منذ بوادر النضالات الأولى في الجنوب ضد المستعمر البريطاني قامت القوى السياسية في الشمال بزرع عناصرها داخل الحركة النضالية الجنوبية لتفتيتها من الداخل وزرع الأحقاد والفتن بين الجنوبيين والتخلص من الشرفاء في الجنوب وعملت على تمكينهم من مناصب قيادية في الجبهة القومية والحزب الاشتراكي وأجهزة الدولة بعد الاستقلال في عام 1967 وذلك لإضعاف هيكل الدولة الجنوبية وتوصيلها في النهاية كأمر واقع إلى أحضان الأصل الشمالي حسب إيمانهم، وذلك عبر خطط واستراتيجيات طويلة و مدروسة وتنفذ على مدار سنين وليس يوم أو يومين وفعلاً نجحت في زرع الشقاق والفتن بين الجنوبيين وتفتيت كينونة الدولة في الأخير. حيث وتم انتقاء هؤلاء الشخوص بعناية وحسب معايير محدده فكانوا من أبناء الشمال الذين هاجروا واستقروا في عدن منذ التواجد البريطاني وتداخلوا مع المجتمع وأصبحوا جزء منه، وكذلك حرصوا أن يكون هؤلاء المندسين بحسب العقيدة الشافعية السائدة في الجنوب لكسب ثقة الجنوبيين وعدم إثارة الحساسية فيهم فيما لو كانوا من الزيود مثلاً، ولتسمية الأمور بمسمياتها كان أكثرهم من حجرية تعز أو مناطق العدين في إب أو ذمار وكذلك الكثير من أبناء المناطق التي ألحقت مؤخراً بحسب التقسيم الجديد الى الضالع، وكان اخطرهم على الإطلاق هو عبد الفتاح إسماعيل الذي نجح فعلاً في تفتيت الدولة الجنوبية وقتل الشرفاء أمثال الرئيس سالمين رحمه الله. فقد نجحوا في تخوين الشخصيات الوطنية وإلحاق التهم بها بكل مكر فكان فيصل عبد الطيف الشعبي عميل يستحق الموت وقحطان الشعبي رجعي ومحمد صالح مطيع عميل وسيف الضالعي انتهازي والمحامي شيخان الحبشي ينفذ أجندات خارجية لذلك وجب أن يذهب إلى المنفى أو القبر ولكن في مقابل ذلك كان محسن الشرجبي وجار الله عمر والجاسوس راشد ثابت وطنيين وعبد الله الخامري رئيس محكمة أمن الدولة يصدر أحكام الإعدام بحق الوطنيين الاحرار ابطال ثورة الاستقلال الوطني. المطلوب حالياً بأن لا نقع في نفس الخطاء الذي وقع فيه من سبقونا، وبالتالي عدم تمكين أمثال هؤلاء المندسين الجدد من أي مناصب قيادية سواء في الحركات النضالية الجنوبية السلمية أو في أجهزة الدولة المدنية أو العسكرية، كما يجب الحذر كل الحذر من اندساسهم بين الجنوبيين في حملة التجنيد الأخيرة لأنهم سيعملوا على ضربها من الداخل.