوى الثورة الجنوبية التحررية المؤمنة بخيار التحرير والاستقلال واستعادة الدولة ..! والسؤال الذي يفرض نفسه لدى كل مواطن جنوبي .. لماذا لا تتوحد تلك المكونات تحت مسمى واحد مادام أن الهدف واحداً ..؟!! تعدد المكونات أسهم في تأخر تدويل القضية الجنوبية ..!! لا شك أن المتابع للأحداث على الساحة الجنوبية مؤخراً يلمس التقدم الملحوظ الذي يصنعه ثوار الجنوب في مختلف ساحات النضال السلمي ، الامر الذي مكن من جعل أطراف في المجتمع الدولي تلتفت إلى الثورة الجنوبية وإن كان ذلك متأخراً ، فأن تصل متأخراً خيراً من أن لا تصل إطلاقاً ..!! لكن في المقابل يلحظ المتابع لثورة أبناء الجنوب أن المجتمع الدولي يرفض التعامل المباشر مع قيادات ورموز جنوبية أو حتى مكونات متواجدة على الساحة الداخلية ، ويعود السبب في ذلك إلى عدم وجود حامل وحيد للثورة الجنوبية التحررية لكي يستطيع العالم أن يتخاطب معه أو يسمع منه باعتباره ممثلاً رسمياً لقوى الثورة المطالبة بالتحرير والاستقلال ..! لذلك لا يستطيع اي مكون الادعاء بأنه الممثل للثورة الجنوبية لأنه باختصار جزء منها فقط وليس كلها وهذا هو سبب عدم اعتراف العالم بالقضية الجنوبية حتى اللحظة لأننا لم نستطيع ايجاد قيادة موحدة تحت مسمى واحد تمثل الثورة الجنوبية ..!! مراقبون للشأن الجنوبي يرون أن الاستمرار في هكذا تمترس خلف مكونات ومسميات عدة يشكل عقبة كبيرة في طريق تحقيق رغبات الشارع الجنوبي وتطلعاته ، وهم يرون أيضاً أن العالم لم ولن يستجيب للصوت الجنوبي ما دام المتحدثون باسمه أكثر من جهة وشخص ، والممثلين له جماعات متشعبة وكل جماعة تدعي أحقيتها في التمثيل والتحدث باسم الشعب ، وعلى هذا الاساس فهم يؤكدون أن أي مشروع لن يحالفه التوفيق في ظل انقسامات وتباينات ، ولا سبيل غير وحدة الصف قيادة وشعباً من أجل لفت نظر العالم إلى القضية الجنوبية والتجاوب الفعال مع مطالب الشارع المنتفض منذ العام 2007م ..!! أصعب من الوصول إلى الهدف .. اختيار الوسيلة ..!! قديماً قال أحد الفلاسفة إن أصعب من الوصول إلى الهدف هو اختيار الوسيلة ،، وها نحن الجنوبيون حددنا الهدف الذي نسير نحوه لكن اختيار الوسيلة التي تمكننا من الوصول إلى ذلك الهدف المنشود ما زالت مغيبة بفعل تعدد الأطراف والمكونات رغم واحدية الهدف .. وعليه فأن اختيار وسيلة مناسبة ومحددة يبقى رهن الاتفاق والتوافق بين تلك المكونات للتوحد جميعاً تحت ( مسمى واحد ) لما من شأنه تسهيل عملية الوصول إلى الهدف المتمثل بالتحرير والاستقلال وهذا يتطلب من الجميع نبذ الخلافات والتباينات والعمل بنكران الذات ، حباً وإخلاصاً لشعب الجنوب ووفاء وتقديراً لدماء الشهداء والجرحى والمعتقلين والمشردين من أبناء هذا الشعب المكافح ..!! التوحد أولاً .. التحرير ثانياً ..!! إلى يومنا هذا والشارع الجنوبي المنتفض هو صانع قرارة بعيداً عن قيادات المكونات المتعددة ، حيث لا تعد سوى كونها مصطلحات لا تسمن ولا تغني من جوع فالجماهير هي من تحدد وترسم مسارها وتنزل إلى الشارع دون استجابة لدعوة من مكون عن آخر أو رغبة في فلسفة منظر عن غيره . إن الجماهير تنشد الخلاص وتتحرك بشكل عفوي دون توجيه من أياً كان فالضمير والإحساس الوطني والشعور بالمسئولية من يجبر المواطنين على مواصلة النضال والاستمرار في الزخم الثوري المتوهج ، وما مليونيات أكتوبر ونوفمبر ويناير إلا خير دليلاً على صحة ما نقول ..! ومع ذلك تدرك جماهير الشعب أنها مهما فعلت فلن تبلغ المراد ما دامت تفتقد إلى القيادة المعبرة عن تطلعات الجماهير المتحدثة باسمها والممثلة لها في المحيط الاقليمي والدولي ، ولهذا في تناشد يومياً قيادات المكونات إلى التنازل من اجل الجنوب ، والتوحد تحت مكوناً وحيداً يضم تحت معطفه كل القوى الاستقلالية ، وهذا يعد السبيل الوحيد لمواصلة مسيرة الثورة نحو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة ، عدا ذلك فهو مضيعة للوقت واستنزافاً للجهد وتشتيتاً لوحدة الصف الجنوبي وعملاً يعرقل من استمرار ألق الثورة الشعبية السلمية الأولى في المنطقة والإقليم ورائدة ثورات الربيع العربي ..! ماذا وإلا ..!! في الآونة الأخيرة أنبرت عدداً من الجهات والشخصيات الجنوبية الناشطة إلى تبني مبادرات حوارية جنوبية للإسهام في تقريب وجهات النظر ، وكلها خطوات تعد من العوامل التي قد تسهم في حلحلة الوضع الحالي على طريق عقد مؤتمر جنوبي – جنوبي ، يفضي إلى إيجاد قيادة مشتركة ممثلة للثورة الجنوبية . لكن الشارع الجنوبي اليوم يصر أكثر من أي وقت مضى على ضرورة التحرك العاجل لإنجاح مثل تلك المبادرات التي تسهم في تقريب وجهات النظر وتجاوز التباينات والخلافات الغير مبررة سعياً للم الشمل الجنوبي لمواجهة التحديات المحدقة بالثورة ابناء الجنوب الشعبية التحررية الثانية .. ماذا وإلا .. فإن الشعب الذي صنع من أولئك الاشخاص قيادات وهتف بأسمائهم وصفاتهم وحملهم على الاكتاف في أكثر من مناسبة ، قادراً على نبذهم وتجاوزهم وخلق قيادات من أوساطهم يخولهم الحديث باسم الثورة ، فالشباب قادرون على المضي قدماً بثورتهم السلمية نحو تحقيق أهدافها المنشودة بعيداً عن صراعات ومماحكات كهول السياسة ومدمني الخلافات المزمنة ..!!