السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالرحمن الجفري، ومحسن بن فريد يرويان ل«26 سبتمبر» البدايات الأولى لكفاح شعبنا ضد الاستعمار البريطاني
نشر في رأي يوم 11 - 11 - 2006

نشرت صحيفة 26سبتمبر في عددها رقم 1292 – المخصص للاحتفاء بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر نص حوار أجرته مع الأستاذ عبدالرحمن علي الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) والأستاذ محسن محمد بن فريد أمين عام الحزب تناولت العديد من محطات التاريخ النضالي اليمني.. في مايلي نعيد نشرها:

مرحلة النضال الوطني الطويلة التي خاضها الشعب اليمني في كل مناطقه للقضاء على حكم الأئمة والاستعمار ما تزال الكثير من حقائقها يكتنفها الغموض برغم ما كتب عنها ونشر اعتماداً على ما قيل من وحي الأحاديث المتناثرة والمتناقلة هنا أو هناك ولذلك فلا تمر مناسبة وطنية يحتفل بها شعبنا إلا ويتم الاجتهاد للبحث عن حقائق جديدة بحكم التساؤلات التي ماتزال تتردد من الكتاب والباحثين والمؤرخين وحتى من صناع الحدث أنفسهم والطلائع الواعية الراغبة في معرفة الوجه الحقيقي بالكامل لما تم القيام به من عمل ثوري ووطني كبير أدى إلى تخليص أبناء الشعب اليمني من هيمنة حكم الأئمة والاستعمار.
وباعتبار أن الحقيقة ليست ملكاً لفئة معينة دون أخرى أو يحتكرها جانب معين وإنما هي ملك للشعب اليمني كله وانطلاقاً من مفهوم أن الحقيقة لا تحتاج عند روايتها إلى أكثر من الصدق لان جمالها وتأثيرها في صدقها كما قال المناضل الكبير أبو الثوار القاضي عبد السلام صبره, فقد سعت «62سبتمبر» لاستطلاع رأي جانب كان له دور نضالي ضد الاستعمار في جنوب الوطن سابقاً ربما كان مغيباً في الماضي نتيجة لاختلافه سياسياً مع من استلموا الحكم بعد الاستقلال ولا ندعي انه المحق في طرحه بقدر ما نحاول طرح الروايات المختلفة أمام الباحثين والمؤرخين وفي نفس الوقت لتشكل مصدراً للقارئ ولكل متابع يريد أن يعرف الحقيقة عن نضالات شعبنا وكفاحه الطويل الذي وضع نهاية لحكم الأئمة والاستعمار.
ضيفانا في هذه المناسبة الوطنية العظيمة المتمثلة في احتفالات شعبنا بالعيد الثالث والأربعين لثورة 41 أكتوبر المجيدة هما الأخوان عبدالرحمن الجفري – رئيس حزب رابطة أبناء اليمن «رأي» أبناء الجنوب سابقاً -ومحسن بن فريد- أمين عام الحزب.. فيما يلي نص الحوار:
حوار: احمد ناصر الشريف

الرابطة كانت أول من طرح قضية الجنوب على لجنة تصفية الاستعمار بالأمم المتحدة

اختلفنا مع الإمام أحمد لأنه رفض تبني قضية تحرير الجنوب وأغلق مكتبنا في الشمال

- سؤالنا الأول يتعلق باحتفالات شعبنا اليمني بالعيد ال43 لثورة 14 أكتوبر وفي هذه المناسبة الوطنية يمكن أن نعود بكم قليلاً إلى الوراء لإحياء الذاكرة حول المخاضات الأولى والدور الذي قام به حزب الرابطة على طريق الاستقلال؟
أولاً.. لا يجب أن نغمط الناس حقهم.. فالحركة الوطنية عموماً لم يكتب حتى الآن تاريخها الحقيقي بصفة محايدة.. وإنما هناك من يكتب أو يتحدث حول ما يعرفه هو.. لكن أولى بشائر هذه الحركة تمثلت في روادها الذين أعلنوها في سبتمبر عام 1940م فيما كان يسمى بالرواق العباسي في الأزهر الشريف بالقاهرة، حينما كانوا طلبة وكان أقل واحد فيهم لا يتجاوز عمره عشرين عاماً.. من شمال اليمن كان الشهيد محمد محمود الزبيري والأستاذ احمد محمد نعمان وآخرون.. ومن الجنوب محمد علي الجفري -رحمة الله عليه- وسالم عمر الصافي، فشكلوا ما أسموه في ذلك الوقت «كتيبة الشباب اليمني الأولى»، ومن أهدافها تحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني ونقل الشمال من واقع التخلف الذي كان يعيشه إلى واقع التطور والتقدم.
والنظام السياسي لكتيبة الشباب موجود ومازلنا نحتفظ بمسودة من هذا النظام وهو بخط المرحوم محمد علي الجفري.. وعندما عاد الأخوان إلى الشمال الزبيري والنعمان ورفاقهما.. الشهيد الزبيري أسس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم تتابعت الأحداث في الشمال.. وعند عودة المرحوم محمد علي الجفري وزملائه -رحمهم الله- وجدوا أن الأخوان في الشمال قد استقلوا بحركتهم.. وكان هذا أمر معقول ومقبول ولم يكونوا يزعلوا من بعضهم البعض لأن هدفهم كان واحداً.. وكانوا يقدرون أي أحد يستقل برأيه نتيجة للظروف، خاصة أن الظرف حينها للتعامل مع قضية الشمال كان ظرفاً مختلفاً عن التعامل مع قضية الجنوب الذي كان مجزأً في عهد الاستعمار إلى مشيخات وسلطنات وكان لكل مشيخة وسلطنة جواز خاص بها.. ولذلك عندما كان يلتقي مجموعة من الجنوبيين كان كل واحد منهم يحمل جوازاً يختلف عن جواز سفر الآخر، فهذا كثيري وهذا قعيطي وهذا تبع المحميات.. وهكذا بحسب الوضع السائد حينها.. لكن فيما بعد كانوا يحملون جواز سفر «الجمهورية العربية اليمنية»، وهناك من كان يحمل جواز المستعمرة وهو جواز «بريطاني».
- كيف كانت تحكم هذه المحميات في ظل وجود الاستعمار؟
المحميات الغربية كانت لها إدارة خاصة وتتكون من شبوة وما يقع غربها، والمحميات الشرقية هي حضرموت والمهرة.. فكان هناك معتمد بريطاني للناحية الغربية ومعتمد بريطاني آخر للناحية الشرقية.. ولذلك نجد أن القضية هنا في الجنوب كانت معقدة وتختلف تماماً عن قضية الشمال.
- هل كانت توجد أحزاب في عدن غير حزب الرابطة في الخمسينات.. ومتى تأسس حزب الرابطة؟
الأحزاب السياسية كانت ممنوعة في عدن في بداية الأمر، وعندما تم تشكيل «رابطة أبناء الجنوب» عام 1951م كان دستورها من الناحية الشكلية يشبه نظام أية جمعية غير سياسية.. لكن من حيث المضمون فإن الدستور قد تبنى قضية استقلال الجنوب.. وبعد تشكيل الرابطة بدأنا فعلاً نطالب بالاستقلال وهو شيء في ذلك الوقت مخيف، لأن الناس يومها كانوا ينظرون إلى بريطانيا وهي خارجة من انتصار في الحرب العالمية الثانية على أنها الدولة العظمى الأولى في العالم ومن ذا الذي يجرؤ على تحديها أو يتصور انه يمكن أن يطلب الاستقلال في ظل ذلك الوضع.. ومع ذلك كان هناك إصرار على المطالبة بالاستقلال وكان الأمل كبيراً أن يتحقق بطريقة سلمية.
- ما أهم الأهداف التي تضمنها برنامج الرابطة السياسي؟
أهداف الرابطة تضمنها الدستور وكان من ابرزها استقلال الجنوب ثم بعد ذلك وحدة الجنوب ثم وحدة الجنوب العربي الكبير.
- ماذا تقصد بالجنوب العربي الكبير؟
الجنوب العربي الكبير تدخل فيه المملكة المتوكلية اليمنية قبل قيام ثورة 26سبتمبر عام 62م ومن بعد الجمهورية العربية اليمنية، وكان المرحوم محمد الجفري قد وضع في القاهرة خارطة ضمنها مشروع الجنوب العربي الذي يضم عدن ومحمياتها الغربية والشرقية.. أما الجنوب العربي الكبير -فكما قلت- يضم الشمال اليمني وحتى عُمان.. وقد استمرت الرابطة في تحركها ولم يأت عام 1956م إلاّ والوعي الجماهيري قد تنامى ووصل الى درجة غير عادية، الأمر الذي اقلق بريطانيا فسارعت إلى إصدار مشروع الاتحاد للمحميات الغربية عام 1955م، لكن الرابطة وقفت ضد هذا المشروع إلى أن أفشلته.
