هم مسوخ بشرية؛ عبارة عن كائنات ناقصة التكوين العقلي من ذوات متلازمات الحقد العرقي والطائفي، وهستيريات الاختلال النفسي الناجم عن عيوب اجتماعية في نشأتهم لقطاء من شذاذ الآفاق. مهزومون ذاتياً فتراهم يتقنعون ليخفوا ملامحهم لنقصٍ حاد في تركيبة أخلاقياتهم، مضطربون سلوكياً لانعدام التوازن بين (عقولهم الباطنة) الطافحة بشتى أنواع المقززات والمتناقضات من الشذوذ الفكري، وبين (عقولهم الظاهرة) الضحلة والمفرغة من الوعي الناضج والتصرفات اللياقية السليمة للإنسان السوي. يفتقدون السلام الروحي في دواخلهم، وضمائرهم غائبة في الأغوار السحيقة لوجدانياتهم الظلامية . طحلبيو التواجد: إذ يتواجدون في مستنقعاتهم النائية .. هلاميو الذهن: تلتقط أدمغتهم تعليمات محددة تلتصق بها فلا يمكن أن تتبدل مهما كانت العوامل والظروف. سرطانيو التكاثر والاستشراء تراهم في كل أرض ينهشون. عقائدهم مختزلة في (القتل في حب الله) ومنطقهم هو (أقتل أكثر تعلو درجة إلى الله) أما فلسفتهم فقائمة على قاعدة (القتل أسرع طريقة إلى أحضان الحور العين) . أولئك الذين يوزعون الموت المجاني عشوائياً في كل الاتجاهات ولكل الفئات باسم اتجاه واحد هو (القبلة)ومنهج واحد هو (الاسلام). تفننوا في نشر (الفناء) وتسويقه باسم التجارة التي لن تبور تحت دواع وهمية فضفاضة، وبتداعيات تسونامية كارثية؛ فالتبست عليهم -في سبيله- الغايات والوسائل؛ فأصبحت الوسيلة (الشهادة) هي الغاية الأسمى، فيما أضحت الغاية الحقيقية (النصر) في أدبيات توجهاتهم مجرد مفردة لم يعرفوا لها معنى في بقاع جهادهم الممجوج، وأمسى (النصر) مجرد عنوان سفسطائي هش، تُفرم لأجله الأجساد، وتتشظى دونه الأطراف، ليوظفوه اسماً مستعاراًيخفون وراءه أجندات العمالة وبيع الأوطان، وهذا ما نلمس نتائجه هذه الأيام من خلال المعطيات الواقعية في مواقع عمليات يأجوج ومأجوج العصر (داعش وأخواتها). وكل ذلك بهدف خلط الأوراق وتحويل المنطقة إلى مرمى مفتوح للأسلحة الأمريكية وعصابتها الأوروبية بذريعة مايسمى الحرب على الإرهاب، ليستمر مسلسل الضحك الأورومريكي على الذقون العربية والإسلامية الممتلئة باللحى الكثة التي تحجب الرؤية لكثيرين منهم عن حقيقة تلك المخططات التآمرية لأسباب طائفية بحتة، وهذا ما هو حاصل فعلا -للأسف الشديد- في مناطق انتشار تلك الجراثيم التكفيرية. إذ نجد بعض المحسوبين -زوراً- على أهل السنة يدافعون بطريقة أو بأخرى عن العصابات الداعشية ويبررون جرائمها، كبعض الزمر الحزبية السنية في العراقواليمن . وكمثال حي على ذلك ما صرح به الأب الروحي للإخوان المسلمين في اليمن الشيخ عبدالمجيد الزنداني حول الجريمة التي هزّت وجدان المجتمع اليمني بأسره لِمَا حدث للأربعة عشر جندياً عندما كانوا عائدين إلى أهليهم لقضاء الإجازة معهم؛ حيث تقطّعت للحافلة التي كانت تقلّهم عناصرُ ما يعرف بتنظيم القاعدة في اليمن وقاموا بذبح أولئك الجنود أحياء أمام سكان تلك المنطقة، وحينما سئلالزنداني عن رأيه في هذه الجريمة كان ردّه يشي برضا مبطن عنها؛ إذ قايض فيها بما سقط من قتلى الجناح العسكري لحزبه الإخواني في معاركه ضد المكون الشعبي (أنصارالله) الذين يسميهم الزنداني وشلته بال(الحوثيين) تكريساً للسلالية والعنصرية، التي دأبَ الإخوان