الحوثيون عندما دخلوا الى صنعاء في 21/سبتمبر/2014م كان ساستهم يحملون ملف اسموه (اتفاق السلم والشراكة) ولم يكن وليد اللحظة بل تم اعداده في وقت سابق. ولم يتبقى اِلا التوقيع علية من قبل الاطراف السياسية الاخرى وعلى راسهم الرئيس المحاصر حاليا" (هادي) فكان لهم ما أرادوا وبرعاية دولية (المبعوث الاممي جمال بن عمر) وبعد هذا الاتفاق اصبحت الكلمة لهم في كل صغيرة وكبيرة. غير ان هادي حاول ان يتنطط هو وحكومته برئاسة بحاح. بعدم الاعتراف بالواقع فعمد الحوثيين الى اثبات ذلك له ولحكومته فكانوا يتدخلون في عمل الوزارات بل واقتحموا بعضها بالقوة. اِلا ان صاحبنا هادي لازال مصرا" على انه هو الآمر الناهي ! فما كان من الحوثيين اِلا أن يقتحموا القصر الرئاسي بل ومهاجمة بيت الرئيس شخصيا" بمختلف الاسلحة ووضعه تحت الاقامة الجبرية حتى اللحظة وكذلك رئيس الحكومة وبعض الوزراء. الحوثيون لم يقدموا على هذه الخطوة الجريئة والخطيرة اِلا لأنهم استشعروا الخطر على مشروعهم من قبل هادي وحكومته. فوضعوهم في هذا الموضع (الاقامة الجبرية) .حتى يصفى لهم الجو. ما أريد قولة هو ان ابناء الجنوب منذ ان قامت ثورتهم والاخطار تحفهم من كل جانب ولكنهم واصلوا ثورتهم السلمية متحدين بذلك كل انواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة التي كانت توجه الى صدورهم وتقتلهم الواحد تلو الاخر. ولايزالون مستمرين رغم كل الاخطار المحدقة بهم. اليوم وقد اشتد عضدهم بإخوانهم من اللجان الشعبية وانشغال عدوهم بمشاكلة الداخلية. فما الذي ينبقي عليهم؟ برأيي انه يفترض على الاخوة في قيادة اللجان الشعبية ان يتدارسون الوضع القائم في عدن خاصة والجنوب عامة مع القيادات الجنوبية المجربة والمحنكة. وان يتدارسون الاخطار ومن أين مصادرها أكانت من بعض الجنوبيين الذين لازالوا يذعنون لصنعاء او من غيرهم. ويتدارسون كيفية الرد عليها والتصدي لها. وأذكرهم بأن الحوثيين عندما شعروا بالخطر على مشروعهم وضعوا الرئيس وشلته تحت الاقامة الجبرية ومازالوا تحتها حتى اللحظة.