لماذا لم يتم التحالف مع التجمعات الوطنية التي كانت تتبنى تحرير الجنوب لمقاومة الاستعمار؟
في تلك الفترة لم تكن توجد احزاب سوى الرابطة والجمعية العدنية ونقابات العمال، وهي منظمات مهنية، لكن كان لها دور عظيم .. وأول مؤسس لها هو السيد زين صادق الأهدل -رحمه الله-، وهو من قيادات الرابطة، وفي عام 56م جاء مشروع آخر، لكن هذه المرة تحت تسمية اتحاد الجنوب العربي، وكان الهدف من هذه التسمية تشويه عمل الرابطة التي تبنت هذه التسمية بفارق ان مشروع الرابطة كان داخل فيه حضرموت والمهرة.. بينما المشروع البريطاني مفصول عنه حضرموت والمهرة. ونتيجة لهذا التداخل اجتمعت قيادة الرابطة وتم الاتفاق على ان رفض هذا المشروع دون تقديم بديل أمر غير مقبول.. ولذلك فقد اصدرت الرابطة بياناً عام 1956م كمشروع بديل مع ان الانقسامات حينها كانت واضحة بين المشيخات والسلطنات، حيث كانت شبه دول ويأخذون جمارك فيما بينهم وجوازات مستقلة ولا يوجد ما يوحد بينهم. ولذلك فقد طرحنا في البيان اقامة اتحاد للجنوب العربي بما في ذلك حضرموت والمهرة، واقترحنا أن يشكل الحكام الموجودون على رأس السلطنات والمشيخات مجلس سيادة لهذا الاتحاد ويتداولون رئاسته دورياً.. وهو مجلس سيادة فقط يملك ولا يحكم.. والحكومة يشكلها برلمان منتخب وفعلاً فقد حصلنا على تأييد بعض السلاطين لهذا المشروع والبعض الآخر كان لهم تحفظات عليه والسلطان علي عبدالكريم -سلطان لحج- كان أول المؤيدين، وكان مع الرابطة لأنه كان شخصاً مثقفاً ومن أجل ذلك فقد ضحى بسلطنته كاملة وفي الأخير تم نفيه الى القاهرة واستضافه الرئيس جمال عبدالناصر في مصر، وبهذا المشروع البديل افشلنا المشروع البريطاني. وللعلم ان سلطنة لحج كان يوجد بها مجلس تشريعي وأول من أسسه هو السلطان علي عبدالكريم.. وكان السلطان لا يستطيع ان يصرف شيئاً من الخزينة إلاّ ضمن الموازنة ولا يستطيع أن يتدخل في القضاء ولا ينقض حكماً ولا يمنع حكماً على الإطلاق بما معناه انه كان يوجد استقلال كامل للقضاء وللسلطة التشريعية والقضائية والسيد محمد الجفري كان هو رئيس الاستئناف، وكانوا يسمونه قاضي القضاة والمستشار القضائي للسلطان ، ثم تولى بعد ذلك رئاسة المجلس التشريعي في لحج.. لكن مع الاسف فقد تم نفي الاستاذ شيخان الحبشي أمين عام الرابطة والسيد محمد علي الجفري من عدن عام 56م ولكن السلطان علي عبدالكريم اصر على أن يعود الجفري الى لحج كونه منها وكون لحج ليست مستعمرة ولا تخضع لعملية النفي لمستعمرة عدن ، فعاد عام 57 الى لحج، فخرجت عدن وما حولها ولحج وابين لاستقباله وبدأمشروع الرابطة بجمع تبرعات للجزائر وسلمت للجزائر عن طريق المؤتمر الاسلامي الذي كان سكرتيره انور السادات -رحمه الله- وكان قد منع القات في عدن فتحولت دار سعد (التي هي بين لحج وعدن) الى شعلة نور للحركة الوطنية من خلال المحاضرات والندوات والحفلات والخطب الحماسية.. واروع الاغاني الحماسية في ذلك الوقت كانت للأستاذ عبدالله هادي سبيت -أطال الله في عمره- مثل «ياشاك السلاح، و أشرقي يا شمس من أرض العروبة» وغيرها .. فما احتمل الانجليز فهجموا على لحج وكانوا يريدون القبض على السيد محمد علي الجفري وأخويه عبدالله وعلوي.. ويومها السيد محمد ذهب إلى تعز بسيارة وعبدالله كان مدير المعارف .. أي وزير المعارف، فجاءوا واعتقلوه وذهبوا به إلى جزيرة «سقطرى» مع حراسة انجليزية في بارجة حربية ومكث هناك ستة أشهر ثم أفرج عنه بشرط ألاَّ يبقى في البلد.. وعلوي توجه إلى منطقة العوالق، وكانت حركة الرابطة هناك يقودها والد الأخ محسن بن فريد، فهجم الانجليز على المنطقة وخربوا البيوت بالدبابات، فخرج محمد ابوبكر بن فريد من باب خلفي مع النساء والأطفال لكنه سلم نفسه وأخذوه رهينة في الضالع، وبالنسبة لمنزلنا عندما علمت والدتي أن الانجليز سوف يهجمون عليه ويحتلونه، وهو أكبر بيت في المنطقة فأمرت الوالدة بجمع الحطب وعبأت به الخمسة الأدوار وتم إحراقه حتى لايحتله الانجليز ومازالت آثاره موجودة إلى اليوم، فهو عبارة عن كومة، ثم غادرت بعد ذلك إلى منطقة الواحدي ومنها إلى أحور.. هذه كانت البدايات لمقاومة الانجليز والتي كانت تقودها الرابطة بالإضافة إلى مكتب الرابطة في القاهرة وهذا المكتب تم تأسيسه من قبل قيادات الرابطة التي تم نفيها الى مصر وقد لعب هذا المكتب دوراً مهماً في الخارج.
هل صحيح ان عدم تاييد السلاطين للرابطة يرجع الى عدم انفتاحها على الآخرين.. ولذلك قال عنها السلطان احمد الفضلي انها رابطة آل الجفري وعلي عبدالكريم؟
السلطان احمد الفضلي كان في جبهة التحرير عام 66م والجميع يعرف ان الرابطة هي أول من نادى بوحدة الجنوب منذ بداية الخمسينيات وقبل أن يخوض الانجليز في هذا الجانب.. وللعلم الانجليز رفضوا ان يضموا حضرموت والمهرة الى مشروع الاتحاد ونحن لا نعتقد ان السلطان احمد الفضلي قال ان الرابطة يهيمن عليها آل الجفري وعلي عبدالكريم وان كان قد قال فهل مطلوب ان يسيطر على الرابطة الانجليز.
لكن المندوب السامي البريطاني «كندي» قال في مذكراته انكم كنتم تعملون بحسب الرؤية البريطانية؟
لو كنا نعمل بحسب الرؤية البريطانية لما قام الانجليز بهدم بيوتنا ومطاردتنا في كل مكان.. وادخال البعض منا السجون انه كلام غير معقول ولا يقبله عقل.. وهنا أسال سؤالاً: من الذي يهيمن على التنظيم او الحزب!.. أليسوا أعضاؤه أم يسيطر عليه اناس اخرون من خارج الحزب.. ويمكن ان تعود الى نفس كتاب كنيدي تريفا سيكيس الصفحات 151، 152، 153، حيث اعترف فيه بالتآمر على حركة الرابطة في العوالق ،وان الانجليز اتوا بحاملات طائرات لترسو أمام «عرقة» على ساحل البحر العربي وتقلع منها الطائرات لتقصف منطقة الكور، ولازالت حتى الآن آثار قصفهم، وقد تم هذا في عام 60 - 61م!!
يقال ان الرابطة هي أول من طرح قضية الجنوب على الامم المتحدة.. كيف تم ذلك؟
نعم الرابطة كانت أول من طرح قضية الجنوب على الأمم المتحدة عام 1959م بواسطة المحامي البارع شيخان الحبشي والذي يعتبر من الرواد الحقيقيين .. لقد ذهب شيخان عام 1959م وقدم مذكرتين طرح من خلالهما قضية الجنوب، لكن كان الرد يأتي من قبل الأمم المتحدة انه لابد من وجود دولة تتبنى هذه القضية.. وكلما فتحنا هذا الموضوع على أية دولة كان الجميع يرفض تبني قضية الجنوب بما في ذلك الإمام أحمد ملك المملكة المتوكلية اليمنية، فقد رفض أن يتبنى قضية الجنوب.
ماذا عن طبيعة الطرح الذي كنتم تتقدمون به؟
اولاً المطالبة باستقلال الجنوب وضمان وحدة أراضيه وانتقال السيادة الى ابنائه وبعد ان يتحقق الاستقلال يتم التوحد مع الشمال هذا هو الذي كان يتم طرحه من قبل الرابطة وكنا نحرص على ان يكون الطرح قانونياً وليس كلاماً عاطفياً لأن الوحدة مع الشمال هو عملنا نحن وليس عمل الأمم المتحدة.. وحرصنا على وحدة اراضي الجنوب بعد إستقلاله جاء من منطلق خوفنا من المشروع الانجليزي لفصل عدن نهائيا وربطها بالكمونولث البريطاني كمستعمرة، أما باقي المناطق فقد كانت عبارة عن محميات هذا هو المطروح على الأمم المتحدة استقلال الجنوب وضمان وحدة أراضيه وانتقال السيادة الى ابنائه.. لكن كما أشرت في البداية كانت الأمم المتحدة ترفض النظر في مطالبنا والإمام أحمد -رحمه الله- كان يرفض تبني قضية الجنوب من الآخرين لأنه كان يعتقد انه تدخل في الشؤون الداخلية اليمنية.
- هل معنى ذلك ان الامام كان مرتبطاً مع الانجليز باتفاقيات تمنعه من تبني قضية الجنوب والمطالبة بخروج الاستعمار البريطاني؟
لا اعتقد ان بين الإمام وبريطانيا اتفاقيات وانما كان يقول اي شيء خاص بالجنوب انا أتولاه.. وكان يعتقد ان تبني الدول العربية لهذه القضية تدخلاً في الشؤون اليمنية.. حتى اننا عندما قدمنا القضية الى الجامعة العربية رفضوها وكان مندوب الامام في الجامعة يقول ان هذا تدخلاً في الشؤون الداخلية، فقلنا إذاً لماذا لا يقوم هو بتحرير الجنوب من الاستعمار.
