الحمد لله ناصر المظلومين وصلى الله على نبينا وقدوتنا محمد وعلى آله الطيبين وجميع أنبياء الله وأخص منهم نبينا الكريم موسى عليه الصلاة والسلام ، الذي جاء ذكره بيوم عاشورا يوم نصره ونجاته من جبروت الظلم والطغيان حيث فلق الله البحر إلى فوجين عظيمين ليمر موسى من وسطه سالما غانما مع قومه ثم يتبعه فرعون الطاغية الظالم فيغرقه الله وينجي بدنه ليكون عبرة إلى قيام الساعة لمن يعتبر ويتعظ ، فنقول لكل المظلومين في كل بقاع الأرض بأن الظلم إلى زوال وأن المظلوم ينتصر بإذن الله وفضله لا محالة وأن الظالم سينال عاقبة ظلمه من الفتك والقهر والمذلة لا محالة . فلنتأمل ونتذكر في هذا اليوم العظيم يوم العاشر من محرم من كل عام لنعتز ونفرح ونبحث في النفس وغوائلها ثم لنجتنب الظلم بأنواعه ، أما إن كنا مظلومين فلنثق بالله سبحانه ونعتز به ويكون لنا أملاً كبيراُ في النصر المظفر ثم لنتدبر آيات الله العظمى في القرآن الكريم التي تحكي لنا الشدة التي كان عليها سيدنا موسى عليه السلام وقومه وكيف نجاهم الله سبحانه وتعالى البر الرحيم الصمد حين صمد إليه موسى عليه السلام وقومه وكانت النجاة في مشهد عظيم ينشرح لها الصدر ويطمئن لها القلب ويطرب فرحا ، قال تعالى : { ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِين } [يونس : 103] فإذا كان قدوتنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفرح بحدث كان فيه نجاة للمؤمنين مضى عليه آلاف السنين ، بل بأكثر من ذلك فقد ورد أن في هذا اليوم أيضا كان نجاة سيدنا نوح عليه السلام ، وأن موسى عليه السلام نفسه كان يصومه شكراً لله على نجاة نوح عليه السلام من الطوفان . قال الحافظ ابن حجر: ( أخرج أحمد من وجه آخر عن ابن عباس زيادة في سبب صيام اليهود له وحاصلها : أن السفينة استوت على الجودي فيه ، فصامه نوح وموسى شكراً ، وقد تقدمت الإشارة لذلك قريباً ، وكأن ذكر موسى دون غيره هنا لمشاركته لنوح في النجاة وغرق أعدائهما ) فكيف يغفل عن هذا بعض المسلمين ، ولا يعبأ بما يحدث لمسلم آخر أصابته شدة وظلم وقهر، ولا يعبأ بإخوانه سواءً أصابهم خير أم شر !! ، بل أصبح يهمه الارتزاق على حساب إخوانه وأهله وناسه وأصبح عديم وميت الإحساس !! لا يعبأ بكل ما يحصل لإخوانه في كل زمان ومكان !! فبهذه المناسبة العظيمة والسعيدة على قلوبنا نحن أبناء الجنوب العربي الصامد ونحن نعاني من ظلم وطغيان وجبروت وتهميش وإلغاء من عصابة متنفذين قبل الوحدة المغدور بها من رفاق الماضي باسم الاشتراكية والمساواة بين أفراد المجتمع حتى أصبح الرفيق والحمار في بوتقة واحدة إذ لا فرق بين المخلوقات البشرية والحيوانية ما دامت تطبق شعار ( نفّذ ثم ناقش ) ثم بعد التنفيذ لا نقاش ولا حاجة فصبر عليهم الآباء ومن عاش في فترتهم الظلامية ورفعوا أكف الضراعة آنذاك إلى الله بأن ينقذهم منهم فأدخلونا في وحدة مع عصابة لا تعرف عهد ولا ميثاق فنالوا جزائهم وابتلاهم بمن ذلهم كما ذلوا شعبهم ومجتمعهم الطيب المسالم . ولكن بسبب سكوتنا عنهم ابتلانا الله معهم لنعرف بأن السكوت عن الظالم وعدم نصحه وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعم عقابه الصالح والطالح وعواقبه ستكون وخيمة حيث كانوا يظلمون ويقتلون كوادرنا أمام أعيننا ونحن ساكتون ولم نحرك ساكنا فنلنا ما نالهم ممن هو أظلم منهم حيث هربنا من الاشتراكية الرفاقية إلى وحدة النصب والفيد والغدر والخيانة وكانت أعظم وقعا من سابقتها حيث كان الرفاق معروفون بإلحادهم وأما هؤلاء فتستروا بالدين أسوة بأخوهم وقدوتم المتأسلم / عبدالله بن سلول عليه لعنة الله وعلى من اقتدى بسنته السيئة إلى يوم الدين ، ثم بعد ذلك قام حراك جنوبي شريف يطالب بحقوقه عام 2007 م ومع السنين بدأ يتنامى يوما بعد يوم ضد عصابة سلمناها أمرنا فخانت وعاهدناها على وحدة الأخّوة فغدرت وبعدها سلط الله ظالمهم على ظالمهم وبدأت تنخر في قصورهم وبيوتهم وكهوفهم وولوا هاربين مذعورين متباكين و ( كما تدين تُدان ) . ولا زلنا في الجنوب صامدين في الساحات والميادين وفي الإدارات والمكاتب مما تبقى من الجدران والغرف المهترأة والتي لم يتمكنوا من نهبها وغنيمتها كما أفتى لهم المتأسلمين وكذلك في الطرقات وفي المراكز والمساكن والمساجد والمدارس والمعاهد نهتف بصوت واحد مجمعين عليه ويخرج من حناجرنا نبوح به إلى السماء ( اللهم سلط الظالمين على الظالمين وعجل بهلاكهم ودمر شملهم وأغرقهم في الفتن في بيوتهم مع أهلهم ومن يناصرهم على باطلهم كما أغرقت فرعون وقومه وأخرجنا من بينهم سالمين غانمين فرحين مستبشرين مع الذين لا خوف عليه ولا هم يحزنون ) وأظنهم هذه المرة مذعورين من الدعاء حيث كانوا وأذنابهم يسخرون من دعاء المظلومين عندما كانوا يسمعون الخطيب اللبيب وقد خرج من عشّته في ( محافظة أبين ) خطيبا في الناس قائلا في دعائه ( اللهم كما أحرقوا أبين فأقر أعيننا بإحراق صنعاء ، اللهم إن الدحابشة يتآمرون علينا ويريدون تفريق شمل الجنوبيين ففرق شملهم ) فاستجاب الله سبحانه وتعالى ، ففرق الله شملهم وسلطهم على بعضهم . وقد أعدت ذكر هذا وأكرره لتنبيه الغافلين منهم إن أرادوا التوبة الصادقة والعودة إلى رشدهم ونصحا لمن تبقى من أبناء الجنوب في بأن يرحموا أنفسهم ويتبرأوا من أحزابهم المتأسلمة والسلولية والمتدحبشة فإن الحق قد بان وله نور ساطع لا يخفى على كل شريف لبيب والحمد لله رب العالمين .