لم نفق بعد من صدمة استشهاد الجنيدي حتى نصدم ثانية باستشهاد مناضل صلب ووفيا وسلمي .. لا يملك سوى صوته وقلمه وعلم دولته التي يناضل من اجل استعادتها.. وهب نفسه لثورة الجنوب وسخر امكاناته ووقته ، اهدر راحته وحلاوة منامه وسكونه وكل ملذات النفس لأجلها ، بصراحة وليس ترزياً بانه مناضل حقيقي عمل بصمت وضحى في سبيل الجنوب ، يجيد فن الحوار والتخاطب مع الاخرين محاوراً ومناوراً، يستطيع قراءة مجريات الواقع بروية وعمق ، امتلك الحدس وبديهية التعاطي مع الواقع المعاش . لم يغب لحظة عن ساحات النضال ولم يفارق الشباب من ناشطي الحراك إلا في حالته المرضية التي تحول بينه وبين القدرة على الحركة . د. زين صاحب العقل المفكر النشط الذي لا يكل ولا يمل التقيت به في العاصمة عدن ( ساحة العروض ) في خيمة منسقية طلاب جامعة عدن لاول مرة قبل ان تتوالى لقاءاتنا في كل اسبوع ، عرفته شخص وفي مخلص للجنوب نشط يبذل قصار جهوده في سبيل تقديم كل جديد يضاف الى عمله الثوري ، يتمتع بعقل وفكر سليمين يبحث باستمرار عن وسائل وسبل جديدة يهدف من خلالها تطوير آلية العمل الثوري، لم ييأس يوماً ولم يتململ او ينهار حتى في اصعب لحظات الانكسار التي يمر خلالها الحراك الجنوبي بعض الأوقات وكلما وجد انسداداً في افق النشاط الثوري العام للحراك الجنوبي، يسارع الى لملمة قواعد الحراك لينطلق في نشاطه من جديد، وفي مخيم المنسقية كان يقف مخاطباً أبناءه الشباب "لا تيأسوا ولا تنظروا او تسمعوا الى المرجفين، ثورة الجنوب باقية ما بقيتم انتم ولطالما آمنتم بعدالتها فستنتصر من هنا، ولو كنا فقط هؤلاء النفر، فمن خلالكم سيعود الزخم والتألق لحراكنا انتم هؤلاء القلة ان اجدتم العمل وصمدتم فلن يستطيع احداً وليس بمقدور أي قوة او مؤامرة ان تقضي على ثورتنا، انتم الان تتشبثون بالثورة فلا تخافوا او تسمحوا لليأس بالتسلل الى قلوبكم، كونوا اكثر ثقة وأكثر عزيمة وإرادة وستعرفون كيف سيعود الجنوب . رحل الدكتور والقائد و الثائر وصاحب القلب الواسع د. زين السقاف شهيداً وقد ترك خلفه فكر ثورة حقيقية يؤمن به آلاف الشباب.. الى جنة الخلود ايها الشهيد ولا نامت أعين الجبناء ونعاهد روحك بأننا سنواصل ثورتنا ولن نستسلم حتى نحقق الهدف النبيل الذي استشهدت في سبيله وهو تحرير واستقلال الجنوب، او سننال مرتبة الشهادة بإذن الله.