- هل كنتم تتواصلون مع الإمام.. ولماذا لم تعملوا على اقناعه بتبني قضية الجنوب وطرحها على الامم المتحدة؟
كان يتم بيننا وبين الامام تواصل وكان لنا مكتب في الشمال ولكنهم قاموا بتفتيشه واتهمونا اننا جئنا لنحدث مشكلة فالامام لا تصدى للاستعمار ولا ترك غيره يحاول تحرير الجنوب.. وقد استمر الوضع هكذا حتى تم تشكيل لجنة تصفية الاستعمار في الامم المتحدة عام 1959م وهذه اللجنة تبيح لأية جهة كانت أن تقدم قضية الاستعمار في اي مكان من العالم حتى لو كانت هذه الجهة تتمثل في شخص واحد او حتى من قبل هيئة أو جمعية خيرية.. فاستغلينا هذه الفرصة وقام السيد شيخان الحبشي بتقديم قضية الجنوب الى لجنة تصفية الاستعمار وهذا موقف مسجل في الامم المتحدة باسم الرابطة.. وكم اتمنى لو ان «26سبتمبر» كصحيفة كبيرة تبحث عن الوثائق وتنشرها لمعرفة الحقائق وقد تم نشر الكثير من هذه الوثائق في عدد من الكتب المتعلقة بتحرير الجنوب وبعد ان قمنا بهذه المبادرة وقدمنا قضية الجنوب الى الأمم المتحدة جاء الآخرون بعدنا ليقوموا بنفس العمل وقد بدأ بحث القضية حتى تم السير فيها في يوليو 1963م على غرار ما قدمناه والوثائق تثبت ذلك ثم صدرت قرارات الأمم المتحدة باستقلال الجنوب.
- هناك شخصيات مشهورة من قيادات الكفاح المسلح كانت تنضوي تحت لواء الرابطة لكنها انفصلت عنها ومن تلك القيادات قحطان الشعبي وطه مقبل وعلي السلامي.. ما سبب الخلاف؟
بالنسبة لقحطان محمد الشعبي قضية انسحابه من الرابطة مختلفة عن زملائه الذين كانوا ينتمون لحركة القوميين العرب التي كان اول من اسسها في اليمن هما المرحومان فيصل عبداللطيف الشعبي وسلطان احمد عمر.. وكانت معنا الشعبة في الشيخ عثمان فأثر عليه فيصل الشعبي، وقحطان كان مدير العلاقات العامة بمكتب الرابطة بالقاهرة وموثق ذلك في كتاباته الى عام 61م عندما حدث خلاف مع الآخرين وكان رحمه الله طيب القلب لكنه كان حاد الطباع.. وبعد ان قامت الثورة في صنعاء جاء الاخوة المصريون واعطيت له وزارة شؤون جنوب اليمن.. بعد ذلك تم تشكيل الجبهة القومية وكان اساسي فيها .. وبحكم ان قحطان كان قريب فيصل عبداللطيف الشعبي وهم أسرة طيبة، لكننا اختلفنا معهم سياسيا وذلك بسبب تاثير فيصل على قحطان وأيضا تأثير الاخوة المصريين عليه ولم يكن أمامنا إلاّ أن نحترم خياراته وتوجهاته.. ومن طبيعتنا ألاَّ نسيء الى أحد مهما كان خلافنا معه.
- متى بالضبط أعلنت بريطانيا قبولها بقرارات الأمم المتحدة؟
في يوليو عام 1963م اعلنت قرارات الأمم المتحدة الداعية لاستقلال الجنوب وفي اوائل 1964م اعلنت بريطانيا قبولها لقرارات الامم المتحدة وموافقتها على استقلال الجنوب وتعهدت بدفع ستين مليون جنيه استرليني على مدى ثلاث سنوات للجنوب.
- ألا ترون أن هذا الاعلان عن قبول بريطانيا باستقلال الجنوب قد جاء بعد اندلاع ثورة 14 اكتوبر 63م وهو ما يؤكد ان للثورة تأثيرها؟
هذا غير صحيح .. لأن ما تم خلال العام 1963م من عمليات عسكرية كانت عبارة عن عمليات صغيرة تاثيرها محدود لكن الذي تم في السابق في «الصبيحة» بقيادة عثمان المصفري وقائد الرزيحي وعلي بن علي شكري، وفي الضالع بقيادة محمد صالح الازرقي رحمه الله، وفي ردفان بقيادة ثابت قاسم رحمه الله، وفي يافع بقيادة محمد عيدروس ومحمد صالح المصلي وهو ما زال عايش إسألوه هؤلاء كلهم قادة تاريخيين.. ولعلمك ان الرابطة استلمت دفعة سلاح من السعودية حينما كان فيه خلاف بين السعودية والانجليز على واحة البريمي.. فكانت مصر ترسل سلاحاً لنا عبر السعودية ونحن نستلمها منهم وكان ما سلم لمحمد صالح المصلي أول «بازوكا» تدخل الجنوب و«بلانسي» يدخل الجنوب.. وبعدها في العوازل.. وفي دثينة المجعلي والجعري والقبائل.. وفي العوالق الشيخ محمد بن ابوبكر بن فريد ومازالت الآثار الى اليوم وكثيراً يجيئوا يصوروا الجبال حيث توجد قنابل لم تنفجر بعدما كانت قد رميت عليهم.
وقبل هذا كله على معور الربيزي كان يقاتل الانجليز ومنعهم من دخول منطقته ولم يتمكن القادة الانجليز من دخولها حتى الاستقلال.. ايضاً العريفي والحميري في بلاد منطقة الواحدي والشيخ محمد فريد الشمعي وفضل باعزب في العوالق السفلى في بيحان وقبلنا كلنا كان بن عبدات في حضرموت، فلا نحاول نختزل التاريخ وكأنه بدأ من 64م ... لانحن ولا غيرنا ولعلمك الكثير من هذه الحركات كانت تساعدها وتساندها الرابطة وايضا كان هناك «باكادم» قبل الرابطة .. وسنة تأسيس الرابطة دمرت منازل آل باعزب وآل شمعة والمصعبي، والى اليوم موجودة اكوام منازلهم وموجود شظايا من عام 51م .. هؤلاء كانوا من قبلنا وقبل الثورة اليمنية في الشمال .. وبعضهم تزامن مع حركتنا وكان فيه تعاون بيننا وبينهم.
اما 14 اكتوبر فقد سميت يوم مقتل «لبوزة» والحقيقة ان ما قيل غير دقيق فأنا زرت المنطقة عام 90م وشاهدت المكان الذي استشهد فيه لبوزة.
- ما هي الحقيقة التي تعرفها إذاً؟
عندما قامت الثورة في صنعاء «لبوزة» وكثيرون معه من الجنوب ذهبوا للمعاونة والدفاع عن الثورة في الشمال ومن ضمنهم إمرأة اسمها «دعرة» ولوتراجعوا ما قالته هذه المراة ستقفون على الحقيقة .. قالت دعرة لقد ذهبنا الى الشمال واعطونا من بندق ولما رجعنا الى بلادنا أمر المستشار البريطاني بأن يغرمنا أو نسلم البندقية فرفضنا لأن القبيلي لايسلم بندقه فخرج الانجليز بحملة وكانوا يطلقون على المنطقة الجبلية التي نتواجد فيها بالمدفعية الصغيرة وهي منطقة اسمها «المسراح» فجاءت شظية اصابت «لبوزة» وكان يوم 12 اكتوبر 63م وليس يوم 14 اكتوبر 63م والخبر لم يصل الى قائد المنطقة إلاّ بعد يومين بسبب عدم وجود اتصالات ومواصلات.
- بغض النظر عن كيف كانت بداية الثورة يوم 12 اكتوبر أو 14 اكتوبر 63م.. لماذا لم تشارك الرابطة في الكفاح المسلح لتحرير الجنوب؟
الموضوع اساساً كان منتهياً.. فكيف تريد لنا ان نشارك في العمليات العسكرية وقد التزمت بريطانيا بالخروج من الجنوب .. نحن سبق وان شاركنا وقاتلنا قبلهم ولاتزال هناك الشواهد كثيرة من آثار للخراب وبيوتنا دمرت عام 1959م.
- ألا ترى انه من خلال الموقف السلبي للرابطة إزاء عمليات الكفاح المسلح انكم أضعتم نضالكم الطويل وتركتم الطرف الآخر يجر الجنوب الى وضع لم يكن أحداً يرضى به؟
انا قلت اننا ضحينا منذ البداية وغيرنا ضحى قبلنا ولم نقل ان الرابطة هي أول من بدأ يقاوم الانجليز.. الانجليز كانت أول مقاومة لهم تمت في اليوم الأول لدخولهم عدن وقتل ابن سلطان لحج واستمرت الحركات هنا وهناك .. لكن استطيع القول ان الرابطة كانت حركة تمثل الجنوب ككل لأنها كانت تطالب بتوحيد كل اجزائه. وكنا ايضاً مقتنعين بأن بريطانيا ستخرج في الموعد الذي حددته وهو يوم 8 يناير عام 1968م وبطريقة سلمية.
- هل معنى ذلك أنكم كنتم على قناعة مطلقة أن بريطانيا ستفي بالتزاماتها وتنسحب من الجنوب دون قتال؟
نعم.. وكان قد حدد موعد الاستقلال في 8 يناير عام 1968م، وهذا موثق ومتفق عليه.. «يتدخل الأخ محسن بن فريد في هذه اللحظة ويضيف قائلاً: ولسبب أساسي في هذا الجانب وفي ظل التوجه العالمي الجديد حينها كانت بريطانيا تشعر انه لم يعد هناك ضرورة لبقائها في المنطقة.. خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت تتحمل مسؤولية العالم الجديد.. ولذلك فبدل ما تدفع بريطانيا لوضع هو أصلا منتهٍ ، فرأت من خلال حساباتها الخاصة انه نتيجة إما للعمل المسلح الذي كان قائماً أو لطبيعة الأوضاع السائدة لم يعد هناك ضرورة للبقاء.. فقررت بريطانيا الخروج من الجنوب سلمياً يوم 8 يناير عام 1968م».
- لكن ألا ترون أن انسحاب بريطانيا وخروج آخر جندي بريطاني من عدن قبل هذا التاريخ كان نتيجة طبيعية للعمل المسلح؟
الفارق فقط هو ثمانية وثلاثين يوماً وهذا شيء يحسب لمن قاموا بهذا العمل العسكري.. لكن بعد ذلك ترتب عن هذا الانسحاب امورً لم تكن في صالح الجنوب لأن بريطانيا تخلت عن التزامات كانت ستفي بها لو تم انسحابها في الموعد المحدد سلمياً.
