ما يلي استخلاص حديثي مع جنوبي من حراك جنوباليمن السلمي (...) إن القضية الجنوبيةاليمنية هي القضية الأكثر تفجرًا ولهيبًا في جزيرة العرب، وهي القضية التي اذا اخذت عدل وديمقراطية حلها تأخذ جميع عقد القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية طريقها الى الحل في اليمن كله (!) افتحوا ابواب عدل حرية تقرير مصير جنوباليمن تُفتح امامكم جميع ابواب الحلول على تراب اليمن (!) صنعاء من عدن أم عدن من صنعاء (؟)، حق تقرير المصير لا ينفي صنعاء عن عدن ولا عدن عن صنعاء حق تقرير المصير ينمّي ويعزز ويطور لحمة الشعبين اليمنيين على اسس من العدل والديمقراطية والمساواة، وهو ما امتشق أداة واقع حراكه السلمي وعلى مدى ثماني سنوات، الحراك الجنوبي السلمي: إنه حراك عدل حق تقرير المصير، وعلى الجنوبيين التمسك به وتجديد وتطوير وابتكار أساليبه وعدم الخروج به عن أسلوبه السلمي قيد أنمله (...). إن التاريخ مع حراك الجنوب السلمي وعلى الجنوبيين عدم احباط التاريخ فيهم وفي قضيتهم العادلة في حق تقرير المصير(!) شعبان وليس شعباً واحداً، شعب الجنوب وشعب الشمال، انه التطور في منهاج اداء التاريخ هكذا استوى الجنوب في ضوء تطوره تاريخيًا وبقي الشمال في ضوء ذات تطور تاريخه (!) تطور متدنٍ في الشمال وتطور أكثر حداثة في الجنوب، اثر الاستعمار البريطاني الذي صبغ الجنوب بصبغة الحداثة ووضع عصاه على اكتافه ورحل في مقاومة مسلحة ضمن ظروف تاريخية معينة (...). لقد كان الاحتفال بتطهير الجنوب من آثام الاستعمار البريطاني احتفالاً جماهيراً شامخاً في ارادة حق تقرير المصير والذي تحوّل الى اعتصام مهيب في قلب العاصمة عدن في المناداة بحق تقرير المصير في فك الارتباط (!) إلا أن شرط فك الارتباط أو رفع السلاح الذي يرتفع تحت اعلام بعض المعتصمين ما يتناقض مع مبدئية الحراك السلمي الذي عليه ان يؤجج حراكه سلمياً وعدم الخروج به الى ساحة الكفاح المسلح، فأمس مقاومة الاستعمار البريطاني خلاف اليوم في مقاومة الانكشارية العسكرية الشمالية (!) أيها الأصدقاء الشرفاء في الجنوب من اجل الحرية والديمقراطية والاستقلال ان العدو يريد ان ينزلق بكم الى متاهة العنف والمقاومة المسلحة والتي لا يحمد عقباها في النظرة الموضوعية والذاتية تجاه موازين قوى الداخل والخارج. يقول محدثي الجنوبي بمرارة، لماذا لم يتطرّق الاعلام والصحفيون والاعلاميون العرب والخلجيون لقضية الجنوب والاحداث التي يشهدها الجنوب في ثورته السلمية؟ أتدرى يا صديقي ان الاعلام العربي بقضة وقضيضه خاضع بشكل أو بآخر لسياسة موازين القوى الاعلامية وحيثيات مؤثراتها السياسية والاجتماعية على المنطقة والاعلام بشكل عام في مدارات (الثورة المعلوماتية) التقنية التي تدار ضمن عقول وأيادٍ غير عربية، الاعلام في مستعمرة واستعمار الثورة المعلوماتية التي تتأبط ارادتها الولاياتالمتحدةالامريكية (!) إن نضال شعب الجنوب الذي يتشكل في إرادة حراكه السلمي في حق تقرير المصير وضمن شرعية هيئة الاممالمتحدة: هو ما يثير إعجاب شعوب العالم وتأخذ تأثيراته في تعاطفهم تجاه حق تقرير مصيره (...). إن التقدمية الانسانية والتنويرية في واقع مبدئية تعاطف وتأييدها لقضية الحراك الوطني والسلمي في جنوباليمن له حضوره بشكل أو بآخر.. إلا ان