جملة من اغنية ( ظبي صنعاء ) الشهيرة التي سطرها الدكتور عبد العزيز المقالح و التصقت بوجداننا بصوت العملاق سالم بلفقيه ,, ولكن ماذا حدث ويحدث في مدينة تلك الفتاة ؟ فهاهي صنعاء اليوم تتصدر نشرات الاخبار في المواقع الإخباريه و تتداوله الفضائيات العربية و العالميه بخبر مفاده ) مليشيات مسلحه سيطرت على العاصمة صنعاء ).
خبر ينذر بأمر خطير فهو بمثابة تشبيه لواقعه دخول مليشيات داعش الى العراق ، و لكن اليمن ليس كالعراق ,, جملة أستعرتها من الراحل بأمر شعبه و التي لم ننفك نسمعها منه " اليمن ليس كمصر ,ليس كسوريا " فمليشيات الحوثي ليسوا بدواعش العراق والدلائل كثيرة , فمثلا : لم نشهد على تلك الفضائيات قيادي داعشي يناقش ويتحاور مع من يعارضه ولم نسمع عن مظاهره " سلميه " من اهل المدن العراقيه - و التي احكم الدواعش السيطرة عليها - تطالب بخروج الدواعش من اراضيها !
في الوضع اليمني نرى تحركات حثيثة من قبل رئيس الجمهورية اليمنيه والمبعوث الأممي لليمن للسعي بالخروج باتفاق مع مليشيات الحوثي ترضي بشكل رئيسي مطالب الحوثي الذي تنتشر عناصره في شوارع صنعاء دون رادع من أي طرف ! لكل هذا وأكثر نتأكد ان الحوثيين ليسوا كالدواعش وبالتالي اليمن ليس كالعراق .
وبالعودة الى الداخل اليمني وعن الوضع التي تعيشه العاصمة صنعاء نجد ان ثقافة الفيد وعقلية المنتصر تتجلى من جديد في صنعاء, فكلنا ندرك ان جل قبائل اليمن تشترك بهذه الثقافة والعقلية وما حدث في الجنوب ابان انتصار( مليشيات 7/7) في حرب 94م لم يكن ببعيد عن تلك الثقافة المتأصلة فيهم .
وبالمقارنة بين مليشيات منتصر الامس و اليوم سيتضح لنا ان مليشيات الحوثي كانت و الى اليوم اقل تطبيقا وممارسه لتلك الثقافة , فمليشيات 7/7 مثلا لم تكتفي بالسيطرة على عاصمه الجنوب عدن فحسب , بل امتد النهب و الفيد على كل اراضي و مقدرات الجنوب حتى بالنسبة لمداهمات المنازل كانت مليشيات 7/7 لها الريادة و التفوق بهذا الشأن وكل هذا و أفضع منه كان متماشيا مع فتوه التكفير التي شرعت لكل اعمال العنف و النهب و الفيد على الجنوب وأهله ولم تكتفي بالجنوب بل شملت سيطرتها على كل ارض اليمن جنوبا و شمالا تحت ما يسمى بدوله المؤسسات وجيشها (الوطني )المزعوم والذي بها تم السيطرة على كل مفاصل تلك الدوله ( الجمهوريه اليمنية ) التي اندرج اسمها في اعلى قائمة الدول الفاشلة وحتى بعد ثوره فبراير 2011م المسروقة انقسمت تلك المليشيات على نفسها و كانت هناك محاوله لإقصاء فصيل منها الذي كان بزعامة الرئيس السابق صالح ,
حيث بدأت الفصائل المنشقة عن مليشيات 7/7 و التي اعتبرت منتصرة بعد ثوره فبراير الى اقصاء كل الاطراف الاخرى و عمدت على احكام سيطرتها على تلك الدوله اليمنية بإستخدام نفس الأدوات السابقه - مؤسسات الدوله و الجيش- وهنا يكمن الفرق بين مليشيات الحوثي و مليشيات 7/7 بكل فصائلها ، فمليشيات الحوثي لم تتخذ في سيطرتها على العاصمه صنعاء تلك الأدوات الوهميه , الديمقراطيه الزائفة ، دوله المؤسسات الفاشلة ، احزاب برسم القبيلة و مليشيات بزي الجيش.. الخ وهذا كان سبب استهجان المحللين العرب و الاجانب على تلك الفضائيات ، فمليشيات 7/7 بكل فصائلها كانت تمارس نفس الاعمال ولكن تحت " غطاء دوله " بينما مليشيات الحوثي ) منتصر اليوم) تظل تحركاتها مكشوفة .
لذا نجد ان الوضع لم يتغير و الاسلوب لم يتبدل بين مليشيات الامس و اليوم و ما الإختلاف بينهما إلا بين مفهوم المغطى و المفتوش . وبين هذا و ذاك تتجلى لنا حقيقة هي أنه و بعد تلاشي جمهورية اليمن الجنوبي فأن الدوله (الحقيقية ) لم ترى النور بعد في ارض اليمنيين.