المتعمق في قراءة المشهد السياسي العام لدول العالم العربي يجد أن السياسة العالمية تشهد متغيرات ابتداء بظهور ما يسمى الربيع العربي وما صحبه من تردي وضعية الدول التي شهدت ثورات شعبية . وبالتالي عادت دول العالم الاستعمارية عودت عملية بناء سيطرتها، مما أحدث تصادم مصالح لدول عظيمة انعكست بسلبية على حالة الاقتتال العربي العربي، وتحت سياسة لدول العالم المتصارعة هي الأخطر وهي تأجيج حالة الصراع المذهبي الطائفي الديني مستثمرين جانب التطرف والتعصب الديني لبعض العناصر لدول الوطن العربي الإسلامي .
ومن هنا يجب أن تنطلق القراءة لما يحدث ليس بالقراءة السطحية التقليدية وإنما في عمق الفعل السياسي والجيو سياسي المتبع في مخطط تقسيم الشرق الأوسط الجديد، هذا التحول السياسي العالمي انعكس بضلاله على الصراعات المستجدة شمال اليمن وهو ما واجه حالة تساقط حقيقي لمسمى الدولة كدولة، وهو ما دفع بتيار الحوثي إلى التمدد الكبير والمدعوم لأجندات خارجية كبيرة في جغرافية الدولة شمال اليمن، ووفق استراتيجية سياسية تحالفية لقوى سياسية في الداخل لها أحقادها وأهدافها الانتقامية ، وتوصل الحالة السياسية في اليمن لما هو مشاهد ومعطى ، وما افرزته من رسائل خطيرة لا تهدد كيان المحيط الأقليمي السيادي والسياسي فقط إنما العالم أجمع حسب تموقع اليمن الهام وترابطه اقتصاديا وتجاريا بغارات العالم أجمع وهو ما يدخل جنوباليمن كهدف بارز لمليشيات الحوثي ولقوى خارجية أيضا.
أيضا هذا التمدد الحوثي في مساحات كبيرة في شمال اليمن له أهدافه الأقليمية الخطيرة من حيث أنه بات يمثل قلقا حقيقيا لسيادة دول الخليج وأمنها واستقرارها حيث ومن المؤكد أن سياسة إيران تنحى نحو تأسيس لها تواجد في منطقة الخليج العربي وعبر حلفائهم الولائين وهم ( الحوثين) وبدعم ليس لوجستيا فحسب بل عسكريا وهو ما كشفته بعض المصادر عن عملية إرسال جنود مدربين تخطط وتشارك مليشيات الحوثي لتنفيذ بسطها ونفوذها على مساحات قد تطال دولا جارة كالسعودية وبقية بلدان الخليج العربي ، ومن هنا باتت الأمور تتصعب وتوحي بخطر محدق تلعبه قوى عالمية مسيطرة .
والجدير بالذكر وحسب طرح الكثير من المحللين السياسين عن وجود تحالف سياسي بدأ واضحا بالأحداث الأخيرة شمال اليمن بين الولاياتالأمريكيةالمتحدة وتيار الحوثي في اليمن تحت ذريعة محاربة الإرهاب والتطرف باليمن أيضا هو ما يرسم صورة لتدهور العلاقات السياسية لدول الخليج والولاياتالأمريكيةالمتحدة ومن ضوء ما يطرح تداعت الحاجة لدول الخليج في قراءة المحيط السياسي والتقلبات السياسية المستجدة ودفع الخطر المحدق بها بتغير سياساتها وإعادة ترتيب الأوراق .
حيث ويتطلب الأمر تواجد الدور الحقيقي والمتسارع لدول الخليج في وسط المعادلة السياسية لليمن ولن تجد في الأخير غير عدالة وأحقية مطالب الجنوبين باستعادة دولتهم المحتلة وإيجاد حليفا لها قويا في المنطقة ولما تفرضه جوامع التلاقي الديني السني ( المذهبي) وكذاء التاريخي والاجتماعي بين الجنوب ودول الخليج.
ولقد باتت المؤشرات تدفع بمداميك استراتيجيات مستجدة لسياسة العالم الأقوى باللعب على أوراق التحالفات التي أساسها مصالح الدول الاقتصادية والسياسية، وأمام هذه التحولات على الصعيد الميداني والسياسي لم تعد تجدي لغة البيانات والأوراق المنددة إن لم تبدأ دول الخليج العربي بخطوات ملموسة وهادفه في ظل اتباع الخصم سياسة فرض الواقع( القوة ) فوق كل الرهانات والتحديات ، وبعد تنصل كل القوى في شمال اليمن التي تتطبعت على سياسة الغدر والتقلبات للمبادرة الخليجية التي قدمتها الدول العشرة كحل للخروج بشمال اليمن من الأزمة التي عاشها بعد ما سمي ثورة الشباب شمال اليمن وكيف فرشت كل هذه القوى في الشمال حتى من أوهمت دول الخليج بتوقيعها على نصوص المبادرة بساطها لتيار الحوثي بالتوسع الخطير في معظم مساحة الشمال وهو ما يدعم موقف الشعب الجنوبي مما سمي بحوار موفنمبيك ومخرجات نص المبادرة الخليجية.
حيث رأت عدم جدية القوى في الشمال حلحلة القضايا العالقة ومنها القضية الجنوبية وبما يلبي تطلعات وطموحات الشعب في الجنوب، فقد كان الإخراج معدا مسبقا لما هو حاصل اليوم ، وهو ما يحتم على دول المنطقة تبني مبادرة سياسية تلملم الجنوبين على هدف إقامة دولة الجنوب ودعمها في كل المجالات .
سينما ومخطط التواجد الإيراني متسارعا تحت سياسة فرض الواقع ولو بقوة الوسيلة..