واعود فأقول :إننا في حزب الرابطة كان يوجد لنا رواد يعتقدون ويجزمون ان الانجليز سيقبلون بقرار الامم المتحدة .. وعندما صوت على القرار في الأمم المتحدة تمت الموافقة عليه بالاجماع.. مع ان في العالم العربي كانت توجد بين مصر عبدالناصر والسعودية خلافات، وعلى مستوى العالم كان الاتحاد السوفيتي والصين في جهة والولايات المتحدة وبريطانيا في جهة ثانية ومع ذلك تم الاجماع في الامم المتحدة على قرار منح الجنوب الاستقلال.
إذاً في هذه الحالة لا يوجد اي شك في عدم تنفيذ القرار الا لو كانت هناك قوى فاعلة صوتت ضد القرار.. ويجوز ان هذا القرار لتصفية الاستعمار في الجنوب كان هو اول قرار يحظى بهذا الاجماع.
ومن هذا المنطلق كانت ثقتنا كبيرة في تنفيذه.. إذاً لماذا احمل السلاح وانا متأكد انه سيتم تطبيقه على ارض الواقع.
الجبهة القومية بعد ذلك شكلت ولكن بعد تاريخ 14 اكتوبر 63م لقد تم تشكيلها في شهر مارس من عام 1964م ومن ينكر ذلك عليه الرجوع الى الوثائق.
«هنا يتدخل الاخ محسن بن فريد فيقول: توجد نقطة لابد من الاشارة اليها وهي: ان خلافاً كان موجوداً بين قيادات «الرابطة» والقيادة المصرية في الشمال حول آلية العمل نفسه سواءً أكان العمل السياسي او العمل العسكري.. فكما تعلم انه عندما جاء الاخوة المصريون الى اليمن وكان لهم دور رائد في تثبيت الثورة هنا لكننا كنا نختلف معهم بسبب السلوك والاساليب التي كانوا يتبعونها بالنسبة لمعاملتهم لقيادات الرابطة سواءً الذين كانوا في الخارج في مصر او الموجودين في الداخل.. التعامل من قبل الاخوة المصريين كان غير سليم.. والخلاف اساساً كان ينصب حول آلية العمل.. فقد كنا نرفض ان نأخذ القنبلة ونذهب لرميها هنا او هناك وايضاً كنا نرفض اخذ المسدس لقتل هذا الشخص او ذاك..
ان هذا عمل لم نكن ابداً نقبله على انفسنا لأن لدينا حس سياسي ولدينا رؤى لبرنامج نسير على هديه.. وهذا السلوك غير المقبول كان احد الاسباب التي جعلت «الرابطة» امام الآخرين تبدو وكأنها لا ترضى بالعمل المسلح وليست متحمسة له.. مع ان الحقيقة مختلفة تماماً.. نحن فقط رفضنا هذه الاساليب مع مشروعنا كحزب يريد ان يبني بلداً.. اما ان نكون أداة يسيرها جهاز استخباراتي، فهذا لم نقبله على انفسنا ، ولذلك فقد تعرض الكثير من عناصر الرابطة للملاحقة والسجن وبعضهم هدد بالاعدام.
- هل موقف الرابطة هذا ودخولها في خلافات مع الاخوة المصريين حول آلية العمل السياسي والعسكري كان وراء اغلاق مكاتب الرابطة في الشمال؟
بالتأكيد.. كان هذا الموقف احد الاسباب الرئيسية لاغلاق المكاتب في الشمال.. لكن اسمح لي ان اسأل سؤال: هل الكفاح المسلح غاية ام وسيلة؟ والجواب هو طبعاً وسيلة لتحقيق الهدف والوصول اليه.
اذاً الغاية كانت معروفة وهو الاستقلال وتوحيد اراضي الجنوب والوصول الى هذه الغاية يمكن ان يتم بأكثر من وسيلة ليس بالضرورة ان تكون الكفاح المسلح طالما وهناك تجاوب من قبل الطرف الآخر لتحقيق هذه الغاية.. ونحن في الرابطة وجدنا ان الوسيلة السلمية هي افضل الطرق للوصول الى الغاية وفي حالة عجزنا عن تحقيق ذلك بالوسائل السلمية يمكن بعد ذلك ان يتم اللجوء الى العمل المسلح وليس العكس.. فإذا عندي امل حتى ولو بنسبة 1٪ لتحقيق الهدف بواسطة العمل السلمي ، فهو الاولى ان يتبع.. هذا جانب.. الجانب الآخر اذا اجبرنا على العمل المسلح فكان يجب علينا ان نسلم بلادنا من القتل والدمار وهذا لم يحدث لأن القتل في عدن على سبيل المثال كان لا يفرق بين مواطن وآخر.
ومع ذلك فأنا أثني على الاخوان الذين كافحوا من الشباب سواءً في الجبهة القومية او في جبهة التحرير او غيرهما اقولها بصدق: ان هولاء كانوا يتمتعون بروح وطنية عالية جداً.. لكن الكثير منهم وربما نتيجة لحداثة اعمارهم لم يكونوا يدركون الابعاد السياسية للعمل بدليل انهم كانوا يقاتلون ويقتلون.. وفي 13 يناير عام 66م اختلف الاخوة المصريون مع حركة القوميين العرب، ونتيجة لهذا الخلاف تخلت مصر عن الجبهة القومية فولدت يومها منظمة جديدة سميت «جبهة التحرير» ،و كانت مكونة من جزء من منظمات التحرير التي تأسست عام 65م من الرابطة ومن جزء من قيادات الجبهة القومية الذين قبلوا بالدمج ، وكذلك حزب الشعب الاشتراكي والسلطان احمد الفضلي والامير جعبل بن حسين وغيرهم كمستقلين .. وعندما عقد مؤتمر لندن «الرابطة» قررت الحضور والمشاركة فيه..
- ما هي الشروط التي وضعها عبدالقوي مكاوي لحضور مؤتمر لندن وكيف تحول من رئيس وزراء عدن الى قائد مهم في جبهة التحرير وهل كنتم تأملون من مؤتمر لندن ان يخرج بنتيجة؟
بغض النظر عما كان سيؤول اليه المؤتمر.. لكن انا اذهب فإذا اعجبني شيئاً وافقت عليه وان لم يعجبني اقول: السلام عليكم.. اما عبدالقوي مكاوي رئيس وزراء عدن حينها فقد اشترط لذهابه ان تكون الرابطة موجودة واصر على ان يصحب معه مساعد امين عام الرابطة الاستاذ محمد سالم باوزير -حفظه الله- الى القاهرة ليقنع بقية القيادات الموجودين في القاهرة لأن يحضروا ، فذهب معه.. وهناك الاخوة المصريون استقطبوا المكاوي.
ذهبوا الى لندن وكادوا ان يوقعوا اتفاقاً وحضر هذا المؤتمر بعض السلاطين والاصنج عن حزب الشعب الاشتراكي والجانب البريطاني وممثلون عن كثير من القوى ، فناقشوا قضية الجنوب في هذا المؤتمر واوشكوا ان يصلوا الى اتفاق.. لكن يبدو ان هناك تدخلات من قبل الاخوة المصريين حالت دون اتمامه وفشل المؤتمر.. هكذا قيل لنا من الاطراف التي شاركت والبعض كما علمنا تعرضوا للتهديد.. بعد هذا كما اشرت استقطب الاخوة المصريون عبدالقوي مكاوي - رحمه الله - وهو كما اعرفه كان رجلاً طيباً على نياته وليس له باع كبير في السياسة واستقطبوا من منظمة التحرير.. حزب الشعب الاشتراكي والفضلي وجعبل مع بعض قيادات الجبهة القومية وأسسوا منهم جبهة التحرير في 13 يناير 1966م ، وهذا شاهد على ان الناس كانوا مليئين بالحماس، وواقفين الى جانب الرئيس عبدالناصر -رحمه الله- لكن المشكلة انهم لم يكونوا مدركين ان القضية قد خرجت من ايديهم.
- ماذا عن قيادات الجبهة القومية التي رفضت الانضمام الى جبهة التحرير؟
أعضاء الجبهة القومية الذين كانوا على خلاف مع المخابرات المصرية ولم ينضموا الى جبهة التحرير ضعفوا وضعف موقفهم وقد لاحظت ذلك الضعف بنفسي عندما كنت في عدن.. واتذكر ان بعضهم كانوا يقطنون في فندق «الجنوب العربي» بشكل سري.. اما سالم ربيع علي فقد كان مختبئاً في بيت العبدالمنتصر في لحج، وكنا نقف الى جانبه ونواسيه.. ولكن فوجئنا بعد حرب 67م مباشرة وبالتحديد بعد اعلان الرئيس عبدالناصر تنحيه عن السلطة عودة نشاط الجبهة القومية.. وجبهة التحرير تعلقت بالاخوة المصريين رغم ضعفهم بعد الهزيمة .. اما نحن في الرابطة فقد تمسكنا بالحياد لأننا كنا ندرك ان البلد قادم على قتال اهلي لا محالة، وقد قرأنا ذلك بوضوح وحذرنا مما هو قادم ، ولذلك لم يرجع محمد علي الجفري وبعض قيادات الرابطة من الخارج بل اننا جمعنا العائلات واخرجناها.. وبعد خروجنا باسبوعين بدأت الحرب الاهلية بين الاخوة فأكلت الكلاب من الجثث في الشيخ عثمان والمنصورة وكان الصراع بين اعضاء الجبهة القومية واعضاء جبهة التحرير.
- هل كان لبريطانيا علاقة بهذه الحرب او الاقتتال؟
لاشك .. وان لم يكن للانجليز تدخل مباشر فعلى الاقل انهم وقفوا متفرجين بدليل انهم كانوا موجودين في النقاط والاخوة يتقاتلون امام اعينهم ولكنهم لم يحركوا ساكناً.
