في البداية أقول أن عملية توظيف جيش الحوثي واعتماد رواتبهم من ميزانية الدولة اليمنية المقصود من ذلك هو مضاعفة جيش الحوثي بحيث يصبح ضعف ما هوا عليه الآن لأن الرواتب التي كانت تدفعها لهم دولة إيران سوف تتحول لبناء فيلق عسكري حوثي جديد يتم اردافه إلى الفيلق الحالي الذي تكفلته الدولة ومن هنا سوف يصبح جيش عرمرم . على العموم أعتقد ان الهوية الحقيقية التي تنتمي اليها أي منظومة سياسية أو سياسية عسكرية مسلحة في أي بلد تعود وتنتمي لبلد المنشأ وليست للبلد الذي ينتمي إليها أفرادها أو زعيمها أو تتكون على ترابها وتكون هذه المنظومة تابعة وموالية للجهة أو الدولة التي أنشأتها وقامة ببنائها وتجهيزها وتسير وفق السياسة والبرامج التي وظفت لها عند تأسيسها، يعني أن الجنسية هي جنسية المنظومة وليست جنسيات أفرادها أو جنسيات قياداتها، وما تلك الأسماء والصفات التي نسمعها تطلق على تلك المنظومات والمطالب التي ترفعها إلا مجرد اقنعة سياسية يروج لها في الإعلام لكي تبعد الشبهة عن جهة المنشأ وتحجب الأنظار عن الهدف الحقيقي الذي تسعى إليه الدولة من تلك الجيوش. وهذا يعني أن الجيش الذي يطلق عليه أنصار الله أو جماعة الحوثي في اليمن هم في الحقيقة جزءا من جيش إيران وواحد من الوية الحرس الثوري الإيراني تم إعدادهم وتدريبهم وتهيئتهم على الاستراتيجية العسكرية الإيرانية اللهم انهم بأفراد وقيادات يمنية وعلى الأرض اليمنية، وليس غريب على دولة قوية مثل إيران أن تخلق دولة متكاملة داخل دولة هشة مثل اليمن وتبني فيها منظومة سياسية وعسكرية مسلحة وجيش متكامل في اليمن من ابنا اليمن نفسه لتمرير مشاريعها وتوجهاتها السياسية، ولكن العجيب في الأمر أن تدفع الدولة اليمنية نفسها مرتبات الحرس الثوري الإيراني في اليمن من ميزانيتها الآيلة إلى الانهيار وهي تدرك جيداً أن الرواتب التي كأنه تأتيهم من دولة إيران سوف تتحول إلى بناء فيلق عسكري حوثي جديد في الوقت نفسه الذي تشتكي فيه اليمن من التدخل الإيراني السافر . هناك خلل في المفهوم العام لكوننا نعتمد الأسماء والشعارات التي تظهر في العلن أو انتماء الشخصيات المستخدمة سياسياً لتزعم وقيادة المنظومة دون التمعن في من ورائها وما هي الأهداف الرئيسية الخفية التي بنية لأجلها دائماً ننظر إلى ما تريده الجماعة نفسها ونتجاهل اهداف من شكلها وبناها، صحيح ان زعيم جماعة الحوثي يمني وكل أفراد الجيش الذي تحت يده أيضاً يمنيين ولكن من أسس هو من يسير والولاء للمنشأ وليس للانتماء الوطني وليس مهم أن تحقق الجماعة لنفسها جزءا من مطالبها أو كامل ولكن الأهم فيما يتحقق لمن يقف خلفهم وجهزهم . امريكا دخلت العراق بعراقيين والهدف تفكيك الجيش العراقي وتصفية العلماء والبروفسوراة فيها وإحراق أي سلاح أو مراكز البحوث وتصنيع وتطوير السلاح وغيرها، تم تدمير سوريا تحت شعارات تحررية سورية وجيش سوري حر وصور وأشكال سورية والأهداف الحقيقية تفكيك السلاح الكيماوي السوري وإنهاك الجيش السوري وغيرها من الأهداف التي لم نعلمها . مثال آخر لو نظرنا إلى جنسيات جيوش بعض الدول العربية سنجد أن معظم جنودها من جنسيات أخرى غير البلد نفسه، مثلاً الجيش القطري كل أفراده مع قيادات وضباط واركان ليسوا من جنسيات قطرية وإنما جنسياتهم عربيه وأسيوية وغيرها ولكن الجيش مصنف جيش قطر وليسوا الجيش العربي في قطر ولا الآسيوي في قطر، ولائهم لدولة قطر وإخلاصهم وذودهم على أرض قطر يأتمرون بأوامر الدولة ويمشون وفق سياستها وهناك الكثير من جيوش الدول مثل البحرين والإمارات وغيرها والكثير من دول العالم . ولكن كل تلك الجيوش محسوبون على الدول التي أنشأتها وملتحقين في جهازها العسكري ويمشون وفق السياسة والتوجهات التي وظفوا لها ويخدمون الدولة المنشئة نفسها، أيضاً هنا في اليمن شماله وجنوبه المنظومة السياسية والعسكرية الموجودة هي منظومة اليمن الشمالي رغم وجود جنوبيين فيها قيادات وأفراد بالذات بعد اجتياح الجنوب من الشمال في الحرب الظالمة وتفكيك مؤسسات الجنوب العسكرية والسياسية .