مخيف جدا ليل صنعاء إذا أدلهم، الخوف منه ليس مرده طريقة القتل المكروه لا.. بل مرده الغموض الملتف كعقد من جماجم الشرفاء الأحرار على عنق صنعاء آخذ في الارتخاء والإسبال لا سبيل له أن ينحسر ويضم ليخنقها! كذلك لا سبيل لاعتذاري لصنعاء لظني أنها يروقها هذا الاتهام العائم في برك الدماء البريئة، فأتخيلها مستلقية على فراشها الوثير تضحك ساخرة من تخبطي وحيرتي معجبة بغدرها الطويل الأمد! لم نفق بعد من سكرة اغتيال الهامة الوطنية الكبيرة الدكتور محمد عبدالملك المتوكل حتى أسكرتنا صنعاء مرة أخرى وأسكنتنا هذه الليلة ، ليلة الثامن عشر من مارس الحالي، من نفس الكأس الغير حالي مرارة اغتيال الصحفي الكبير عبدالكريم الخيواني بنفس التوقيت المحلي لمدينة صنعاء وضواحيها وبنفس الطريقة وربما نفس المجهولين الملثمين المستقلين براق الدراجة النارية ذاتها! مازال عالق في الذهن ما نشيت صحيفة الأولى في أول صباح صنعاني بلا متوكل، كان صباح صنعاني سمج بلاقهوة!، المانشيت الأحمر المتصدر صدر الغلاف (فاجعة!) كانت حقا فاجعة بكل المقاييس! وأنا أكتب هذه الكلمات ليلة فاجعة قتل آخر الشرفاء الأحرار الصحفي عبدالكريم الخيواني في صنعاء، أتساءل عن أي مفردة عربية ستنتفها صحيفة الأولى من قاموس اللغة العربية تصلح لموازاة فاجعة قتل الخيواني؟! لا ينتابني أي شك في أن صحيفة الأولى ستبدع في الوصف، تماما كإبداع عامة الشعب اليمني في البكاء! بالمقابل ستبدع صنعاء في قتل الأنبياء! وسنشهد صباحا صنعانيا آخر سمج بلا خيواني وبلا متوكل وبلا شرف الدين ..مليء بالقتلة المجرمين الوطنيين الوحدويين! أخشى أن يلفظ الخيواني على وزن الإخواني! فتحسب المسألة تشابه أسماء أو تبادل دماء!