- هل تعتقد ان الحرب الاهلية كانت جزءاً من مشروع بريطاني لجعل المنطقة تعيش في حالة عدم استقرار؟
في نظرنا ان الانجليز كان لديهم مشروع وسيناريوهات لأنهم كانوا يدركون انهم خارجون لا محالة ولا يستطيعون البقاء في اليمن.. وامكانياتهم المادية ضعفت ولم تعد تمكنهم من حماية القواعد.. فقط كانوا منتظرين نهاية الحرب ربما ليتعاملوا مع الطرف المنتصر.. وان كانت القضية قضية كبيرة.. وفي نفس الوقت كانت المملكة العربية السعودية والشمال في صراع بسبب وجود المصريين وكان لبريطانيا حساباتها السياسية ومتأكدة ان هناك حرباً ستقع بين مصر واسرائيل ومنتظرة حسم هذه الحرب لصالح اسرائيل ،وعندما تأكد لها ذلك ارادت ان تسلم الحكم في الجنوب لطرف يختلف في توجهه السياسي عما هو موجود في الجزيرة العربية بحيث يبقى الصراع قائماً في المنطقة ،و هذا ما حدث فعلاً، فقد تسلمت الحكم الجبهة القومية المرتبطة بالمعسكر الشرقي وذات التوجه المتطرف سياسياً.
- هل فعلاً كانت الجبهة القومية مرتبطة ببريطانيا قبل الاستقلال وكان يوجد تنسيق بينهما من أجل تسلم الحكم بعد خروج الاستعمار؟
نحن لا نتهم احداً وانما نقول: كانت هناك اجتهادات، فمنا من اجتهد واصاب، ومنا من اجتهد واخطأ.. وان كان لم يبق احداً الا وهو متهم خاصة في الجنوب.. اذاً من هو الذي بقي بدون تهمة..؟ ربما في الشمال كان يوجد شيء من التعقل ولم يكن هناك تسرع في اطلاق الاتهامات.. لكن في الجنوب كان اي واحد تختلف معه في الفكر او السياسة وربما في اي شيء آخر يتهمك بأنك عميل.
الجبهة القومية ليست عميلة لبريطانيا وانما استغلت فترة وظرف بريطانيا حينها لمساعدتها لأنها بحاجة لاستلام السلطة.. إذاً فالقضية هي قضية تبادل منافع لا غير وليس فيها شيء من العمالة.. لأننا لو حسبنا حساب تبادل المصالح بين هذه الجهة وتلك فإننا سنقول: ان جبهة التحرير كانت عميلة لمصر ،و هذا كلام غير مقبول لقد كانت جبهة التحرير تنتفع من الاخوة المصريين لتحقيق اهدافها بعيداً عن منطق الخيانة والعمالة.
- لكن لماذا اختارت بريطانيا الجبهة القومية بالذات؟
سبق ان قلت: ان بريطانيا كانت تنتظر نتيجة الحرب بين مصر واسرائيل وانا اليوم اجزم انه لولا الهزيمة العربية الفاضحة لسلمت بريطانيا الحكم في الجنوب لعقلاء او معتدلين بمعنى اصح فالجميع عقلاء.. لكن عندما انتهت الحرب بهذه الفضيحة والتي كانوا يسمونها نكسة وهي في الاصل هزيمة منكرة فأرادت بريطانيا ان تسلم الحكم لجهة لها فكر سياسي مخالف للفكر الموجود في الجزيرة العربية بحيث يبقى الصراع السياسي قائماً، وهذا ما حدث.. لكن حكاية عمالة وخيانة فهذا شيء لا نقبله..
- هناك من يقول ان بربطانيا عرضت على مجلس الاتحاد تسلم الحكم ولكنه رفض.. ما هي معلوماتك حول ذلك؟
مجلس الاتحاد لم يرفض تسلم الحكم ولو عرض عليه لقبله.. لكن مجلس الاتحاد هو كان فقط للمحميات الغربية وعدن.. اما حضرموت والمهرة فقد كانتا خارج هذا الاتحاد ولذلك في مؤتمر لندن نحن أصرينا على وحدة كل أراضي الجنوب.. لكن كان للأخوة المصريين سياستهم فأفشلوه مثلما لكل دولة عربية سياستها ومصالحها.
- ماذا كان موقف السلاطين والأمراء من الاقتتال الأهلي بين الجبهتين القومية والتحرير؟
السلاطين كان لهم مواقف متعاطفة مع هذا الطرف او ذاك ولكن كأفراد وليس كسلطنات «هنا يتدخل الاخ محسن بن فريد كونه احد ابناء المشايخ فقال: الحقيقة ان السلاطين أصيبوا بخيبة أمل كبيرة من موقف بريطانيا ولم يكونوا على الاطلاق يتوقعون ان بريطانيا سوف تتخلى عنهم بهذه السهولة والى هذا الحد ، ولذلك فقد كان السلاطين في حيرة من أمرهم.. وعندما رأوا ان الاستقلال على الأبواب وان المركب يغرق والأمور ليست واضحة بدأ بعضهم يتصل بجبهة التحرير والبعض الآخر بالجبهة القومية على الأقل ليأمنوا ويؤمنوا مستقبلهم او مستقبل المشيخة والإمارة أو حتى يكونوا ضمن العهد الجديد.. لكن جاءت الموجة كبيرة واكتسحت كل شيء وأقصتهم خارج البلد».
- بما أن الرابطة كانت أول حزب يتأسس في الجنوب وكان ينضوي تحت لوائها العديد من قيادات الكفاح المسلح التي انشقت عنها وبما لعبته من دور في طرح قضية الجنوب على الأمم المتحدة.. ماذا كان موقف الرابطة مما يجري وهل كان لقيادتها على الأقل تواصل مع قيادات الكفاح المسلح في الجبهتين القومية والتحرير؟
لقد حاولنا في البداية ان نكون على تواصل لكن مع الأسف فالجبهتان كانتا مرتبطتين بآخرين.. جبهة التحرير وراءها مصر والجبهة القومية وراءها بريطانيا ، ولذلك فالذي حدث أننا غادرنا البلاد قبل اندلاع الأحداث بأيام قليلة لأننا أدركنا منذ وقت مبكر أن البلاد مقبلة على حرب أهلية ولا ندري على ماذا كانوا يتقاتلون ، ومن المفارقات ان بيانات الجبهة القومية كانت تذاع من راديو وتلفزيون عدن الأمر الذي يؤكد أن مصلحة ما قد جمعت بين الجيش والجبهة القومية مع بريطانيا وكان ضحية هذه المصلحة هم شباب الجبهتين القومية والتحرير الذين كانوا يقاتلون بصدق وإخلاص وربما لا يدركون ما يدور وراء الكواليس ، فدفع الكثير منهم حياتهم ثمناً لمصالح مشتركة لم يستفد منها سوى القيادات وبريطانيا .. لقد أوصلت القناعة الوطنية لهؤلاء الشباب إلى الهلاك..
- لكن ألا ترى ان هذا الموقف السلبي للرابطة اثناء الحرب الاهلية ، وكذلك من قبل السلاطين قد اعطى الفرصة للجبهة القومية بحيث تكون هي المسيطرة وتنفذ ما أرادته بريطانيا لإبقاء الصراع قائماً في المنطقة؟
هذا غير صحيح.. فالرابطة يومها لم تكن تستطيع ان تتدخل وتعمل شيء يمكن ان يساعد على حقن الدماء لأن الانجليز كانوا مستعدين ان يقاتلوا الى جانب الجبهة القومية.. بل لما وصلنا السعودية سمعنا وهو ما اشار اليه (هنفري تري فلين) المندوب السامي في عدن في كتابه ان بريطانيا وجهت انذاراً للسعودية تحذرها هنا من تقديم اية مساعدة لأية جهة بما فيها السلاطين وهددت بضربها في الطريق من قبل سلاح الجو البريطاني «يتدخل الاخ محسن بن فريد فيضيف: الى ما قاله الاستاذ عبدالرحمن الجفري قائلاً: ان بريطانيا في ذلك الوقت لم يستطع احد منا ولا غيرنا من الحكام الذين كانوا موجودين ان يمنعها على الاطلاق».
- طالما وهذه كانت قناعتكم.. لماذا بعد الاستقلال شكلتم مقاومة للنظام الجديد واعلنتم معارضتكم له حتى ظل ينعتكم بالعملاء والرجعية واستمر هذا الوصف الى ان قامت الوحدة في 22مايو 1990؟
هناك فرق بين انفتاح البلد والقوة المهيمنة.. فريقان لديهما سلاح يتصارعون به.. ماذا نقدر ان نفعل ؟.. لقد ارغمنا على المكارة مع اننا ندعوا دائماً الى الوحدة الوطنية وكنا نقول لهم: يجب ان يكون هناك تعاون بيننا وبينكم لأن اليوم فينا وغداً فيكم ولكنهم لم يستجيبوا.. بل لقد كان يأتي احدهم وهو متحمس بغير وعي، ويصيح هذا الرابطي اسحلوه.. اذاً فما قمنا به من معارضة للحكم هو دفاع عن البلد وعن انفسنا.