والنظام السابق على تغرير الشارع اليمني بها منذ أعوام . والزنداني بتصريحه هذا يدافع بطريقة أو بأخرى عن أولئك الدواعش بل ويروج لأفاعيلهم، ومما أكد ذلك -جنائياً وبالأدلة المادية الدامغة- هو ما وجده (أنصارالله) داخل جامعة الإيمان -التابعة للشيخ- من معامل لتصنيع العبوات والأحزمة الناسفة إضافةً إلى الأقنعة السوداء ولوحات السيارات التي يستخدمها المنفذون في تطبيق مناهج تلك الجامعة. وهذا ما يثبت -بالقطع- تورط الشيخ وطلاب جامعته الشيطانية في أعمال داعشية من اغتيالات وتفخيخات وغيرها طيلة الفترة الماضية. وهاهم اليوم يسعون لتدشين مرحلة جديدة من تطبيق مناهج التفخيخ والنواسف في اليمن، وذلك بالعملية الغادرة الحقيرة التي نفذها صباح أمس الأول الخميس أحد دواعشهم الجهنميين بتفجير نفسه وسط جموع الأبرياء في ميدان التحرير بقلب العاصمة صنعاء، ليسقط ضحيتها أكثر من خمسة وأربعين مواطناً مدنياً مابين طفل وشيخ وشاب، في محاولة من أولئك الفنائيين لجَرّ اليمن إلى دوامة الشام والعراق انتقاماً لسقوط آخر معاقل تنشئتهم وتدريبهم وتسليحهم (الفرقة المدرعة وجامعة الإيمان( . هذا في اليمن، أما في العراق، فالدوريوالهاشمي وجماعته ومن لفّ لفهم من المأجورين والمرتزقة المتباكين على السنة بالباطل، هم الذخر الأول لتلك المجاميع البربرية بما يمثلونه من ذريعة لهم للدفاع عن عقيدة السنة وحماية أهلها من بطش الروافض والصفويين كما ينعقون ويزعمون !! . وإزاء كل هذه المعمعة السريالية العبثية ومن أجل محاولة إنقاذ مايمكن إنقاذه في هذه الأوضاع المتشنجة ينبغي بل يجب على كل العقلاء من أبناء تلك المناطق التي تنتشر فيها بؤر الإرهاب في العراق والشام واليمن وحتى ليبيا -التي طالتها مؤخراً يد الجنون الداعشي- يجب على العقلاء منهم وأخص أهلنا من السنة والجماعة أن يغلبوا صوت الضمير الإنساني في المقام الأول ومن ثم تعزيز أواصر اللحمة الإسلامية والتعايش الإجتماعي بأن يمدوا يد التكاتف والتآزر مع أخوتهم من أبناء الطوائف والعرقيات المختلفة والوقوف صفاً واحداً معهم لصد كل المؤامرات الصهيوأمريكية وإفشال مخططاتهم التدميرية بالمنطقة. وخلاصة الخلاصة، أنصح كل باحث عن خفايا وأسرار ما يدور في المنطقة من طوفان دموي، بالرجوع إلى ما أنبأنا به نبي الإسلام محمد (ص) في أخبار آخر الزمان؛ وسيُصْعَقُ -حتماً- لِمَا سيجده من شرح متناهي الدقة حول ذلك . إذ ورد في أخباره (ص) ما سيتفشى في بلاد الشام والعراق من ظلم مبين بجرائم وإبادات لخلق كثير، وسحل للشيوخ والولدان، وبقْر لبطون الحوامل،وهو ما نراه واقعاً جلياً في الشام والعراق دون مواربة أو نكران . كما أخبر (ص) أنه في المقابل من ذلك سيعوض الله بلاد اليمن بعد سني الضيم والطغيان، فيَمُنَّ عليها بالرخاء والأمان، ويُبدل شقاء أهلها وبؤسهم خيراً كثيراً؛ إذ يهيئ لها -بمشيئته- رجالاً لا يخافون فيه لومة لائم، ينشرون العدل الإلهي في ربوعها قاطبة، ويتحقق على أيديهم نصر عظيم. وهو ما أراه متجسداً -بكل وضوح- في المكون الشعبي (أنصار الله)، الذي انبثق من غياهب المظلومية والتهميش ملتحماً مع الشعب بكافة فئاته وأطيافه يدافع عن حقوقهم، وينافح عن كرامتهم، مقدماً نفسه خادماً للشعب لا متسلطاً عليه . [email protected]