لا يسر أي يمني لديه وعي بما وصلت اليه اليمن اليوم وخاصة عندما تقرأ عن تاريخ العرب في الماضي السحيق ، انه فعلا ماض نتغنى به على أطلال انفسنا لا أكثر ولا أقل . والذي وصلنا اليه الآن ما هو إلا تمثيلا لانكسار الروح . عزيز العجز في الذات فتتحول إلى ذات عاجزة والشعور بأننا زائدين عن الحاجة وللتخلص من هذا الشعور نقوم بلعن هذه الذات وتحويلها إلى جحيم ونقوم بتخريب أساسات العقل لذلك نصبح عميان ولا نستطيع أن نرى الأشياء بوضوح بل أصبحت تلتبس علينا الألوان حتى أصبحنا نرى الأبيض أسودا والأسود أبيضا ، ليس هذا فقط أصبنا أيضاً بعمى البصيرة حتى أصبحنا دمى وماريونيت بيد من يريدون لنا الشتات والانهيار .
ما أكثر ضحايا العرب من إخوانهم العرب يا عرب . يقول حكماء البوذية " إذا لم تستطع أن تصمم عقلك بنفسك فلا بدَّ أن يأتي شخصا آخر ليصممه لك " ومعنى هذا الكلام انك تصبح تابعا وكائنا غير مستقل . انظر إلى حالنا ونحن لسنا فقط تابعين بل اتكاليين في شراء حتى ملابسنا الداخلية من الصين وبنغلاديش، لماذا والعرب يملكون ثروة نفطية لا تجعل ايَّ عربي فقير من المحيط إلى الخليج ، فالمشكلة ليست فقط بالفساد بقدر الأنانية المطلقة وعبادة رغبات الذات إلى ما لانهاية حتى انك ترى أن أميرا أو ملكا يُنفق أربعمائة ألف دولار على جحش يركض في سباق أو على ملعب كرة قدم في اللحظة التي يتضور فيها الأطفال جوعا في اغلب دول العرب .
ماذا يريدون فعله العرب عندما يتآمرون على الشرف العربي بعدما يغتالوه ويلقون بأنفسهم بحضن الشيطان الأكبر ( الصهيونية العالمية ) ، هل سيتحرك الضمير العربي ليخرج المستوطنين من ساحات الأقصى ويجعلهم لا يكملون رقصة هيكل سليمان أم أن العرب أعطوا الضوء الأخضر لإقامة الهيكل في ساحة المسجد الأقصى على اعتبار أن قبة الصخرة هي ليست جزءا من المسجد الأقصى ؟ أصبحنا بارعين في الشجب والاستنكار أمام التلفاز وفي الخفاء يتفق قادتنا مع إسرائيل ويوقعون اتفاقيات اقتصادية وثقافية !!!!!
أهكذا نحن مسلمون أم أن الإسلام بريء منا ؟
أهكذا يسوقوننا وكأننا جهلاء نصدق أن بعض الدول "التي لا أريد ذكر أسماءها" تريد ما فيه الخير لليمنيين وللمسلمين ، أي عهر هذا العهر ونكاح الجهاد . ونحن في اليمن أيها الشرفاء الاقلاء لا نتفاءل ولا نتشاءل ولا نثق إلا بمعجزة تقلب هذا الظلم إلى عدل والحق إلى حق نراه بأم أعيننا . . اللهم انصر المظلومين ولا تكلهم الى إخوانهم كي لا يقتلوهم بإسمك وتولهم انت وحدك الخبير بأمور العباد .
اللهم أهلك تجار الدين وأصحاب الفتنة بدءً بالعلماء الذين يتاجرون بالدين عبر فتاوٍ لا تليق بحيوان وأخذهم أخذ عزيز مقتدر . ووفقنا لما تحبه وترضاه ولما فيه مصلحة يمننا الحبيب وأمتنا العربية والاسلامية إنك على ذلك لقادر.