استمرارية ثورة 21 سبتمبر في اجتثاث الظالمين و الفاسدين و الارهاب الضمانة الأكيدة لانتصارها الحتمي و عدم احتوائها او انتكاستها , كون القوى التقليدية المتأسلمة التي تجذرت عروقها بمفاصل السلطة خلال فترة حكمها لأكثر من خمسون عام لن تستسلم بسهولة , لذلك عدم اجتثاثها فكريا و سياسيا قد يمكنها بعد حين من استعاده انفاسها , ابعد من ذلك احتمال قيامها بثورة مضادة التفافية تعصف بمكاسب ثورة 21 سبتمبر التحررية التقدمية . ان الشعب اليمني عبر الحراك الجنوبي قاد نضال رائع بكل المقاييس ضد امراء حرب وتكفير صيف 94م , تواصل تراكمي عبرت عنه نوعيا ثورة 11 فبراير الشبابية بصنعاء التي احتوتها بخسه القوى التقليدية المتأسلمة بردة 21 مارس الرجعية , منعا من تكرار ذات السيناريو وحفاظا على نقاء ثورة 21 سبتمبر لا بد من استكمال مهامها التحررية والتقدمية في السيادة و التغيير . ان ثورة 21 سبتمبر تتعرض راهنا لهجوم مضاد اعلاميا وعسكريا خططت له القوى الاستكبارية وادواتها الاقليمية و المحلية , تحدي مصيري يتطلب من قوى ثورة 21 سبتمبر توسيع قاعدة تحالفاتها الوطنية ووفق معايير وطنية ثورية , توسعه مشروطة بإكسابها البعد الوطني من خلال وجود شريك جنوبي فاعل بمعركتها التاريخية ضد القوى التقليدية المتأسلمة شمالا وجنوبا , البحث عن شريك جنوبي – ايضا – يجب ان تكون وفق معايير بعيده عن الايادي الملوثة والفاسدة , لذلك قدر مقدر على قوى ثورة 21 سبتمبر ايجاد تفاهمات وتقاطعات مع الرئيس هادي وبعيدا عن المواربة والصفقات السفري , باعتبار الرئيس هادي الشريك الجنوبي الوحيد الذي لم تلوثه الصراعات الجنوبية - الجنوبية السابقة والحالية ومقبول جماهيريا. ان تجربة الرئيس هادي المخضرم سياسيا بدورها تعي اكثر من غيرها خطورة القوى التقليدية المتأسلمة على السلم و الامن الدوليين ومشروعه التقدمي الداخلي , ادراكه لخطورتها ورجعيتها ترجمته مواقف عملية خبرتها ساحات دماج وعمران وصولا لمقر الفرقة الاولى مدرع بصنعاء , لا شك ضمن البطانة في قصر (فخامته) هنالك من يعمل بالضد من الثورة والرئيس معا و لصالح القوى التقليدية المتأسلمة و الاقليم , مع ذلك تظل مجرد نتوءات هامشيه وطفيليه يمكن تجاوزها اذا استشعرت قوى ثورة 21 سبتمبر والرئيس هادي مسئولياتهما التاريخية في بناء الدولة المدنية المقتدرة و العادلة , تحالفات ثورية جديدة يشتد بنيانها بتصالحها و تسامحها مع الجناح المتطهر في المؤتمر الشعبي , كذلك تكتمل حلقاتها بالاشتراكي الجنوبي وبعيدا عن جناح (حوشي) الذي تدار حوله شبهه ارتكاب جرائم حرب ضد الجنوبيين وفي المناطق الوسطى , تحالفات موسعه يظل راس حربتها القوى الثورية الاصيلة المتمثلة بأنصار الله و الحراك الجنوبي الحقيقي بعيدا عن المتأسلمين و الملوثين من تيار اصلاح مسار الوحدة.