تقصيراً غير مبرر لقوى التقدم واليسارية في عدم تكريس واقع التفاتاتهم الاعلامية التضامنية تجاه القضية الانسانية الجنوبية. وأعجب لمن نسى أو تناسى دور الجمهورية الشعبية الديمقراطية في جنوباليمن في التضامن ومد المساعدات المادية والمعنوية للقوى اليسارية والشيوعية والوطنية وقوى التنوير بشكل عام (!). أليس من الشهامة الوطنية ان تقف كل القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية والتنويرية بجانب قضية حراك الجنوب. إني أرى ان هناك استرخاء اعلاميًا وسياسيًا في حق ابناء الجنوب وأن المواقف الخليجية عليها ان تنتقل من سلبيتها الى ايجابيتها تجاه قضية الجنوب في تسليط الاضواء على قضية الجنوب ودعمها في عدالة وإنسانية مطالب ابنائها في الحرية والديمقراطية وحق تقرير المصير في فك الارتباط (!)، وإن قضية سيطرة الحوثيين على صنعاء والمناطق اليمنية الاخرى لها مخاطرها اللوجستية على الكيان اليمني الوطني وبالرغم من ان هناك حقوقاً وطنية وديمقراطية وثقافية ودينية من حق الحوثيين أن ينالوها (...) إلا ان الارتهان لسياسة ايران التوسعية في المنطقة ما يضاعف الخطر الحوثي الذي اخذ نفوذه اللوجستي في شمال اليمن ولا ريب ان هناك تقصيراً خليجيًا وعربيًا بشكل عام تجاه اليمن وفي سياسة الرئيس السابق على عبدالله صالح القمعية في شمال اليمن ناهيك عن جنوبه الذي اصبح نهباً مباحاً للشمال وقواه الدينية ممثلاً في عنف وإرهاب الزندانية اليمنية (!) إن المنطقة على كف عفريت كما يقولون وعلى ذوي العقول الراجحة من زعماء الخليج وشبه جزيرة العرب ان يسهموا بأموالهم وسياستهم في انقاذ ما يمكن انقاذه في المنحدر المظلم الذي تدفع به الايدي الايرانية من خلال الايدي الحوثية المدججة بالسلاح والاموال الايرانية في الساحة السياسية اليمنية (!) وهل هناك مبادرة خليجية حقيقية تجاه قضية اليمن اقول لمحدثي الجنوبي: في ان تقول هل المبادرة الخليجية فشلت في اليمن؟ إن كل مبادرة عليها ان تأخذ موضوعية ماديتها وذاتية معنويتها في الفعل والتفاعل في القضية اليمنية ولم يكن ذلك في شيء: ما عرف بالمبادرة الخليجية تجاه القضية اليمنية. وإن الصمت الدولي هذا تجاه قضية الجنوب يأخذ بالضرورة فك «صواميله» شيئاً فشيئاً في واقع الحراك الجنوبي السلمي المجيد الذي بالضرورة يأخذ وسيأخذ أكثر على طريق تضامن كل الدنيا مع قضية ابناء الجنوب في حق تقري المصير. ان ذكرى 14 فبراير الشامخة مجداً في الجنوب وفي تنامي ملايين الجنوبيين في الانتصار لتاريخ ذكراها واقع يجسّد ارادة شعب اليمنالجنوبي من اجل الانتصار على طريق الحرية (...). إن التضامن مع الجنوبيين تجاه قضيتهم العادلة في حق تقرير المصير واقع اخذت وروده تتفتح على طريق الحرية لابناء الجنوب في تضامن بعض الاعلاميين والشخصيات الوطنية تجاه القضية الجنوبية، وقد كانت مبادرة ندوة كويتية وطنية لدعم وتأييد حراك الجنوب من اجل تحقيق قضيته العادلة في حق تقرير المصير (...) وأحسب انه من الضرورة بمكان ان تتضافر الفعاليات التضامنية مع شعب اليمنالجنوبي الباسل في مختلف دول الخليج والجزيرة العربية رفداً سياسياً وإعلامياً وإعانات مالية من لدن حكومات وشعوب دول الخليج والجزيرة العربية من اجل الانتصار لقضية ابناء الجنوب في حق تقرير المصير (!).