غواية التصعيد بين اطراف الازمة اليمنية الراهنة تجاوز حدود عض الاصابع ، نزف عبثي خطر الخاسر الوحيد فيه الوطن و الناس الطيبين ، تطرف الهرولة للمجهول انتحار سياسي ليس فيه من طرف منتصر ، حاله عدمية رثة اشعلت حرائقها القوى التقليدية الرجعية المتأسلمة ، ما نأمله ان تتجنب القوى الجديدة التورط في مستنقعه ، باعتبارها مغامرة يستطيع أي من اطرافها اطلاق رصاصتها الاولى ، لكن التحكم بتداعياتها بقدر ما هو مستحيل فأن ايقاف لهيبها لطف الله وحده القادر عليه . ان التصعيد الراهن بصنعاء من قبل حكومة باسندوة و دواعش الاصلاح يعيد اطراف الازمة اليمنية للمربع الاول ، خاصة بعد ان اعلنت الاطراف المتصارعة عجزها عن الخروج من دوامته ، انسداد سياسي فرض الحاجة للبحث عن مبادرة جديدة تعيد تصويب عيوب المبادرة الخليجية ، ليس انتقاصا من جهود الاشقاء الخليجين الذين يشكرون على ايصال اطراف الازمة اليمنية للحوار ، لكنها مخرجات الحوار الوطني التي تجاوزت تقليدية المبادرة الخليجية المصممه اصلا لفض اشتباك القوى التقليدية اليمنية ، المبادرة الجديدة المطلوبة منها اطلاق يد الرئيس هادي المقيدة بمحاصصة القوى التقليدية ، كما عليها ان تستوعب القوى الجديدة و تطلعات الشعب في التغيير الثوري الحقيقي .
ان موقع اليمن بقدر ما كان على مدار التاريخ محط اطماع الاخرين ، فأن اهميته الجيو- سياسيه جعلت من مسالة الامن و الاستقرار فيه حاجة اقليميه و دوليه ، المتغير المستجد في المعادلة الجديدة انغماس بعض اطراف الجوار الاقليمي في الصراع اليمني الداخلي ، وضعيه اخرجت دول مجلس التعاون الخليجي من ان تكون جزء من الحل او أي مبادرة جديدة ، الطرف المؤهل بحياديته و مصالحة في انقاذ مسار التسوية السياسية اليمنية هي دول الاتحاد الاوربي ، كونها صاحبة مصلحة بحرية و سلامة الملاحة البحرية في باب المندب و خليج عدن ، هذا الشريان الحيوي التي تمر عبره اليها اكثر من خمسه ملايين برميل من النفط يوميا .