انتهيت الأن من تجهيز اغراض سفري وقررت مغادرة المدينة إلى الريف لقضاء اجازة العيد والابتعاد عن وضع الساسة المكهرب ،ساتجنب حنين الكهرباء وعوادم السيارات وزحمة الخطوط وانقطاع المياة حينها ستحفني سعادة صنعتها بيدي ، سابتسم مع أهلي واشاركهم فرحة العيد التي تنقص بكل عام وحتى العيد لم يعد عيد وملامح العيد ليست التي كنا نعرفها سابقا ،بعد أستعدادي التام اختليت بنفسي افكر ليش لازم اجلس طالع نازل ،ليش ما عيش زي كل العالم مع اهلي وأسرتي ،ليش اصبحت غريب في وطني ، اودع نفسي عند كل اجازة وكل عيد وكل موسم ليش ؟متى ساعيش كأي شخص داخل العالم القاسي الذي اجحد كثيرا بحقي وتركني اتذوق مرارات الفراق واستبداد الأيام وتعصب الزمن ؟
بعد تفكير طويل اكتشفت بأني ربما محظوظ ومتميز لإنني استطيع العودة إلى قريتي كلما اشتقت لها فهناك اناس يعانون فراق الأهل ووجع الغربة يخافون من العيد كثيرا يحاولون الهروب من ذلك اليوم ، فليس لهم من العيد إلا الحنين فغلا الاسعار وثياب العيد وكبش العيد كَبَشَ الكثير على رؤوسهم وجعلهم يهيمون ويحسبون لكل شيء تنقصهم سعادة داخلية وابتسامة طفلهم الصغير ودعوة أم وحنان أب في ذلك اليوم الذي يسمونه عيد .
متى ستعود ايه العيد ؟ونجمتع فيك جميعا تحت سقف واحد والسعادة تغمر الجميع لا اعرف كيف سيمر عنكم العيد يا رفاق ولكن اعرف بأنكم تتألمون جدا ،ولكن لا عليكم ما ضاقت إلا لتنفرج . ليس صديقي بسام وكل اصدقائي وحدهم من يعانون فراق الاهل فحتى مجرموا الحروب وناهبوا الثروات وسارقوا الاوطان يعانون ذلك كما تعانون فا السفاح علي محسن مغترب وسيقضي ايام العيد خارج الوطن سيعاني معاناتكم وأكثر سينكسر قلبه حين يشاهد الحوثي يتروش لصلاة العيد داخل مسبحه وربما يرتدي المعوز الجديد الذي طالما احتفظ به محسن سنوات سينطلق الحوثي إلى المسجد وسيعود كما فعل محسن سيسقي الاشجار ويذبح كبش العيد سيتجول داخل قصر الجنرال المجرم ويعلن للجميع بأن السفاح ذهب وبلا عودة ،سيسعدني الحوثي حين يشرب المرق داخل القصر ويتمشى بثقة مطلقة ويعلن للجميع بأن القصر ملك للشعب وانه بأمكاني أناء زيارة قصر محسن سابقا والحوثي حاليا،
ليس الجنرال فقط من هرب وعانى مرارة الغربة فحميد وزبانيته يعانون نفس معاناتكم ربما أكثر لانهم لا يملكون قلوبكم النقية ولا اموالكم الغير موجودة يتقطع قلب محسن وحميد وصادق وكل السرق حتى وحيد رشيد كلما شاهدوا الوطن أو سمعوا عنه سيندمون ولن يهناهم زاد ولا شراب لإنهم هم من دمروا وطننا وسرقوا خيراته ،هم من اذلوا قيمة المغترب وجعلوكم تعانون الويل والثبور،
الأن جاء دورهم ليعرفوا بأن الله يداول الأيام بين الناس وأن جرائمهم ستنفضح وسنحاكمهم جميعا .
قبل النهاية . اتمنى أن يكرمهم علي سالم البيض بعزومة يوم العيد تحت شعار نحن السابقون وأنتم الاحقون والدنياء ما تدوم لحد