دخل تنظيم القاعدة في اليمن، في مواجهة مع الحوثيين بعد وصولهم للعاصمة صنعاء، في محاولة منه لإظهار أنه المدافع عن السنة فى اليمن ضد الشيعة، مما ينذر بحرب مذهبية فى صنعاء قد تجد لها أنصارا من اليمنيين الذين صدموا من ممارسات جماعة أنصار الله الحوثيين، واقتحامهم للمنازل والمنشآت العامة والعسكرية . وقامت جماعة أنصار الشريعة، أمس الأحد، بثلاث عمليات ضد الحوثيين، الأولى في مأرب، وأسفرت عن مقتل أكثر من عشرين، والثانية في البيضاء وأسفرت عن مقتل 6 منهم، والثالثة في تعز وأدت إلى مقتل اثنين، مما ينبئ بأن المواجهات قادمة، ولعل زعيم أنصار الله بدر الدين الحوثي، كان صادقا حينما أكد في خطابه الأخير أن الخطر القادم يأتي من تنظيم القاعدة عميل الغرب، حسب وصفه. وكان تنظيم القاعدة توعد مسلحي الحوثيين فى بيان له بعد دخولهم صنعاء، بجعل رؤوسهم تتطاير، واتهمهم باستكمال ما وصفه ب "المشروع الرافضى الفارسى" فى اليمن ودعا السنة إلى حمل السلاح ضد الحوثيين . والمتابع للشأن اليمنى والتصريحات الحكومية يدرك أن عدم مواجهة الجيش والأمن لجماعة أنصار الله (الحوثيون) قبل أن يدخلوا صنعاء واعتصامهم على تخومها حتى بعد دخولها، هو حرص من الدولة على عدم إراقة الدم اليمني أو حدوث حرب أهلية، ولكن هذا الرهان سيكون خاسرا في ظل الأنباء التى تحويها الصحف والمواقع الإخبارية عن التجاوزات التى قامت بها جماعة أنصار الله منذ دخولها صنعاء يوم 21 سبتمبر/ أيلول، والمواجهات التى حدثت مع الفرقة الأولى مدرعة، والتى أسفرت عن مقتل 270 شخصا، بالإضافة إلى قتلى الحوثيين الذين لم يعرف عددهم إذ يدفنون موتاهم بدون معرفة السلطات. ويقوم الحوثيون بدوريات متحركة وثابتة في الشوارع الرئيسية في العاصمة، ونصب نقاط تفتيش في الأماكن الحيوية بدعوى الحفاظ عليها؛ خوفا من قيام طرف ثالث بالهجوم عليها ونسبها لهم، ولكن الحقيقة أنهم يتحكمون في المؤسسات الغنية لفرض إتاوات عليها، ووفقا لما ذكرته صحيفة الشارع اليمنية المستقلة، أحكمت جماعة الحوثي سيطرتها على المؤسسات النفطية، وقالت إن وزارة النفط تصرف مائة ألف ريال يوميا لمسلحي الحوثى فيما تصرف شركة النفط 3000 ريال لكل مسلح من المتمركزين أمامها، فيما نصبت شركة الغاز المسال خيمة كبيرة أمامها وصرفت 4 آلاف ريال لكل معتصم بالإضافة الى 3 وجبات- حسب الصحيفة. وهذه الدوريات سواء المتحركة أو الثابتة تأتى وسط غياب تام للأمن اليمني، حتى أن إحدى هذه الدوريات الثابتة كانت في سيارة دفع رباعي في شارع الزبيرى في وسط العاصمة، وبها أكثر من عشرين حوثي يحملون الرشاشات ومدفع بازوكا وأغلبهم صبية في الرابعة عشرة من عمرهم، واللافت أن اللوحة المعدنية للسيارة سعودية، دون وجود لأي قوة أمنية. كما كان الهجوم على بيت رئيس جهاز الأمن القومى من الأمور التي استفزت سكان صنعاء، ولم يكن هناك أى سبب لذلك، كما أن أخبار دخولهم منازل خصومهم أدى إلى زيادة حنق اليمنيين عليهم والتساؤل عما إذا كانت هناك دولة تستطيع فرض هيبتها على الأوضاع في الشارع فهل سيستمر سكان صنعاء على سكوتهم إزاء هذه التصرفات أم ستتطور الأمور إلى حدوث اشتباكات وتنشط القاعدة في تجنيد مؤيدين لها. وأدت هذه التصرفات من جانب أنصار الله إلى تنصل القيادى على البخيتى منهم علانية واعتبرها مخالفة للقانون مما أدى إلى زيادة شعبيته في أوساط المواطنين الأمر الذى أدى إلى هجوم من قيادات الجماعة عليه وطالبت باستبعاده منها. وتدخل محمد عبد السلام المتحدث الرسمى للجماعة الحوثية في محاولة لتجميل صورتها، وقال في حديث لصحيفة المسيرة الناطقة باسم الجماعة إننا نمتلك شجاعة الاعتذار عما حدث لقناة سهيل الناطقة بلسان حزب الإصلاح - الإخوان المسلمين - عدوهم اللدود ونسعى أن يرتقى الجميع في خطابهم والابتعاد عن التحريض والعنف . وأضاف إننا لم نفرض شروط المنتصر ولم يكن للعمليات العسكرية على الأرض أى ضغط على اتفاق السلم والشراكة. والمؤكد أن هذه التصريحات لن تجد أى صدى إيجابى لدى المواطنين فى صنعاء خاصة وأنها تأتى متزامنة مع تصريحات جمال بن عمر مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن والتى يقول فيها أن مسلحى الحوثيين يتحكمون فى جميع مرافق الدولة بما فيها المطار وأن ما يحدث فى صنعاء هو احتلال من قبل مجموعات مسلحة.