اليمن وآه وألف آه ! .. آه على بلد كنا نظن أنه سيحمي الجبهة الجنوبية لشبه جزيرتنا العربية من الفتن والتشيع فإذا به الباب الأضعف الذي دخل منه كل ما كنا نخاف دخوله علينا!.. آه على بلد الحكمة اليمانية التي كنا نظن أنها تمتلئ بالحكماء فإذا بنا نسأل أين عقلاء اليمن؟!.. فبالأمس أعلن الرئيس الصوري لليمن عن تشكيل حكومي جديد أتى بعد ضغوط من الحوثيين (المحتلين) لليمن حديثاً الذين أمهلوا عبدربه عشرة أيام لتشكيل هذه الحكومة التي جاءت في مجملها موالية للتنظيم الحوثي وللحراك الجنوبي أو اتخاذ إجراءات قد لا تعجب هذا الرئيس الذي أعتبره (أتعس) رئيس عربي حالياً باتت مهمته الوحيدة في الوقت الراهن إرسال برقيات التعازي لحكومات العالم واستقبالها باعتبار أن اليمن بات بلد صراعات قبلية وطائفية للأسف!..
التشكيل الذي يتمنى اليمنيون من خلاله أن يحقق الوفاق الوطني والذي على إثره ينتظر هؤلاء من الحوثيين أن يلتزموا بعهدهم في الانسحاب من العاصمة اليمنيةصنعاء والعودة إلى مراكزهم المحددة لهم وأن يتولى الجيش الوطني نقاط التفتيش ومراكز الدولة الدفاعية وإن كنت أشك فعلاً أن يلتزم مثل هؤلاء الذين لا عهد لهم ولا وعد بعد أن بسطوا هيمنتهم على العاصمة وبات الشعب تحت رحمة هذه الفئة التي يرأسها عبدالملك الحوثي والمستبعد من العقوبات الدولية التي أقرها مجلس الأمن على بعض الشخصيات اليمنية ومنها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بتهمة الإخلال بالاستقرار وكأن عبدالملك جاء فاتحاً لليمن لا محتلاً له!..
ولكني ما زلت أسأل كما يسأل كثيرون ممن يعيشون في منظومة الخليج العربي ومهتمون فعلاً بما يدور حولهم لم كل هذا السكوت المخيف والمريب من قبل حكومات الخليج تجاه ما جرى ويجري حالياً باليمن ؟!..
لماذا لم تتضح مواقف دول الخليج من الهيمنة الحوثية على اليمن خصوصاً وأن هذا البلد يعد من ضمن العائلة الخليجية الذي يطل على دولها بل إنه يعد الدرع الجنوبي الذي كان يجب أن يحسب له الخليجيون ألف حساب من أن يقع بيد من يريد بالخليج شراً ؟!..
لماذا لم نسمع أي تصريح خليجي مسئول عن الاجتياح الحوثي الذي فاجأ الأوساط العربية رغم أن البعض وبحسب ما ظهر متورط به من الألف وحتى الياء ؟!.. هل كانت حكومة هادي ورئاسته على غير هوى المنتفعين بتبادل المصالح مع اليمن أم أن هذا البلد صار مكباً لكل تنظيم لم يحالفه الحظ ليبزغ نجمه في أي أرض أخرى ووجد في اليمن التربة الخصبة ليزرع بذوره المسمومة وينتظر حصاداً لن يكون فيه نفعاً لا للبلاد ولا للعباد ولا حتى للجارات من دول الخليج التي بات بعضها يعاني من أحداث (مذهبية) كان يجب لحكوماتها أن تقطع رأسها في الوطن الأم وهو اليمن ويبقى ذيلها سهلاً لديها لتفرمه إن صح التعبير!..
ولكن وكما نرى أصبح اليمن مليئاً بالأوبئة التي تنقل فيروساتها الذكية والتي يمكن أن تغدو غداً مواطن لأمراض مزمنة !.. أنقذوا اليمن فإن فيها خير الرجال ويحتاجون لمن يقود ويسند ويدعو فلا تحرموها واحدة من كل هؤلاء! .
فاصلة أخيرة: (إن كنت عربياً فأنت الأحق بأن ترفع رأسك فقد حظاك الله بالعروبة.. وإن كنت يمنياً فاسجد لله شكراً فإن العرب يعودون بأصلهم إليك) .. فاصلة قديمة لي لم أتردد في إعادتها حتى يعود اليمن لأهله وربعه.