من خلال متابعتي المستمرة للبيانات والتصريحات الصادرة من مبعوث الاممالمتحدة السيد جمال بن عمر خاصة بتصريحاته الأخيرة والتي تشير الى أن هناك تقدم واضح في جلسات الحوار والتي تضم كافة القوى السياسية ( المنعقدة في الموفنبيك ) ونسبة 90 % وان النتائج الإيجابية ستظهر في القريب العاجل ولم يتبقى إلا بعض اللمسات الأخيرة المتعلقة بالدستور وموعد إجراء الانتخابات ، تصريحات للأسف مجافية للحقيقة المرة فالواقع الذي نعيشه هو أسوأ بكثير مما كان عليه فالفوضى والاختلالات الأمنية والمناكفات السياسية الى جانب التراشق الإعلامي غير المسئول بين مختلف المكونات السياسية ناهيك عن الحشود العسكرية والقبلية كلها توحي بأن اليمن على حافة الانهيار والحرب أهلية ، أذا أين هو الاستقرار الذي سينعم به شعبنا والخوف كل الخوف من أن تصل الأوضاع الى ماوصلت إليه كلاً من العراق ، سوريا وأخيراً ليبيا حيث نجد أن المتطرفين والتكفيرين والمليشيات المسلحة هم من يسيطرون على كافة مناحي الحياة . فلنكون صادقين ونجاهر بالقول بان بن عمر قد فشل في إدارة مهامه قد يكون ذلك بسبب عدم الكفاءة في إدارة الأزمات أو الإدراك الواعي لواقع اليمن والتي قد يصل بها الأمر الى تجدد الصراع العسكري والنزاع الطائفي ، ومن هذا المنطلق يجب على الأممالمتحدة ومبعوثها تحمل المسئولية الى ما آلت أليه الاوضاع في اليمن مع ضرورة الإسراع في اعتماد سياسات بديلة من شانها المساعدة في تحقيق الوفاق الوطني فأصل الحوار هو الوصول الى رواء مشتركة لحل الإشكاليات وليس تعقيدها كما هو حاصل وكما يدرك الجميع بأن الحوار بحد ذاته ليس غاية بل وسيلة لتحقيق الغاية المنشودة والمتمثلة في يمن مستقر وامن . أن الامل الوحيد لمساعدة اليمن للخروج من هذا المستنقع لن يتأتى الى من خلال وقوف كل القوى السياسية والمكونات الاجتماعية الى جانب الاصطفاف الشعبي ضد كل النعرات والأصوات النشاز التي تغرد خارج السرب الوطني وذلك منعاً لأي انهيار أو إبادة جماعية محتملة قد حدث في بلدنا في الفترة القادمة .