- لكن هناك من يقول: ان الرابطة كانت متمسكة بتسمية الجنوب العربي ويقال: ان الاستاذ عبدالرحمن الجفري عند تخرجه من الكلية الحربية بالقاهرة عام 1965م اصر على رفع علم الرابطة بدل علم الجمهورية العربية اليمنية ما تعليقك؟
تستطيع ان تسأل زملاءنا في الجيش اليمني ومنهم اللواء علي محمد صلاح نائب رئيس الاركان.. ويحيى صالح دويد انني الذي قدت السرية اليمنية عند التخرج وكان معي من الرابطة محمد سعيد باعباد رحمه الله الذي استشهد في فلسطين.. فهل معقول اقود السرية اليمنية ومعي شعار الرابطة او علم غير علم اليمن.. هذا غير صحيح ولا يقبله العقل وازيدك من الشعر بيت.. نحن من قبل 59م الذي كان العيد الاول للجمهورية العربية المتحدة ألقيت كلمة شباب اليمن في ميدان الجمهورية بالقاهرة من منصة كنا فيها مع الرئيس عبدالناصر والرئيس تيتو وباقي القيادة المصرية وعندي ما يثبت ذلك «يتدخل محسن بن فريد لمزيد من الايضاح فقال: عندما اتهمت الرابطة بالانفصالية لا لسبب الا لأنها تقود الجنوب العربي وتدعو الى التخلص من الاستعمار ثم بعد ذلك نوحد ال23 سلطنة وامارة ومشيخة كأمر منطقي.. ولا يمكن لأي عاقل ان يرى امكانية توحد الشمال والجنوب وعندنا الاستعمار و 23 كياناً.. المنطق والعقل يقولان: لابد اولاً التخلص من الاستعمار ثم ان يتوحد 23 كياناً في كيان واحد والخطوة الثالثة اذا كانت الظروف مهيأة في الشمال يمكن ان تقوم الوحدة لكن يومها كان النظام المتوكلي في الشمال وهو لا يتوافق مع النظام الجمهوري ومن الطبيعي الا تتم الوحدة.. لأنه لابد ان تكون الظروف مهيأة في الشمال والجنوب لتتم الوحدة بشكل منطقي وعقلاني واخوي.. اذاً كان هذا هو طرح الرابطة وهو طرح منطقي ووطني وما زلنا مقتنعين به الى اليوم.
لكن اذا كنا نطرح هذا التوجه فمن جاء بعدنا وكان ينكر على الجنوب ان يسمى حتى جنوب وينكر ان تقوم دولة في الجنوب هو الذي اقام الدولة في الجنوب وهو الذي رفع علمها واكثر من ذلك اقام نظاماً مختلفاً تماماً عن النظام في الشمال وهو نظام ماركسي بما معناه انه اقام انفصالاً حقيقياً ولذلك لا يمكن ان تتحقق الوحدة مع الشمال ، وفي الجنوب نظام مختلف عما هو موجود في الشمال، ولا يمكن لنظام في الشمال ان يتوحد مع نظام يعتنق النظرية الماركسية اذاً من الذي اقام دولة الجنوب هل نحن الرابطيون الانفصاليون ام الوحدويون»!!.
- هناك من يبرر اقامة الدولة في الجنوب عقب انتزاع الاستقلال بحصار صنعاء التي كانت مطوقة وكان يخشى من سقوطها في ايدي اعداء الثورة.. فقامت الدولة في الجنوب لتشكل خط رجعة ونقطة انطلاق للدفاع عن صنعاء في حالة سقوطها؟
اذا سلمنا بهذا المبرر مع ان صنعاء لم تسقط في ايدي الملكيين.. لكن لماذا لم يتوحدوا بعد انتصار الجمهورية العربية اليمنية ، وقد جاء في ميثاق الجبهة القومية ان اقامة دولة في الجنوب هو خيانة عظمى ومع ذلك اقاموا الدولة التي يحرمها الميثاق ، اذا ارادوا ان يكونوا رديفاً للجمهورية العربية اليمنية، فقد ثبتت الدولة بعد الاستقلال وكان يجب ان تتحقق الوحدة على الاقل بعد خمس سنوات وليس بعد ثلاث وعشرين سنة وستة اشهر «محسن بن فريد يتدخل: بدل الوحدة خلال هذه الفترة خاضوا حربين مع الشمال وهل من يحرص على وحدة اليمن يدخل في مثل هذه الحروب.. ان قضية الوحدة هذه فيها مزايدة كبيرة اكثر مما فيها صدق مع النفس ومع واقع الامور».
- لماذا ظلوا على مدى عشرين عاماً يتهمونكم بالعمالة والرجعية؟
لسنا -لوحدنا- المتهمين.. فقد كانوا يتهمون الشمال بالرجعية مع ان ثورة 26سبتمبر هي التي ساعدتهم وشكلت لهم خلفية نضالية تحميهم لكنهم انقلبوا عليها واتهموا النظام الثوري في صنعاء بأنه رجعي ، اما بالنسبة لنا فقد كنا وسط الظروف الصعبة، حتى من قبل قيام ثورة 26سبتمبر وقاومنا سلمياً في الظرف الصعب.. اما هؤلاء الذين يتهمونا فقد جاءوا وكل شيء مهيأ لهم من قبل الشمال و الاخوة المصريون ووفروا لهم السلاح وجيروا نضال غيرهم لحسابهم.
- لماذا تعاونتم معهم في صيف 94م ايام حرب الانفصال وهم يشكلون بالنسبة لكم في الرابطة اعداء؟
لا نعتبر ما كان بيننا وبينهم عداوة وانما خصومة سياسية وهذا ينطبق على الشمال عندما كانوا يقاتلونه في حربين ومع ذلك عندما تمت الوحدة لم يقبل الشمال من الجنوب الا هم .. اما نحن فلم نتحارب معهم.. فهل يعني هذا ان التعامل معهم حراماً علينا وحلالاً لغيرنا .. صحيح انهم اخذوا ممتلكاتنا وخوّنونا.. لكن بعد ان تحققت الوحدة تم القبول بتحزيب الوحدة ،و اصبح يتقاسمها حزبان، وكان هناك رفض لمشاركة اي جانب آخر فيها الا بعض اللاجئين الذين كانوا في صنعاء.
- لكن هناك من يقول: ان عبدالرحمن الجفري كان يهدف من وراء تعاونه مع من اعلنوا الحرب على الوحدة اضعاف الحزب الاشتراكي كرد فعل انتقامي ولكن عن طريق السياسة؟
لا تعطوني اكثر من حجمي ولا قدري.. وانا اقولها بأمانة ان تعاوننا معهم في صيف 1994م كان الغرض منه ، - وهذا مكتوب - وسأروي لك بأمانة ما سبق وقلته ل«الوسط» في اول اسبوع شاركت فيه.
- ماذا قلت:
قلت نحن لا ننفصل عن الوطن ونحن نريد ان نضع اسساً لوحدة تستمر.. هذا الكلام بالحرف قلته لمجلة «الوسط» التي تصدر في لندن في آخر اسبوع من شهر مايو عام 1994م ، وكان العنوان نحن ننفصل عن النظام وليس عن الوطن
- بعد قيام الوحدة اليمنية غيرتم اسم الرابطة من ابناء الجنوب العربي الى ابناء اليمن لماذا؟
السبب واضح وبسيط وهو يتعلق بمعرفة حجمنا.. فعندما كان هناك كيانين شطر شمالي وشطر جنوبي كان نشاطنا مهتم بجهة واحدة لكن عندما اصبح الكيان موحداً واصبحت له دولة واحدة ففي هذه الحالة كان يجب ان يكون نشاطنا وعملنا في الكيان ككل وكان لابد من ان يعكس حزبنا المجال الجغرافي لليمن بالكامل.
- الرابطة منذ تأسيسها رفعت شعارات واهدافاً كثيرة ما الذي تحقق منها؟
لاشك ان معظم اهداف الرابطة قد تحققت على ارض الواقع واعتقد ان اكبر الاهداف التي تهمنا في الرابطة هي استمرار الوحدة لان اي تمزق قادم لن يكون في صالح احد ولذلك فنحن نعمل على منع اي احتقانات داخلية خاصة في ظل مشاكلنا الاقتصادية والفقر والبطالة والمرض ففي ظل هذه الظروف يجب على كل مواطن يمني في اي منطقة من اليمن ان يشعر بانه شريك او مشارك في عملية منع اية احتقانات او مشاكل بعيداً عن منطق القوة ونريد ان نبحث عن اسس للتآخي وزرع المودة بين الناس وتقريب القلوب من بعضها لان هناك شيئاً من التنافر ولا نريد لحياة التنافر ان تستمر.
نحن لا ندعي شيئاً احسن او افضل من الاخرين فنحن مثلهم سواسية وربما اسوأ منهم لكن عمرنا ما تعاملنا بسوء نية مع احد ولا تعاملنا بتميز مع احد ولذلك نحن نحرص على ان يكون اعضاء الرابطة من مختلف مناطق اليمن ورئيس تحرير الصحيفة الناطقة باسم الرابطة هو من شمال اليمن من الاخ محمد جسار بل هو رئيس تحريرها منذ تأسيسها والشيخ علي بن علي السدح من نهم كان القائم باعمال الامين العام طوال هذه السنوات.. والتحدي الحقيقي امامنا كيمنيين سواء أكان حول اهدافنا كحزب او اهدافنا كشعب يمني هو كيف نبني الدولة اليمنية القوية التي يشعر المواطن اليمني في ظلها انه يعيش آمناً وحقوقه مؤمنه ومصانة ومتساوية.
وبحيث نفخر بهذه الدولة كما يفخر بها اي مواطن عربي اخر، الحمد لله الوحدة اليمنية قائمة وثابتة لكن كيف يمكن ان نعطيها معناها ومدلولها الحقيقي والانسان اليمني هو انسان قوي ولكنه يتطلع الى انتعاش اقتصادي وبحيث يشعر هذا المواطن ان الوحدة قد جاءت له بالخير.. والوحدة هي هدف اساسي وليست غاية.
