العقلاء والواعون في الشأن السياسي وليس البسطاء ممن يوجههم الجهلة وأصحاب المصالح العائلية والقبلية والمناطقية من الشعب اليمني مؤمنون بضرورة الحفاظ على كيان البلد موحد غير مفتت ، والمنطق والمصلحة الوطنية والسياسية والأمنية والاقتصادية ( وهما العصب هنا ) ومستقبل الأجيال لن تستوي وتستقر الا بالحفاظ على هذا الكيان موحد ، أي كانت المشاكل التي تواجهها البلد حاليا ، فهي أهون وأبسط كثيرا جدا مما ستواجهه البلد والمنطقة التي تجاورها من كوارث في حال لا سمح الله تم تفتيت البلد وتجزئته بأية عدد من الأجزاء والأشطر ، المجتمع الإقليمي والعربي والدولي ودول الجوار والمنطقة يعون تماما أن مصلحة الجميع بما فيه مصلحتهم كدول جوار ستتضرر قطعا بأي كارثة تحل باليمن حال تَجَزُئِهِ، لذا فهم أول من صرح وباستمرار وبعدة مؤتمرات منذ زمن وحتى اليوم على ضرورة الحفاظ على كيان اليمن موحد ، الجامعة العربية وبلسان كل العرب وممثليهم وحتى ايران التي لها علاقه ومصالح جغرافية وأمنيه واستراتيجية أكدت على ضرورة الحفاظ على ذلك ، الأممالمتحدة ومجلس الأمن بدولة متعددة المصالح وباختلافاتهم عَرّفَ وأَكّدَ ودون تحفظ على أهمية الحفاظ على كيان البلد اليمني موحد حفاظا على أمن البلد والمنطقة والعالم . كل تلك التصريحات والندوات والمؤتمرات والبيانات والاستنتاجات والبلاغات والنتائج المتعددة من هنا وهناك أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن مصلحة الجميع في الحفاظ على كيان البلد الواحد ، وحل أي اشكال بالحوار وليس بالتقسيم الذي ينشر مجموعة مؤيدوه وبصلافة وتعنت أحمق صور شتى من مشاعر الكراهية والفتن اليوم، هذا وهم لم يخطو ربع خطوة بعد نحو حلمهم الأسود المدمر ليس لليمن فقط بل للمنطقة، هؤلاء لم أستطع وصفهم أو تشريح نفسيتهم وتفكيرهم الذي يَتّبِعَ مصالحهم المريضة الا بوصف أنهم حمقى لأنهم يخالفون كل تلك المُسَلَمَاَت التي يجب أن يعوها ويعرفوا أن ادارة دولة وكيان وحل مشاكلها لا يعتمد مطلقا على الهوى والتشفي والانتقام . هنا تذكرت أنا مقولة المتنبي الشهيرة ( لكل داء دواء يُسّتَطَبُ به إلا الحماقة أعيت من يداويها ) لدينا من الشعب اليمني من تجاوزوا الحمقى في تفكيرهم واصرارهم على صناعة الكذب واللهث خلفه وتصديقه ، ضاربين عرض الحائط كل ما ذكرته في بداية مقالي ، وغير واعين أو مدركين أنهم يسيرون عكس منطق كل العالم ومصلحة الوطن وأجيالهم القادمة. أعرف وأنا أكتب هذا المقال أن هناك بالفعل مجموعة لن يعجبهم رأيي ولم يعجبهم من قبل ، ولا أعير لهم اهتمام مطلقا مهما شطحوا وقفزوا على اللغة وآداب الكلام واستعملوا كل أشكال السباب والشتم فهذا يزيدني ثقة بصواب رؤيتي ومبدأي ، فهؤلاء لو سُلِمَتْ البلد اليهم لصنعوا كوارث بكل مناطق وعقول من يعارضهم لم يرى مثلها التاريخ ، ولنا تجارب معهم آخرها في يناير 1986، حيث القلوب السوداء المتحجرة والتي تكره السلم والأمن والوحدة والاستقرار عنادا في فئات وجهات معينة وركضا خلف وهم وصنم صنعوه بأيديهم اذا صح التعبير. هؤلاء النفر يحملون حقدا ليس له قرار ونهاية أو مقياس ، على كل من يختلف معهم ويحمل رؤيه مناهضه لهم ولأحلامهم السوداوية ، هؤلاء البشر ببساطة يظنون بتفكيرهم السطحي هذا وزحفهم على وسائل التواصل الاجتماعي والأنترنت (( وتلك أقصى خبراتهم والحمد لله )) أن مصير البلاد يتوقف على مظاهره أو رفع علم وانزال علم ورفع صوره وانزال صوره قد قربهم الى تحقيق ما صنعوه من كذب وتزوير على شبابنا وأطفالنا وطلاب المدارس . حقيقة أحمد الله أن هناك من سياسيينا في جنوب الوطن لا يسيرون خلف صناع الغبار هؤلاء ، ولا يتأثرون بنزواتهم لأنهم يعون أن السير خلف هؤلاء كارثة على الوطن والمنطقة والأجيال القادمة لسنوات وسنوات ، لذلك من هنا أدرك العالم الخارجي مالم يدركه البسطاء من كثير من الناس فالسياسة وحكم الدول ليست زوامل وأشعار وجمل ثورية وعنترة ، بل هي حكمة وحنكة وتخطيط ومصالح قبل كل ما ذكرت . وأحمد الله أن هناك من لازال يعي ويعرف ويؤمن أن السير خلف مروجي المشاريع الصغيرة تلك سيذهب بالبلاد والعباد الى خبر كان . تلك الفئات التي ابتلينا بها منذ 1967 وتسلطوا على حكم البلد وتقلباته حيث قدموا من مناطق جبليه تحمل عقول جامدة لا تؤمن الا بالعنف والدم والدمار ، همهم تحقيق مبتغاهم الشخصي والمناطقي انتقاما من آخرين وكرها لآخرين تشفيا لأنفس مريضة لا تعرف الحب والسلم والمساواة لجميع البشر ، وان هم زعموا أنهم صانعوه فالتاريخ يكشفهم هنا ولا يرحمهم فهم أنفسهم بأسمائهم ومناطقهم صنعوا كل كوارثنا عشقا للسلطة . هؤلاء الجهلة وان حمل بعضهم شهادات ألا أنه يحمل فكرا انفصاليا مريضا وتفكيرا إقصائيا لم ننساه بعد ، هؤلاء يخالفون بمنطقهم وعقليتهم وتفكيرهم كل مصالح الشعب والوطن والمستقبل ودول الجوار ومصالحها والتاريخ والعالم أجمع ، بشتى قراراته وبلاغاته ومؤتمراته وبكل صلافة وحماقة ، لم يستطع هؤلاء ولن يستطيعوا ما داموا مصرين على تبني التعنت في فهم الوضع السياسي المحلي والإقليمي والدولي ، وهنا هم أشبه بالنعامة التي تغمس رأسها في الرمل هروبا من مواجهة الحقيقة والبحث عن حلول ليس بالضرورة أن يكون حلها فقط عبر تعنتهم وتمسكهم بحماقتهم ورفضهم لكل ما يقوله العالم من ضرورة الحفاظ على كيان اليمن دوله موحده وحل كل المشاكل بطرق حضارية تراعي مصالح الجميع .