تظاهر عشرات من الناشطين اليمنيين أمس في صنعاءوإب ضد الوجود المسلح لجماعة الحوثيين، ورفضاً لدمج عناصرها في صفوف الجيش والأمن. وردت الجماعة باعتقال عدد منهم، في وقت أثارت زيارة قادة حزب التجمع اليمني للإصلاح لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، موجة استياء واسعة بين أنصار الحزب الذين اعتبروها «خيانة لدماء الضحايا وإذعاناً لمنطق القوة الغاشمة». وبدأت حشود الجنوبيين المطالبين بالانفصال بالتوافد إلى مدينة عدن أمس، عشية تظاهرات حاشدة. وأعلن قادة في «الحراك الجنوبي» خلال مؤتمر صحافي أن خطواتهم التصعيدية اليوم ستشمل «إغلاق الحدود مع الشمال وفي شكل نهائي». في غضون ذلك، شهدت المناطق القبلية المحيطة بمدينة رداع في محافظة البيضاء (جنوبصنعاء) أمس اشتباكات وصفت بأنها عنيفة بين الجماعة ومسلحي تنظيم «القاعدة» المدعومين برجال قبائل وسط أنباء عن سقوط 15 قتيلاً وعشرات الجرحى. وفيما يستعد آلاف الجنوبيين اليمنيين المطالبين بالانفصال عن الشمال، لتنظيم تظاهرات حاشدة في مدينة عدن، بالتزامن مع ذكرى استقلال الجنوب عن الاستعمار البريطاني، حذّر وزير الدفاع محمود الصبيحي قادة فصائل «الحراك الجنوبي» خلال لقاء معهم من «الجنوح إلى العنف والاعتداء على المصالح الحكومية». وتعهد حماية الجيش للتظاهرات والمدينة. وردد عشرات من الناشطين في صنعاء أمس شعارات مناهضة للوجود الحوثي المسلح، ورفضوا خلال تظاهرة انطلقت من أمام جامعة صنعاء إلى بوابة المعسكر السابق للفرقة الأولى المدرعة الذي يسيطر عليه الحوثيون، دمج مسلحيهم في وحدات الجيش والأمن، مطالبين بإطلاق المعتقلين لديهم. ناشطون شاركوا في التظاهرة قالوا ل «الحياة» إن «مسلحي الجماعة اعتقلوا عدداً من المحتجين رداً على مطالبتهم بإعادة أسلحة الجيش وآلياته التي «نهبتها الجماعة». ونظمت تظاهرة مماثلة في مدينة إب (170 كلم جنوب العاصمة). إلى ذلك، أثارت الزيارة المفاجئة التي قام بها الأمين العام لحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين) عبدالوهاب الآنسي وعدد من قادة الحزب لمعقل الحوثيين في صعدة (شمال) ولقاؤهم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي الخميس الماضي، استياءً واسعاً بين أنصار الحزب بخاصة تيار الشباب. وهاجمت القيادية البارزة في الحزب الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، قادة «الإصلاح»، وكتبت على صفحتها في «فايسبوك»: «لو أنكم ذهبتم إلى صعدة قبل اجتياح صنعاء لقلنا إنكم أصحاب حوار ومحترفو سياسة، أما الآن فأنتم مجرد عبيد للقوة الغاشمة». وكان الحزب كشف عن لقاء مفاجئ جمع قادته بالحوثي، مشيراً إلى أن هدفه هو «إنهاء التوتر ومعالجة التداعيات وطي صفحة الماضي، والتوجه نحو بناء الثقة، والتعاون في بناء الدولة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة». وأكد المكتب الإعلامي لزعيم الحوثيين اللقاء، موضحاً أن «الجميع أبدوا رغبتهم في التعاون والتعايش، واتُّفِق على استمرار التواصل لإنهاء كل أسباب التوتّر». وسارع حزب «المؤتمر الشعبي» الذي يتزعمه الرئيس السابق علي صالح والمتهم بالتحالف مع الحوثيين، إلى مباركة اللقاء الإصلاحي- الحوثي، واصفاً إياه بأنه «خطوة في الاتجاه الصحيح». وقال الناطق باسم الحزب عبده الجندي إن «المؤتمر الشعبي كان ولا يزال داعياً إلى مصالحة وطنية لا يُستثنى منها أحد». ولم يكشف «الإصلاح» أو الحوثيون تفاصيل اللقاء، لكن مصادر إصلاحية أكدت ل «الحياة» وجود «مسودة اتفاق بين الطرفين تخضع للمراجعة قبل توقيعها المرتقب في الأيام المقبلة». وأضافت المصادر أن المسودة «تنص على تطبيع العلاقة بين الجانبين، وإعادة مقرات الحزب ومؤسساته التي استولت عليها جماعة الحوثيين، ووقف الحملات الإعلامية المتبادلة، والتزام «الإصلاح» التخلي عن أعضائه المتهمين بارتباطات مع تنظيم القاعدة».