- ما كتب حتى اليوم عن نضالات الشعب اليمني سواءً في الجنوب سابقاً او الشمال اين تضعونه .. وهل كلما كتب يعبر عن الحقيقة؟
كتابة التاريخ امانة لانه يقتضي من كاتبه البحث عن الحقيقة والتدقيق فيها بحيث يكون منصفا في نقلها وان يكون ايضا محايدا ومحترفا ومثل هذه الصفات لا اعتقد انها تتوفر كاملة فيمن يسمون انفسهم اليوم مؤرخين لان ما نقرأه لهم نجد فيه انحيازاً كاملاً «يتدخل الاخ محسن بن فريد فقال: مع الاسف ان كتابة التاريخ اليوم تتم بشكل غير محايد حيث يقوم طرف واحد يكتب ويتصرف وكانه يملك الحقيقة وهذ خطأ لان الحقيقة لا توجد عند طرف بعينه وانما هي توجد عند كل الاطراف فكل طرف يملك جزءاً منها ولا تكتمل إلا بمشاركة الاطراف جميعاً ومن الاهمية ان ينظر لكل الامور من مختلف الزوايا اما ان يقوم شخص او حزب بتسجيل تاريخ اليمن الحديث ففي هذا غبن وظلم.. ان الاقدر على تسجيل تاريخ اليمن الحديث هو المؤرخ المحايد الذي لا يهمه شيء غير البحث عن الحقيقة ونقلها كما هي دون تحيز وينظر الى الامور نظرة موضوعية».
يواصل الاستاذ عبدالرحمن الجفري فيقول نحن في الرابطة لدينا وثائق ومستعدين ان نسلم جميع وثائقنا بما فيها الوثائق عندما كنا في الخارج لانه لا يوجد لدينا شيء نخفيه او نخجل منه.
- محسن بن فريد يضيف: ارى انه بعد مضي اكثر من اربعة عقود على قيام الثورة يجب ان نتوقف عن اطلاق الاتهامات ضد من نختلف معهم سواء أكانوا سلاطين او بيت حميد الدين او سياسين.. لماذا لا نترك القضية بالكامل للمؤرخين ليتناولوها بخيرها وشرها دون مبالغة او تجنٍ ويعطوا كل ذي حق حقه من حسنات وسيئات نحن الآن نعيش مرحلة يجب ان نركز فيها على بناء الدولة والوثائق كفيلة بكشف الحقائق وكشف كل الملابسات.
- ما اهم الوسائل التي ستساعد المؤرخين على نقل الحقيقة بحياد تام ودون تحيز؟
الاحياء من الذين عاصروا الاحداث يمكن الرجوع اليهم من قبل المهتمين بكتابة التاريخ للتحدث عن الوقائع والاحداث التي مرت بها اليمن وكذلك البحث عن الوثائق الموجودة لدى الهيئات الحزبية كما هي .. ايضاً هناك وثائق اخرى في الامم المتحدة ليس من الصعب الحصول عليها وهناك وثائق لدى الاخوة المصريين وكذلك لدى البريطانيين ........ وعندما يتم جمعها كلها ووضعها امام المؤرخين المحايدين فاننا نستطيع من خلالها قراءة التاريخ الحقيقي لليمن الحديث ونحن مستعدون في الرابطة ان نسهم بما لدينا من وثائق ويعلم الله اننا ادينا دوراً كغيرنا لكن ما نستطيع ان نؤكد عليه اننا كنا صادقين وقد تحرينا في حركتنا وفي اقوالنا وافعالنا وواجبنا البحث عما يقرب الوئام بين الجميع ونحن جئنا في هذه المرحلة اثناء الحملة الانتخابية ورهاننا على شيئين الاول ان نكون صادقين فيما نطرحه مع الجميع وبنية صادقة دون ان نجرح احد والشيء الثاني هو اننا نراهن على الاخ الرئيس علي عبدالله صالح وهذا ليس تزلفاً او مجاملة له بل مازال بيننا خلافات لكنه بصراحة رجل المرحلة.
- حول ماذا هذه الخلافات؟
لدينا مشروع سياسي والرئيس لديه برنامج لكن هناك نقاط في مشروعنا لم يتضمنها برنامج الاخ الرئيس ولذلك فان كثيراً من النقاط مازلنا مختلفين حولها وهناك اتفاق على التحاور وصولاً الى قواسم مشتركة لانه من الحكمة خاصة في السياسة لا يجب العمل على تصعيد الخلاف بقدر ما يجب التفاهم حوله وتضييق فجوته « يتدخل محسن بن فريد مضيفاً الحقيقة ان الرهان على الاخ الرئيس لانه يمتلك مفاتيح البلد ولديه المقدرة اكثر من اي شخص في اليمن اليوم ان يسير في الاتجاه الذي يحفظ مسار البلد ويوفر الوقت علينا ويحقق انجازات حقيقية يستفيد منها كل المواطنين.. فالرئيس علي عبدالله صالح هو الشخص القادر على ذلك سواء اتفقنا حوله او اختلفنا ولهذا عندما اتخذت الرابطة هذا الموقف ويمكن انه فاجأ الكثيرين هو حقيقة يتسق مع موقفنا العقلاني لان الرابطة دائماً تتهم لاسباب كثيرة ومع ذلك فنحن نحرص على تحكيم المنطق والواقع ولا يهمنا ما يقال عنا طالما ونحن نسير في الطريق السليم فعندما نظرنا للامور اثناء الحملة الانتخابية وتواصلنا مع الاخ الرئيس حسبناها فيما بيننا كقيادات في الداخل والخارج بمنطق وبعقل لمصلحة اليمن وتساءلنا عمن هو الاقدر لقيادة البلد الى طريق الخير فوجدنا ان الاخ الرئيس فعلاً بيده المفاتيح اذا عين واذا قرر ان ينهي حياته السياسية في السلطة واصبح حقيقة في تاريخ اليمن فإنه سيظل القادر والاقدر على ان يقود المركب الى بر الامان ولهذا قررنا ان نقف علنا وعلى رؤوس الاشهاد الى جانبه ويمكن ليس سراً اذا قلت: ان الرئيس قال لنا اهلاً وسهلاً بكم وعلى الرحب والسعة وتعالوا الينا يوم 22سبتمبر الى دار الرئاسة ان انا فزت في الانتخابات وان لم افز في الانتخابات فهذا امر آخر فشكرناه على هذه الروح وقلنا اننا سناتي اليك لنعينك ونعلن رأينا في بلادنا فلن نقول شيء في السر ثم في العلن نقول شيء آخر.. نريد ان نعلن هذا الموقف على رؤوس الاشهاد ونعينك بما نقدر عليه ولهذا اتينا ونحن مقتنعين واليوم لدينا امل كبير ان بلادنا فعلاً.. نقف على اعتاب مرحلة جديدة.
- هل معنى ذلك وقياساً على ما كان يحدث في السابق سواء في الشمال او الجنوب ان الرئيس علي عبدالله صالح هو الذي استطاع بحكمته وتسامحه ان يتعامل مع الجميع دون تفرقه؟
بعض المتشائمين يحاولون انكار الحقائق من خلال تشكيكهم وترديد نغمتهم المعروفة ان الرئيس لم يعمل شيئاً ويتناسون الظروف التي كان يمر بها الوطن هل مر برخاء او مر بشدة هم لا يفكرون في ذلك ولا يقارنون احوال اليمن في السابق بما هي عليه اليوم.. الاخ الرئيس علي عبدالله صالح سيقضي اخر فترة رئاسية له واخر عمل سياسي في السلطة ونحن نعتقد انه سيكون انفع لليمن وهو خارج السلطة لان الذي سياتي بعد علي عبدالله صالح سيدرك ان اليمن محتاج لعلي عبدالله صالح وهو خارج السلطة يمكن ان ينفع اكثر لانه سيكون متحرر، من قيود السلطة ومن توازنات السلطة وحساباتها وسيقوم بدور داخلياً وخارجياً، علي عبدالله صالح لا يستطيع ترك السياسة ليس لانه طامع فيها وانما هو يستطيع ان يقوم بدور لان عنده طاقة وعنده حركة وهذه هي تركيبته اذاً من هذا المنطلق فان الاخ الرئيس سيختتم حياته السياسية في السلطة ببصمة تدخله التاريخ وايضا يمهد لدور حقيقي ومن هنا نحن نراهن عليه الى جانب انه انسان ذكي ويمتلك معرفة وخبرة قل ان نجدها في غيره كما انه يحاول وينجح كما يتمتع بذاكرة قوية وانسان فيه هذه الصفات فإن المراهنة عليه هي السبيل الأسلم لاخراج اليمن الى واقع افضل ونحن في الرابطة منذ البداية وعندما كنا في الخارج من زمان لكن ربما ان الناس لا يقرأون كنا نقول اذا علي عبدالله صالح سيقود عملية اصلاحات نحن معه وقلنا هذا في بياناتنا وفي مجالسنا، واخيراً قلناه في مشروعنا السياسي الضخم والكبير للاصلاحات الشاملة وفي اخر صفحتين منه وقلنا اذا غادر السلطة فهذا شيء عظيم منه وذا كانت هناك ظروف فرضت بقاءه في السلطة وسينجز الاصلاحات الشاملة فنحن معه وقلت هذا ايضاً في بلاغ ميونخ وفي الكثير من المقابلات الصحفية.
وقرارنا المجيء لنعلن تأييدنا لترشيحه في الانتخابات.. كان هذا هو قرارنا طوال السنوات الماضية وكنا نقول اذا الرئيس سيقود عملية اصلاحات نحن معه وفي كلمته في مهرجان عدن تحدث عن الاصلاحات الشاملة سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية وتطرق الى معالجة جميع الاختلالات التي رافقت بناء دولة الوحدة.. ماذا نريد اكثر من هذا؟
- هل تعتقد ان فخامة الرئيس قد استطاع ان يضع حداً للصراعات السياسية من خلال ارسائه لمبدأ التداول السلمي للسلطة؟
الصراعات لا تنتهي بسهولة خاصة اذا ما نظرنا اليها من زوايا مختلفة.. هناك صراعات سياسية واخرى اجتماعية.. اما اذا كنت تقصد الصراعات على السلطة ، فاعتقد انه قد قطع نصف الطريق وارسى مبدأ لا يأتي الحاكم الا عن طريق الانتخابات.
«يضيف الاخ محسن بن فريد: لا اعتقد انه يوجد أحد الآن يتجرأ ويركب دبابة او يأتي بحل عسكري».
