في ساحة الحرية بخور مكسر وأثناء المشاركة في مليونية 30 من نوفمبر ، وقفت تحت حرارة الشمس الحارقة للاستماع إلى كلمات وبيانات لعلي اسمع خبر يأتي من المنصة يبشرني بتوحيد مكونات الثورة او تشكيل قيادة بأدوات جديدة تقود المرحلة القادمة في ضل عجز وفشل القيادة الحالية . في تلك اللحظة وبينما كنت واقفاً وصل طفل جنوبي مهرولاً وسط الزحام يتصبب عرقاً ويحمل علم الوطن المفقود .. يردد الأناشيد والأغاني الثورية الجنوبية بحماس ويهتف للحرية واستعادة الدولة ، وجد هذا الشبل الجنوبي امامه قنينة ماء فارغة وما اكثر قنينات الماء والعلب الفارغة المرمية على الأرض ، ليبدأ بركضها ومداعبتها بين قدميه بطريقة رائعة ، حتى انه قام بالضغط على قنينه الماء بقوه وركض غطائها في لقطه مزدوجة لينصرف الغطاء ويمر من بين شخصين حتى انه استقر في قدمي اليمنى ، ربما هو لم يقصد إيذاء احد ولم يتوقع ان الغطاء يندفع بهذه الطريقة .
انسحب الطفل قليلاً من مكانه وهو يعض اصابع الندم ويعاتب نفسه من تصرف قام فيه ، لكنه عاد سريعاً وبدون تردد ليقدم اعتذاره لي ويرسل ابتسامة عريضة ملئت محياه تعبيراً عن آسفه.
قبلت اعتذار الطفل هذا الذي اظهر احترام كبير حتى اني اشرت اليه بكلمات تعبر عن المدح والثناء له ولنضاله ايضاً.
بدأت احكي معه قليلاً وخاطبته وقلت له بأن يواصل النضال لأن الوطن لن يعود الا بعزيمة الشباب وإصرار الأبطال مثلك يا صديقي وليس بالوهم الذي تصنعه قياده متهالك والتي اصبحت اوهام في اوهام.
رد الطفل الجنوبي وهو مبتسماً ايضاً وبلهجه رقيقه وكلمات تنبجس من قلب ينبض عشقاً للوطن .. نعم القيادة فاشلة وما نطيقهاش لكن نحن سوف نناضل حتى نطرد الاحتلال اليمني من عدن والجنوب.