الجرعة التي ربما كانت السبب الظاهر لمحاصرة صنعاء من قبل انصار الله الحوثيين هذه الجماعة التي بدأت نشاطها دينيا لنجدها وفي غضون عقد من الزمان وحروب ستة مع النظام تأتي اليوم وقد استثمروا فراغ السلطة والانقسامات البينية في الدولة وهشاشتها ليظهروا مؤخرا في صورة المشهد السياسي الشعبي اكثر قوة واكثر فرضا لها وبطرق سلمية خاصة بهم !!! ليبقى الفهم العام لتحركاتهم ملتبس على الكثيرين بين تلكم الحركة او الجماعة الزيدية في شمال اليمن الذين لم يكونوا يتمتعون بجاذبية او نفوذ كبيرين خارج معاقلهم الشمالية قبل الاطاحة بالنظامك السابق 2011م وبين الخروج من العباءة الدينية المحضة الى لبس الثوب السياسي بتشكيل حزب (انصار الله )والدخول في شراكة مؤتمر للحوار الوطني وفرض قضيتهم قضية صعدة ضمن قضايا الحوار .
بل ويتعدى الامر ذلك حيث دفعتهم مواقفهم المعادية بشدة للنظام السابق الى عقد عدد من التحالفات التي لم تكن متوقعة بما في ذلك تعاونهم مع الشباب ونشطاء المجتمع المدني الذين يطالبون بحكومة جديدة كما كان تحالفهم الضمني والاستراتيجي مع بعض نشطاء الحراك الجنوبي الذين يهدفون الى قلب النظام السياسيمن خلال استقلال الجنوباو تشكيل فيدرالية بين الشمال والجنوب،حيث شكلت المجموعتان أئتلافافي مؤتمر الحوار الوطني وصوتتا معا في مجموعتي العمل حول الجنوب وصعدة لزيادة وزنهما السياسي ضد الحزبين السياسيين المهيمنين الاصلاح والمؤتمر العام ...!!ومن بوتقة العمل السياسي الى الحركة الثورية الميدانية استطاع الحوثيون استغلال الفرص المتاحة امامهم في فرض الوجود المسيطر على مناطق بعيده جدا عن يد الدولة او حتى تفكيرها وفرض سيطرتهم على ارض الواقع في بسط النفوذ القبلي او العسكري او الترابط اللوجستي !!!
ومن عام 2011 حتى عامنا هذا 2014 استفاد الحوثيون من عوامل التردي واستهلاك الوقت واهدار مفرغات مخرجات الحوار وتباطئ العمل على تنفيدها من التسوييف السياسي العام الى تردي الوضع الاقتصادي وفشل الحكومة في ادراك خصوصية المرحلة الانتقالية الراهنة والتركيز على قوى متنفذه سابقة في هكذا وضع ارتدى الحوثيون عباءة الثورة واستفادوا من الاحباط الواسع الانتشار والاستياء من الفساد ومحسوبية وظلم النظام القديم واستمراريته المتجدده بعناصرة القديمة لتولى مناصب متكررة لازالت تعمل باجندة عالقة من فساد الذمة او الاضرار بالوظيفة العامة وعدم الحفاظ على الامانة في اول الامر واخره ..!!!!لنكتشف نحن في الجنوب الاكثر ثقافة ووعيا وادراكا وممن يحمل القضية الجنوبية ورغم انها ليست قضية بل مصير شعب وضياع دولة كان لها كيانها وثرواتها وموقعهها السياسي والاقتصادي لم نستطع ان نستفيد كما استفاد الحوثيون من واقع الامر !!! بل كانوا ولازالوا اكثر ذكاء في فرض الامر الواقع فالحوثيون الذين كانوا في الماضي مجموعة صغيرة في نطاق جغرافي ضيق باتوا حركة في مرحلة تحوّل واكتسبت اشكالا جديده من الدعم والتعاطف بل والاصطفاف الشعبي الخاص لاسقاط الحكومة والغاء الجرعة والاكثر من ذلك المطالبة بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني !!! وفي وضع يتنامى يوما بعد يوم في ظل غياب الدولة وضياع الحكومة المركزية التي لم تكن يوما قوية وكانت دائما مضطرة للتفاوض مع مراكز القوى المحلية ولكنها اليوم اكثر خجلا ومؤاربة بان تتفاوض لانقاص سعر الجرعة على الشعب ومن يفاوضها انها المعادلة التي تحتاج منا الى اكثر من تفكير واكثر دراية بفهم الواقع والاعيب السياسة الظاهر منها والمخفي !!!. ولا شك ان شعبنا اليمني الطيب يدرك تماما ان لقمة عيشة لاتحتاج ان يزايد عليها هذا او ذاك ,لان الامر قد يخرج عن السيطرة المفقودة ورب جرعة واحدة حاصرت عاصمة دولة لم تستفيد من كل المساعدات الدولية والاقليمية ولم تشبع شعبها بكفاف العيش بل زادته الما وغصة وجرعة لا نحتاج لها جاءت في وقت قاتل ومن تكن يوما من مخرجات الحوار !!فرب جرعة اسقطت دولة ورب جماعة مثلت شعب !!! بل يتعلم شعبي في الجنوب كيف تستغل الفرص فالتاريخ لا ينتظر احد !!!