يواصل عبدالرحمن الجفري: لابد ان ننتهي من عملية الاصلاحات الشاملة لتكون صمام الامان لأي خروج عن مبدأ التداول السلمي للسلطة.. لكن ما تم لا يمنع امكانيته من قبل المجانين تحت اي مبرر.. ولا يمنع اي خروج عن هذا المبدأ واي خروج عن الوحدة.
ولذلك فإن ارساء عملية الاصلاحات هي التي ستحل جميع المشاكل
- بعد عودتكم الى اليمن هل هناك توجه لديكم لتقوية حزب الرابطة والتغلب على الانشقاقات التي حدثت فيه وانتم في الخارج؟
لا توجد انشقاقات في حزب الرابطة
- وعوض البترة ومجموعته ألم يكونوا محسوبين على الرابطة؟
عوض البترة سبق ان فصل من الرابطة ونحن لازلنا موجودين في اليمن، وبعد ثمانية اشهر من فصله.. الاخوان في السلطة انشأوا له حزباً.. «عوض» رجل طيب وليس سيئاً لكن الظروف هي التي اجبرته على هذا العمل، ولو دعوا اليوم الاحزاب كلها للتحاور وجاء معهم عوض البترة كحزب لن نعترض.. ومادام قد خرج من الرابطة وكون له حزباً فهذا شيء لا يعنينا حتى لو كون عشرة احزاب «تدخل محسن بن فريد فقال: الاخ عوض طلب ان يعود الى الرابطة قبل ثلاث او اربع سنوات عندما جاء الى جدة وقلنا له على الرحب والسعة لكن لابد اولاً من امرين يجب ان تنفذهما لأول ان تلغي الكيان الذي تقول انك ترأسه لأنه ليس من المنطق ان تدخل في حزب وانت في حزب آخر.. الامر الثاني ان تقدم طلباً تظهر رغبتك بالعودة.. وعندها سيكون لكل حادث حديث.. ونحن نحمل له الود الكثير وليس بيننا وبينه أية ضغينة، اما الضعف في حزب الرابطة فهو ضعف منطقي حل بها نتيجة 12 عاماً من المتاعب .. لكن الآن سوف نشرع بإعادة تقييم المرحلة الماضية ونشمر عن سواعدنا بحيث نكون قوة حقيقية تساهم في بناء اليمن «يضيف عبدالرحمن الجفري: نحن لما وضعنا مشروع الاصلاحات السياسية الشاملة لم نتحدث عن اصلاحات السلطة ولم نقل ان فيه اختلالات فقط في السلطة وانما قلنا ان الاختلالات موجودة في المنظومة السياسية كلها بما فيها المعارضة ونحن منها.. الاختلالات في المنظومتين وفي حزبنا وقد شرحنا اسبابها وطرحنا المعالجات لها.. اذاً المطلوب منا ان نكون صادقين مع انفسنا والشيء الذي قلناه ان الاختلالات عندنا سنحاول بقدر الامكان اصلاحها وهذا ما نسعى اليه ،ونحن جادون بإذن الله والاسباب هي اسباب ذاتية وعندنا اختلالات لأسباب موضوعية.
- ماذا عن القيادات التي ماتزال موجودة في الخارج؟
نعم لا تزال هناك قيادات من الرابطة موجودة في الخارج لم تتمكن من العودة معنا لأن موضوع رجوعنا تم على عجل والقيادات موجودة في اكثر من دولة ، فهناك من هو في امريكا والبعض في كندا والذي في بريطانيا منهم قيادات ومنهم اعضاء في الرابطة وقيادات اساسية ربما تفوقنا وكوادر في السعودية والامارات وفي سوريا وفي مصر هؤلاء كلهم.. نحن سنعمل على عودتهم الى الوطن واما الاخوان الآخرين في الاحزاب الاخرى نحن والحمد لله على علاقة طيبة معهم فلم نسيء الى آحد، وكان أملنا ان يكون رجوعنا موحداً لكن الوقت كان سريعاً وقد تواصلنا مع الاساسيين منهم وابلغناهم اننا راجعون بعد اتصال الرئيس.. وللعلم اننا لسنا من الاقصائيين فلا نقصي احداً لو اختلفنا معهم في الرأي.
«يتدخل الاخ محسن بن فريد: لا ينبغي ان يكون احد خارج اليمن».
يواصل عبدالرحمن الجفري.. بالتأكيد سيكون فيه خلافات لكن هذه الخلافات لا يجب ان تتحول الى عداوة او خصومة لأننا نحاول ان نجد مجالاً للتعاون فيما هو مشترك.. ايضاً نحن نعتقد ان الذي يسهم في قضية بلاده لا يحمل الثقل لوحده ، اما الانسان ضيق الافق فيقول: سأحمله لوحدوي.. ربما قد يستطيع يحمله في اول يوم لكنه لا يستطيع ان يواصل ، وهذا سبب دمار بلادنا ..نحن نريد نتشارك جميعاً في حمل الثقل مع بعض واذا ما حملناه جميعاً فسيخف علينا كلنا،و عندما اذهب الى عند الاخ الرئيس واجد عنده خليطاً من كل الاحزاب افرح كثيراً واسعد بذلك لأن كلهم يتعاونون لتوضيح الصورة له او في اي مجال لما اراهم مع بعض افرح لأنهم يبلورون رؤيا اكثر صحة.
- هل تواصلتم مع قيادات احزاب المشترك؟
دعينا ا لى منتدى اقامة الاخ علي سيف حسن وناقشنا مع الذين حضروا مستقبل اليمن بعد الانتخابات ، وكانت جلسة طيبة ،و لدينا دعوة اخرى من قبل المشترك وسنحضر اي تجمع يتم دعوتنا اليه.
- ما هي رؤيتكم للانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت مؤخراً وكيف تقيمونها؟
لاخلاف ان الانتخابات الاخيرة هي افضل انتخابات تمت في اليمن ولا يوجد عاقل يتوقع ان لا تكون هناك خروقات خاصة ان الآليات هي نفسها التي تمت في الانتخابات الماضية لكن الذي تغير هو التوجه.. فالسلبيات التي ترافق الآليات تبقى طالما بقينا على نفس الطريقة.. لكن الذي حد من هذه السلبيات مع بقاء الآليات نفسها هو وجود توجه جديد عند السلطة والمعارضة ولا نستطيع ان نرتقي بها في يوم واحد.
«يضيف الاخ محسن بن فريد: الانتخابات هي عملية تراكمية وفي كل مرحلة نتعلم ونستفيد من اخطاء الماضي.. والتجارب الاخرى التي سبقنا بها العالم ما وصلوا الى ما وصلوا اليه في سنة انما بعد سنوات وسنوات ونحن في اليمن نمر بتجربة جديدة وكل عملية انتخابية سوف نستفيد فيها من اخطاء الماضي، و نقول دائماً : ان هذه العملية هي عملية تراكمية بالفعل نستفيد من كل تجربة ومع مضي الزمن بالتأكيد ستنضج التجربة وستكون في وضع افضل.
يواصل عبدالرحمن الجفري: ولو تمت هذه الانتخابات بعد اصلاحات شاملة لكانت مثالية ومع ذلك الحمد لله تمت بسلام على خلاف ما كان يتوقعه المتشائمون والجميع مقتنع بأن نتائجها لا يمكن ان تخرج عن فوز علي عبدالله صالح ، فلم اسمع احداً حتى من المشترك يقول انه كان يتوقع ان علي عبدالله صالح سيخسر الانتخابات.. بل بالعكس الكل كان يتوقع فوز الرئيس علي عبدالله صالح ، والخلاف فقط كان في النسبة.. وانا كحزب معارض اعتقد ان النسبة كلما قلت تكون حافزاً لي اكثر لأنني لا أركن ، فأبحث عن السلبيات حتى اصححها لكن عندما تكون النسبة كبيرة فإنني اركن ، وأهدأ وأنام.. الشيء الآخر ان اجواء الانتخابات الحادة لم نستطع تجاوزها لماذا هذه الحدة والصياح على ما لا طائل منه وماذا سيستفيد الواحد من استمرار هذه الاجواء.. النتائج اعلنت وتم الاعتراف بها سواءً أكان اعتراف واقعي او اعتراف امر واقع او غيره.. ممثلو المشترك في اللجنة العليا للانتخابات ذهبوا وهنأوا الاخ الرئيس بالفوز واصبحت العملية منتهية.. لكن لأن الانتخابات هذه المرة كانت ساخنة فلم يتعود الناس على مثلها من قبل.. ولا يسعنا في هذه المناسبة الا ان نهنئ شعبنا اليمني شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً ووسطاً بمناسبة احتفالاته بأعياده الوطنية التي نقلته من التخلف الى واقع افضل ، ونرجو ان يوفقنا الله ويوفق الاخ الرئيس لقيادة بلادنا الى بر الامان والى تجاوز أية سلبيات حدثت او قد تحدث والى انجاز عمله في الاصلاحات الشاملة والحقيقية والاهم ان يكون هناك حكم محلي كامل الصلاحيات لأن هذا سيوفر على الدولة الكثير من المشاكل والاعباء ، وسيعفي الدولة من التدخل في الامور والقضايا الصغيرة في الإطار المحلي سواءً في المحافظات او المديريات.
«يضيف محسن بن فريد: نحن سعداء جداً في بلادنا وآمالنا كبيرة ولدينا ثقة في المستقبل ونبارك لشعبنا بمناسبة شهر رمضان الكريم وبمناسبة احتفالاته بأعياده الوطنية وان شاء الله ان المستقبل سيكون أفضل».
كلمة اخيرة يود ان يقولها الاستاذ عبدالرحمن الجفري في ختام هذا الحوار؟
في ختام هذا الحوار اتوجه بهذه الرسالة لفخامة الرئيس فأقول: سر على بركة الله أيها الاخ الرئيس وثق أننا وكل الخيرين سنكون معك وأي تردد ليس في صالح البلد.. ونحن سلمناك أمانة ولم نسلمك إياها الا وأنت قادر على أدائها بإذن الله.. فقط قرر والشعب ستجده دائماً إلى جانبك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.