«من قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً» القتل يحوّل الإنسان إلى صورة بشعة لوحش مفترس، خاصة عندما يكون هذا القتل لإنسان لا ذنب له ولا جُرم ولا يحمل سلاحاً وإنما أقلام وكلمة. استهداف أرباب الكلمة هو جريمة تستهدف السلم العام واستقرار الوطن والتعايش ومسار الحوار، والسؤال الذي يتردّد هو: لماذا قطّاع الطرق والقتلة لا يقترب منهم، بينما حملة الأقلام والكلمة والرأي والذين لا سلاح لهم ولا بنادق ولا مرافقون يُقتلون كل يوم..؟!. لماذا عبدالكريم الخيواني الصحافي يُقتل، ولماذا صادق منصور، ولماذ جدبان وعبدالملك المتوكل، لماذا هؤلاء بالذّات؛ مع أنهم أفراد يمشون في الشوارع لا كتائب مسلّحة لهم ولا يشكّلون خطراً على أحد؛ سلاحهم هو الكلمة..؟!. هذه الاغتيالات الغامضة؛ يجب أن يفُك شفرتها ويفضح القتلة المجرمون؛ لأنهم أعداء للوطن والاستقرار، والغريب أن كل الاغتيالات تقريباً تُسجّل ضد مجهول، وكأن هناك توافقاً على تغطيتها..!!. والعجيب هو أن هذه الاغتيالات تجري تحت مرأى ومسمع الأجهزة الأمنية في الغالب، وقد قيل إن الخيواني قُتل أمام منزله في شارع هائل، ويتحدّث شهود عيان أن مسلّحين ممن أخذوا على عاتقهم أمن صنعاء كانوا في جانب الحادث ولم يحرّكوا ساكناً، وفرّ القتلة دون مطاردة ولا محاولة حتى، فما هي مهمّة هؤلاء الحُماة إذاً..؟!. لا أعتقد أن أحداً من هؤلاء المسالمين يغتالون بهدف إزاحتهم من المشهد؛ فهؤلاء لا يمثّلون عائقاً لأحد ولا يملكون قوات مسلّحة. هناك أهداف غامضة أمام الاغتيالات السياسية؛ وآخرها اغتيال الصحافي عبدالكريم الخيواني رحمه الله تهدف بمجملها إلى خلط الأوراق وإعاقة أية محاولة للخروج بحلٍّ سلمي للبلاد وتوظيف رديء وجبان بعيداً عن دماء القتلة، فيذهب الناس إلى التوظيف لأجندة خاصة؛ بينما لا يبذلون أي جهد لكشف القتلة ومحاكمتهم. وسيظلُّ السؤال: من قتل عبدالكريم الخيواني وزملاءه لغزاً مخفيّاً في غبار كثيف مُثار في البلاد؛ هدفه إصابة الوطن بالرمد إن لم يكن العمى، يستهدف الكلمة والقلم لصالح الرصاصة وثقافة «البندقة» والفوضى..!!. [email protected]