اغتال مسلحون مجهولون، اليوم الأربعاء، القيادي في جماعة الحوثي عبد الكريم الخيواني، بشارع الرباط في العاصمة صنعاء. وقال مصدر أمني في أمانة العاصمة إن الخيواني اغتيل بعد ظهر اليوم برصاص مسلحين مجهولين كانا يستقلان دراجة نارية أثناء تواجده جوار منزله قرب قسم 22 مايو الكائن بشارع الرقاص واخترقت إحدى الرصاصات رقبته. والخيواني هو كاتب وناشط حقوقي وصحافي وسياسي يمني ولد في عام 1965م في مدينة تعز، وعضو مؤتمر الحوار الوطني عن مكون الحوثيين، وسفير النوايا الحسنة للمجلس الدولي لحقوق الإنسان في اليمن. وبسب كتاباته وكشفه لملفات سياسية ساخنة تعرض للقمع وأنواع من المضايقات من قبل الحكومة، حيث سجن أواخر 2004 واستمر اعتقاله لمدة عام إثر صدور حكم قضائي بحقه على خلفية تهم عديدة بينها إهانة والمساس بذات رئيس الجمهورية آنذاك علي عبدالله صالح. وأثار اغتيال الخيواني ردود أفعال واسعة أوساط السياسيين والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي حمّلت في مجملها صالح وجماعة الحوثي مسؤولية اغتيال الخيواني، وفيما يلي يرصد «الخبر» أبرز تلك الردود. البداية من الوزير في الحكومة المستقيلة والأمين العام لحزب الحق حسن زيد والذي أكد على ضرورة كشف ملفات الاغتيالات التي تطال السياسيين والضباط. وقال زيد: «في فاجعة الشعب اليمني اليوم بان (المال المنهوب، بأموالنا التي نهبت على مدى عقود يتم شراء القتلة ويخدر الثوار منوها بانه مالم يتم استعادة الاموال المنهوبة، ومالم يتم فتح كل ملفات الاغتيالات وأخطرها جريمة جمعة الكرامة، مالم يتم ذلك فلن ينجو من القتل الا شركاء المجرم». من جهته أوضح الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي أن قتل عبد الكريم الخيواني جاء في ذكرى جمعة الكرامة، مشيراً إلى أن هناك من يخلط الأوراق، ويشعر بوطأة الكرامة الثقيلة على بشاعته. الكاتب الصحفي سامي نعمان اعتبر جريمة اغتيال عبدالكريم الخيواني مسؤولية أركان ميليشيات الحوثي ومسؤوليها الامنيين وحدهم، وقال: إنها «جريمة مشهودة في وضح النهار ولهدف معلوم بالضرورة للحمقى والمغفلين انه ضمن قائمة المستهدفين من جهات عدة لها ما تعتبرها ثارات معه». وأضاف نعمان: «يشترك في المسؤولية حلفاؤهم الاستراتيجيين الذين يتقاسمون معهم المناصب الامنية والعسكرية والمدنية المغتصبة، نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي اصبح يتوعد بإغلاق المنافذ واجتياح المحافظات، ويظهر كسلطة فوق سلطة الحوثي، أو موازية له». وأوضح أن صالح هو الحليف الاستراتيجي للحوثي حاليا، وهو العدو التاريخي للخيواني الذي لم يرضى عنه يوما حتي والجماعة التي أصبح يؤيدها بشكل شبه مطلق متوائمة مع عدوها السابق حد التوأمة السيامية. وتابع نعمان: «انا لا اتحدث الان عن المجرم والقاتل فهذه مسؤوليتهم تحديدها بمسؤولية وليست اتهامات كتلك التي يوزعها قادة الحوثيون ورجالهم الميليشاويين الممسكين بمفاصل الامن، بل اتحدث عن المسؤول عن أمن الناس ومن زج بهم في هذا الوضع الكارثي المرعب وهم من كانوا يزعمون انهم جاؤوا لإنقاذ البلاد من الفوضى والجريمة المنظمة المختلقة». أما الكاتب والمحلل السياسي مصطفى راجح فكتب قائلاً: «طاحونة الدم القذرة تطال الصديق عبدالكريم الخيواني». وأضاف: «أرفعوا أصواتكم ضد القتل والقتلة حتى ينجو بلدكم وتنجوا جميعاً من رصاصات القتل وعصاباته المتربصة لقد خربوا بلدنا يا ألله »، مردفاً: «أدخلتنا مافيات السلطة والنفوذ والإرهاب جحيم الدم والموت لك الله يا يمن, رحماك باليمن وأهلها يا ألله». الصحفية سامية الاغبري كتبت تقول: «يامجرمين الاختلاف لايقتل لعنة الله على كل قاتل جبان عبد الكريم قتلوه». المحامي والناشط خالد الانسي قال: «كتبت كثيرا حول قلة غبية في حركة الحوثي يعتبر أن الحركة كيان مستقل وقائم بذاته وان الحوثي هو زعيمها الأول والأخير في حين أن صالح هو مؤسس حركة الحوثي وزعيمها ومن يحرك سيدها». وأضاف: «وكتبت أن صالح سوف يتخلص تدريجيا من هذا التيار وان اغتيال شرف الدين و جدبان في الأمس كان في ذلك السياق». من جانبه أكد الكاتب الصحفي احمد البحيري أن عبدالكريم الخيواني كان من أكثر الحوثيين المعارضين لتحالف صالح، وفي منشوراته على صفحة الفيس بوك لم يضع فرق بين العمالة لإيران وأي دولة أخرى، حيث كان يقول ان العمالة لا تختلف كثيرا باختلاف العميل. الوزير الاسبق والخبير التربوي الدكتور عبدالسلام الجوفي أوضح بالقول: «لغة القتل مدانه من الجميع واخر مايحتاجه الوطن»، مضيفا: «المرحوم / عبد الكريم الخيواني تختلف او تتفق معه رجل مثقف وصاحب رؤيه يعبر عنها بالمفتوح يجب على الجميع احترامها، ان اردت هزيمته فانت لم تهزمه بالقتل، رحمة الله تغشاه». الكاتب والناشط السياسي أحمد المكش قال: «في جريمة اغتيال الشهيد الخيواني وطن لا يعيش فيه إلاّ القتله نكفر به.. كل يومٍ ولنا فاجعه تفتك بما تبقى من آملالنا المطاردة». وأردف: «نحن اليوم يغتالون كلمة وقلم وصوت كثيراً ما ارتفع في وجوه الطغاة.. الزميل الغالي الصحفي الشهيد/ عبدالكريم الخيواني سقط اليوم شهيداً في سبيل الكلمة.. فقط لأنه صدق مع الله وقضية آمن بها.. المجد لك أيها الراحل قصراً.. الرحمة لك أيها الشهيد النقي.. اللعنة لكل متربص بالوطن.. ترحموا على فقيد الوطن أيها الرفاق».