الحوثيين ماسكين صميل ونازلين فوق روس الخلق لَبْج وهنجمة، وعادهم يصرخوا! عادكم تصرخوا ليش؟ بالله عليكم ليش تصرخوا؟ من الظلم الواقع عليكم يعني؟! من القهر؟! من حرمانكم من السلطة والثروة والأمن والأمان؟ من التمييز السياسي والاجتماعي الممارس ضدكم؟ من وجع الأضراس؟ من المَغْص (بعد كل اللي هبرتوه)؟ من أيش بالضبط؟! اختاروا لكم واحدة من ثنتين يا أنصار الله: إما الصميل، أو الصرخة! أما الثنتين مع بعض، ما يصلحش.. مايصلحش واحد يمسك صميل ويحكم ويلبج ويجلس يصرخ!
إحنا اللي مفروض نصرخ.. إحنا المحكومين. و"المحكومين" في بلدنا كثيراً ما تعني "الملبوجين"، بمقابل "الحاكمين" اللي تعني "اللابجين": "التبجنا" لما شبعنا بصالح وبيت الأحمر، ورجعنا "نلتبج" بالإصلاح وبيت الأحمر، والآن "نلتبج" بكم! بس الفارق بينكم وبين كل "اللابجين السابقين": أنهم استحوذوا على السلطة والثروة والصميل وخلوا لنا الصراخ، وأنتو استحوذتوا على السلطة والثروة والصميل والصرخة.
وأنهم كانوا "يلبجونا" وإحنا نصرخ، وأنتو "تلبجونا" وتصرخوا أكثر منا! كيف تركب هذي؟ كيف ماسكين الصميل ونازلين "لَبْج" فوق روسنا، وبدل ما نصرخ احنا، تصرخوا أنتو! أيش نفعل إحنا طيب؟ نصرخ بالإشارة؟! نصرخ سكتة؟! وإلا نغني؟! لو غنينا، قدكم داريين: بانلتبج أكثر.. كنا نطالب صالح وبيت الأحمر ب"التوزيع العادل للسلطة والثروة"، وشكلكم باتنسونا هذا المطلب عن بكرة أبيه وتخلونا نطالبكم بس ب"التوزيع العادل للصميل والصرخة"! ولا يروح بالكم بعيد يا أنصار الله وتقوموا تصرخوا فوقي!
القصد ب"التوزيع العادل للصميل والصرخة": أن يكون الصميل بأيديكم تتصرفوا به بحسب ذمتكم وما يمليه عليكم عبدالملك، وتخلُّوا لنا الصرخة. أما تبزوا الثنتين لكم، فاسمحوا لي: هذي مش "شراكة" ولا "عدالة"، هذي إسمها "مِزْغَاجَة"!
- "المزغاجة" بالصنعاني تشبه تقريباً "المرفالة" بالعدني. - و"اللبْج" ما تحتاج شرح، تحتاج بس صرخة.
(2)
تعتقدوا الحوثي ما بيجيه تسمُّم؟ جالس يأكل كل حاجة في طريقه: يأكل معسكرات، يأكل مطارات، يأكل موانئ، يأكل مؤسسات، يأكل شوارع وحارات، يأكل قرى ومديريات ومدن ومحافظات بحالها.. عاده "زرِط" عاصمة، عاصمة كاملة، وعادها في "زوْره" وما قد وصلت بطنه واستقرت فيها سوا، وقد قفز أمس "يحلِّي" بالحديدة وذمار. واليوم تغدّى بإب ويمكن يتعشى بتعز. يا رجّال قُمْ، العافية من الله!
أهضم العاصمة أول، وبعدين اقفز فوق الحديدة وذمار وإب وتعز! اللي أكلته في شهرين يحتاج منك على الأقل ربع قرن من الهضم المتواصل بدون أي أكل. افتجعنا من الهوارة الأخوانية، وطلعت لنا الهوارة القرآنية أهور منها بكثير! الأخوان جاهم تسمُّم وكل أمراض المعدة وجلسوا في حالة "إسهال دائم" من "وليمة" الثلاث السنوات التي لا تقارن بما التهمه "الطاهش القرآني" في شهرين، وأخينا الطاهش لا جاه تسمم ولا مغص ولا عسر هضم ولا حتى "شُرْغ"!
منتظر متى "يشترِغ" الحوثي ب"محافظة" ولا "اشترغ"! حتى شُرْغ يا ابن الناس.. اشترغْ حتى مجاملة! (بس اللي ما اشترغش بعاصمة، ما بايشترغ بمحافظة.. اللي ما اشترغش بصنعاء، ما بايشترغ بإب ولا بتعز). يا رجَّال قُمْ! ما حد يأكل بالثنتين، وأنت تأكل بالأربع!