على مدى العصور والأزمان كان هناك ارتزاق سياسي عبارة عن مديح للحاكم في أبيات من القصيد يقولها شاعر وهي مهنة كان يتكسب منها كثير من الشعراء ويتقربون بها من الملوك والوزراء في عصور شتى حتى يبقى هؤلاء محظيين من الحاكم او الملك العادل كما كانوا يصفونه ما يتجلى اليوم من حملة اقلام الصحافة والإعلام في وصف أنظمة الحكم الفاسدة الخانعة المسلوبة للإرادة يكال لها المديح من هؤلاء بإنها أنظمة ديمقراطية وعادلة او بنت وأرست القانون وقاومت وصدت الكثير من المؤامرات وقصص خيالية يروجها اصحاب القلم السياسي المرتزق الذي يوأد ويخفي الحقيقة الفجة لواقع هؤلاء الحكام واستعبادهم للشعوب والقصص والروايات البطولية ماهي الا ضرب من الخيال البطولي الذي يسبغونه على حاكم جاهل يدار من خلال شبكة عالمية تدير نظم الحكم المهترئة عندما يوصف حاكم جاهل لا يحمل من المؤهل الدراسي سوى الكتاتيب او ابتدائية بأنه الخليفة السادس وانه الحاكم العادل وهناك شعب يتناول غذاءه من براميل القمامة ويفترس الارض والأرصفة ينام عليها وهو ينفق على قصوره وألوية حمايته ومؤسسات أمنية وعسكرية لحماية نظامة ونهب مشرع له ولقبيلته واصحاب العشيرة ويأتي من يقول بإنه باني النهضة والمؤسسات قد انكشف المستور في ثورات الربيع العربي وأظهر جليا إن المؤسسات العسكرية والأمنية قطاع خاص ليس لها في الولاء الوطني صفة يقينية سوى انها تحمل مسمى جيش جمهوري وهو تابع وخاضع مملوك لمجموعة ممن استرّقوا الشعب وأذلوا كرامته ونهبوا خيراته وأرضه
هكذا الحال ربما في اغلب الدول العربية لا يوجد بها جيش وطني ومؤسسات أمنية لحماية الشعب وأرضه بل تجدها جميعها تحمي نظام الحكم والحاكم لذلك بنيت وبقاء الحاكم من بقاء تلك المؤسسات
وللأسف نمّق تلك الأنظمة وساعد على بقائها واستمرار بطشها اصحاب اقلام واعلام الارتزاق السياسي الذين جعلوا من الحكم الظالم حكم عادل ومن قاتل سفاح الحنون بشعبه
متى نتبه لمثل هؤلاء انهم اليوم يملؤون الساحات انهم يعبدون المال وبه يبيعون ضمائرهم وفي الماضي الجنوب لم يكن في منأى من تلك الاقلام والأبواق التي سوقت للاشتراكية والظلم الذي ساد الجنوب واهله حتى اننا ظننا اننا الشعب المخلّص للشعوب المستعبدة من الأنظمة الملكية والرأسمالية في الخليج وأمريكا اللاتينية ودوّل افريقيا مع ذلك نحن من أطبقت أفواهنا وجعل لنا رقيب عند كل باب نخرج منه او نولج اليه لا يحق الا نتقبل من الحاكم اوامره ولو بجلدنا وتجويعنا واختفائنا قسرآ اليوم تلك الاقلام المرتزقة توجه كل اسلحتها نحو الشرفاء تكيل لهم الاتهامات بالعمالة تارة واُخرى بشق الصف الجنوبي الذي هو بالإساس ممزق إربا إربا ولإزالت تلك الوجوه تعتمد سنتها القديمة في المديح نظير المال او انتظار منصب سياسي لذا سيتأخر تحقيق الهدف السامي لشعب تواق للحرية في ظل وجود تلك العينة بيننا