شعب اليمن صرخ من ألألم ، أشتكى لجيرانه ولهيئة الأمم اتفق الجميع على زيارة المكان ، وتبيان صحة الشكوى واصل العدوان فوجدوا ان الشعب واقع بين المطرقة والسندان فشجبوا ونددوا وفكروا بفكرة ، فاقروا بحقيقة العدوان واستعانوا ببيوت الخبرة لوضع الخطة وتنفيذها بإحكام وتتلخص ببندين اثنان اولاً ان تقتنع المطرقة بقبول الهدنة ووقف العدوان لمدة يومان وثانياً بسحب السندان خطوتان للخلف من موقع العدوان واصدروا بهذا بيان ، وقعته المطرقة وكذلك السندان وبرعاية الامم والجيران. وفعلاً توقف العدوان والتزم الطرفان كما جاء في البيان ففرح الشعب واستبشر بالأمن والأمان ، وأشادت الامم بحكمة اليمان واحتفل الشعب بالخلاص من وجع الطرق على الرأس وبعد انقضاء اليومان ، عاد الطرق كما كان وصرخ الشعب مجدداً على الجيران ، ساعدونا فالطرق اشد مما كان وأستغرب الجميع من الفشل الذريع وقرروا تحليل الخطة واكتشاف الخلل بدقة وأخيرا ادركوا ان المطرقة والسندان بالسر حليفان قطبان مختلفان ، بطبعهما يتجاذبان ، تحالفا على الشعب والانسان زادوه طرقاً ، بل وقطعوه نصفان نصف على رأس المطرقة والاخر في قعر السندان وعلية اجتمعوا الجيران ولموا الامم وأصدروا جديد البيان وكان حينها الشعب مازال يصرخ من الالام العدوان.
فعاد الجيران لوضع خطة بديلة لتنفيذ ذات الفكرة الاصيلة وقرروا تجميد الاموال ومنع الترحال لكل من يعوق تنفيذ البيان ضحك السندان ، وقال اخطئتم العنوان فلا مال لي وبقعتي هي ذات المكان فاسألوا المطرقة فهي كثيرة الحركة وهي الان تسمعكم والي محدقة تشتت الجيران وهيئة الامم ، وقرروا سؤال المطرقة عن منبع الدقدقة فردت المطرقة بحزن ، كما ترونني يا سادة ، لا حول لي ولا إرادة فرأسي منكسة للأسفل ورؤيتي محددة ، ومحنتي في مشاهدة نتائج قوتي. فأسالوا من يمسك بمعدتي وركبتي ، وربما تقنعوه ان يفك قيودي واسري كل هذا والشعب بين المطرقة والسندان يصرخ من صنوف الالام علت حينها اصوات الجيران والأمم ، فريق يتهم المطرقة بالكذب والزندقة وفريق يتهم السندان بمساعدة العدوان وفريق مصمم على استجواب اليدان حينها تجلت الرؤية واتضحت خيوط الفكرة ، هي ذاتها فكرة زمان الجيران هم نفس الجيران وكذلك المطرقة والسندان فلم تكن اليد الممسكة بالمطرقة وحيدة ، فأطرافها عديدة احدها تمسك القلم وأخرى المسبحة وأخرى تمسك بكلاهما معاً.
قريبة وبعيدة حليفة وصديقة كثيرة الاسماء ، وكلها تمسك بيد الظالم بكلتا اليدان حجتها الوحيدة انها تمنع المطرقة من احداث الطقطقة وتتفادى تفاقم الاخطار المحدقة وتقاوم الفوضى واللخبطة ، ولولاها لاشتعلت المنطقة ودليلها كما ترون اموالها المتدفقة للملمة الاطراف المتفرقة نيتها مساعدة الشعب المطحون بين ظلم اليد وسلطة السندان وقوة المطرقة ولو كانت تضمر شراً ، لكان لها ان تدير هي كامل المنطقة وفعلاً حجتها المقنعة كانت حقيقةً مؤلمة ، لكنها موفقة كل هذا والشعب مازال بين المطرقة والسندان. لكنة اليوم لم يعد يصرخ بالآلام لملم الحاضرون اوراقهم الكثيرة ، واتفقوا ان الشعب وجهتهم الأخيرة فوجدوا ان الشعب نصفه قد مات والباقي من الالم بلع اللسان ، وانحصر في زوايا الاركان ، مخلي بقعة العدو انفصارت المطرقة تدق صدر السندان دون هوان ، فيصرخان كلاهما ألماً ويشكون العدوان كل هذا يحدث واليد الممسكة بالمطرقة تهتز من رجع الدقدقة ، فخراً بالدولة الضابطة وتدعو للجيران بطول العمر وسعيد الايام ، بل وتقبل اليدين والإقدام ،عند غياب الاعلام وفي كل مرة تعود الكرة ، تطلب مزيداً من الذل والخذلان مقابل كامل الاذعان ، اكراما للشعب الجوعان.