لي رأي يعاكس تيار التحليلات الصحفية الجارف عن طائفية الصراع القائم حاليا في صنعاء وعلى مشارفها ,فالكل يرى ان الصراع القائم الان في صنعاء طائفي او في طريقه لأن يكون طائفي!! وهذا غير صحيح! , لماذا؟ بالعودة كثيرا إلى الوراء أي إلى تاريخ صنعاء المذهبي وموروثها الديني سنجدها زيدية الهوى حوثية الأصل طرأ عليها -إن شئنا القول- جديد الفكر الوهابي السني ,هذا الفكر احبه قلة من شيوخ حاشد الزيدية وبعض الساسة الزيود حُب المال والتكسب المادي فقط! ولم يلج هذا الفكر الطارئ ويخترق الموروث الديني لقبائلهم الزيدية ,بل ظل يراوح فكرهم السياسي الموسوم بنظرية التكسب المادي فقط! ,وتظهر هذه القلة الزيدية المُتسننة على رأس القواعد الجماهيرية من شوافع الشمال المستوطنة صنعاء لتتشكل حالة انفصام عقائدي لا تمت لصنعاء بصلة لا من زيدي مُتسنن ولا من شافعي مستوطن! ( راجع هيكل حزب الاصلاح اليمني وستجد مقوده فقط بأيدي قلة زيدية! بينما تمثل قواعده الأكثرية العظمى من شوافع الشمال المستوطنين صنعاء , ينطبق الحال كذلك على بقية الاحزاب والتيارات السنية السلفية) (ولاحظ أيضا طابور الصحفيين والكتاب المثقفين الذين يهاجمون الحوثي ويحذرون ويتمسكون بفزاعة الصراع الطائفي!!..ستجدهم أيضا من شوافع الشمال المستوطنين صنعاء فقط! ,وهذه إحدى سخريات القدر.. لأن هؤلاء المثقفين سخروا من فزاعات الرئيس السابق صالح الكثيرة التي كان يلوح بها دفاعا عن مصالحه وهاهم يلوحون بفزاعة الصراع الطائفي ليس دفاعا عن مصالحهم ولكن دفاعا عن وجودهم الشافعي في صنعاء, وهاهم يرون رأي العين دوران رحى التسلط الزيدي عليهم مرة أخرى ) في الأخير سيدرك قلة الزيود المُتسننين رعاة الفكر الطارئ على صنعاء وكثرة الشوافع المستوطنين صنعاء ان ما انطبق على دماج وحربها في حينه من تحكيم و تسليم بزيدية صعدة التاريخية ودماج سينطبق على صنعاء أيضا وسيسلمون بزيدية صنعاء التاريخية عاجلا أم آجلا . لكن يبقى عار السؤال :- لماذا لم تتطابق تحليلات ومواقف اليوم لبعض المثقفين والكتاب من شوافع الشمال المستوطنين صنعاء مع تحليلات ومواقف الأمس؟! أي لماذا رأوا هؤلاء ان حرب دماج كانت حرب سياسية وليست طائفية بينما رأوا اليوم ان حرب صنعاء حرب طائفية وليست سياسية ؟! الم أقل لكم انها سخرية القدر!!! لأنه لا يوجد انقسام طائفي بين أصحاب الأرض(صنعاء) الأصليين على أرض الواقع ,من هنا أنا استبعد الصراع الطائفي في صنعاء لبديهية زيدية صنعاء التاريخية التي نفض عنها الغبار اليوم بشكل عكسي تطرف الفكر الوهابي السني الطارئ على صنعاء وأهل صنعاء -خصوصا ما حصل مؤخرا في حضرموت من قتل وذبح للجنود أبناء القبائل الزيدية- بل وحفز الشوق والحنين لرابطة فكر المذهب الزيدي الجامع لقبائل صنعاء الزيدية وماجاورها ببعض وهذه الرابطة المذهبية يمثلها ويتصدرها اليوم انصار الله الحوثيين. إذاً فالغلبة في صنعاء, إذا أرادوا هؤلاء المستوطنين والمُتسننين رعاة الفكر الطارئ على صنعاء القتال, ستكون بلاشك للحوثيين بمعية الحاضن الشعبي لهم من صنعاء ومن مشارف صنعاء وستأول الامور في الأخير لأصحاب الأرض الحوثيين ,وأعتقد ان سرعة التمدد والانتشار الحاصل اليوم للحوثيين خير دليل على ما قلنا. اتفهم سؤال البعض :- إذا لم يكن هناك انقسام على ارض الواقع في صنعاء إذاً: ما تفسيرك لمليونيات شارع الستين الأخيرة؟! للإجابة على هذا السؤال سأحيلك إلى تذكر مشاهد ثورة 2011م وسأدعوك إلى تفقد احصائية شهداءها الذين سقطوا في صنعاء في ساحة التغيير وفي غير ساحة التغيير من محافظتي تعز و إب(أبناء المنطقة الشافعية) إذا امعنت التفحص والنظر في دراما ثورة 2011م ستدرك انها ثورة المستوطنين الشوافع في صنعاء وان مليونياتهم الثورية في حينها هي مليونايتهم الرافضة للحوثي اليوم ,بل أن الغالبية العظمى من اهل صنعاء وشمال الشمال ترى ان ثورة 2011م هي ثورة "البراغلة" على حد تعبيرهم , إذاً بإمكاننا القول ان ثورة 2011م هي ثورة شوافع الشمال وثورة 2014م هي ثورة الحوثيين زيود الشمال, وسيقودك هذا التصنيف الاخير إلى المقارنة بين سلمية ثورة شوافع الشمال وكثرة شهداءها وحربية ثورة زيود الشمال وقلة شهداءها... ستجد الكثير الكثير من مؤشرات التسلط والتجبر الشمالي الزيدي على أبناء الشمال الشافعي واسترخاص دماءهم وأرواحهم! ولا يزال التاريخ يعيد نفسه!
لهذا يجوز لي القول انه لن يكون هناك في صنعاء صراع طائفي على الاطلاق وإذا كان هناك صراع طائفي على المدى المنظور فلن يحدث في صنعاء ومناطق شمال الشمال و سيحدث إذا حدث في مناطق تماس المذهب الزيدي والشافعي (الشيعي والسني بتوصيف اليوم) .