أخجلني موقف الشيخ حميد الأحمر المعلن الأسبوع الفائت بدفاعه المستميت عن رئيس الحكومة الأستاذ محمد سالم باسندوه _ مع تقديري وأحترامي الشخصي للشخصية الوطنية مناضل بحجم (باسندوه) في نزاهته_ في دفاع مبطن عبر ما نشره (تنبيه) !! قائلا :( إن شرعية المرحلة الحالية هي شرعية توافقية مستمده من اتفاق سياسي وقعه طرفا حكومة الوفاق وقال إن أي التفاف على الاتفاق او انقلاب عليه ينسف شرعية مؤسسات الدولة بما فيها شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي .)
على كل حال تنبيهات (الملياردير) حميد الذي روج لها من خارج حدود اليمن وبشكل وأضح أصراره على التمسك المستميت بالقسمة الأولى , كعادته حميد يرى في شخصه انه أكبر من المؤسسة السياسية التي ينتمي لها إلى هذه الدرجة فلتت اعصابه وخرج عن طوره وكل ما في الأمر انه يخشى ازاحة رئيس الحكومة لا حرصا على الوطن وللعلم لولا تصرفاته وبطريقة لا تعبر عن روح التوافق لا في اطار دولة ولا حتى في اطار تكتل اللقاء المشترك عبر أهواء نزعة ذاتية مفرطة في السيطرة من خلال (فلترة) مكتب رئيس الحكومة وتحويله كغرفة عمليات لا ترى في الوجود إلأ حزب الأصلاح وتوصيات الشيخ حميد ومشاريعة!! وكأن بقية اليمنيين مجرد شقاه يعملون بنظام السخرة في أمبراطوريات التجارية التي كونها بالفساد السياسي وصراع الأقطاعيات بينه وبين عفاش وعائلته لما وصل اليمن إلى هذا الوضع المزري .
إن مايؤسف له وخاصة مابعد ثورة 11 فبراير 2012م هو أصرار عجيب بعدم الرغبة في تغيير قيم المفاهيم عند هذه الشخصيات التي تدعي بناء دولة العدالة والمؤسسات ،وفي تجدي سافر استخفافها بمواقف االحزب السياسي الذي تنتمي إليه ، حزب الأصلاح طرف موقع في المبادرة الرئاسية التي أعلنت يوم الأثنين الماضي بمشاركة قوى الإصطفاف الوطني والشعبي وأيضا كل الأطراف الموقعة على اتفاق التسوية السياسية ، ومن دون شك لن يوقع ممثل حزب الإصلاح على وثيقة بهذا الحزب من دون التشاور مع قيادة حزبه شيء متفق عليه .
لماذا الشيخ حميد الأحمر يرسل إحتجاجاته وعلى هذا الموقف الموسوم ب (التنبيه) !! كان الأحرى به أن يطرح احتجاجه داخل مؤسسته السياسية وعبر هيئاته او على الأقل ان يعبر عن قناعاته في اطار انتقاد رسمي لحزبه ، أقصد ان يظهر بموقف راق يعكس طموحات رجل على قدر عال من فهم حسابات اللعبة الجديدة بدلا من الطعن في شرعية الرئيس (هادي) الذي يقود أكبر تجمع سياسي بحاضن شعبي عريض عبر عن تمظهرها السياسي والوطني على الأرض وشاهده العالم بأسرة وأجزم إن هذا الالتفاف حول مشروع الرئيس (هادي) قلب معادلات وتوازنات الموقف الاقليمي والدولي بداءت تاشيره تلوج في الأفق لحلحة الآزمة اليمنية الأشد اختناقا على أنفاس العاصمة صنعاء .
إن مانعانيه ونعيشه في إرث معتق في نفسية بعض النخب السياسية والقوى النافذة هي التمسك على ادارة المرحلة الجديدة بأدوات وثقافة عهود التسلط الشمولي عفاش وحزبه لا يريد إلا المواليين له والأصلاح يفتكرون إن مؤسسات الدولة أشبه بالجمعيات التي يديرها ولا يثقون في غيرهم وكأن الوطن وسيادته ومصالحه رهنا في ذمتهم !
أسمعوا ياخبرة العالم يفكر بعقليات أكثر مواكبة لإدارة مصالح الناس جميعا والقناعة الحقيقية لا الزائفة بالتعايش والعيش المشترك ؟؟ لا تسابق على حيازات مناصب المحافظين وزرع امصال جديدة في مكاتب الوزراء طبقا لانتمائهم السياسي ؟! روائح تزكم الأنوف من فسادكم عبر صفقات أجريت في محافظات شركائها حزبي الاصلاح والمؤتمر وعبر أدوات عفنة ومن يمثلها ؟؟ لسبب واحد هو أن المصلحة تجمعكم وتفرقككم وحدها لا غيرها ..وكفى !