الأحداث في اليمن تتطور بسرعة خصوصا بعد عاصفة الحزم التي أطلقتها دول التحالف بقيادة السعودية. هذه العاصفة التي أستبشر بها أغلبية الشعب اليمني في وهلتها الأولى ؛ لكونها أنقذتهم من عصابة مسلحة تفتقد لأدنى الأخلاق والقيم الإنسانية. ورافق هذه العاصفة إعلام مخطط ومنظم استطاعت من خلاله المملكة العربية السعودية السيطرة على الرأي العام العربي والإقليمي والدولي ؛وبهذا تكون قد حسمت الأمر لصالحها قبل العدو الماكر للشرق الأوسط والدول العربية الخليجية بالتحديد "إيران" التي تنشغل حاليا بمشروعها النووي مع الدول العظمى . أن الذي لا ينكره أحد أن عاصفة الحزم تستهدف حلفاء إيران في اليمن "الحوثيين" الذين وجدوا طريق سهلة سيطروا على كل مفاصل الدولة ,وذلك بفضل الرئيس السابق الذي أزاحته الثورة الشبابية لعام 2011م لكنه ضل متشبثا بالمؤسسة العسكرية التي صنعها طيلة فترة حكمه لتكون له ولحفيدة المدلل" احمد علي صالح" الذي أخذ زمام القيادة للحرس الجمهوري؛ هذه الأسباب مهدت الطريق الصعبة ل"انصار الله" النسخة المطابقة لحزب الله في لبنان فجعلتهم يسقطون المحافظات تلو المحافظات حتى اسقطوا العاصمة بأكملها واحصروا رئيس الدولة ووزراء حكومة الكفاءات . هذا ما حدث في الإطار العام للأحداث المتسارعة في اليمن ليظهر العلاقة الوطيدة التي تجمع الحوثين وصالح في كل المشاكل والحروب التي تشهدها اليمن. أن عاصفة الحزم عند قيامها المفاجئ ساهمت في قلب الأوضاع في اليمن ؛فبعد اليأس الذي أصاب الثوار والقبائل المناهضة لتوجدهم الشيعي وهادي الذي خرج متخفي إلى عدن ؛عملت على انبثاق الأمل من جديد في إمكانية القضاء على القوة الطاغية التي يقودها سفاحون مستبدون الأول سيد والثاني صالح. الشعب اليمني بدأ بعد قيام ثورة فبراير معرفة هؤلاء الأثنين ومصائبهم التي تسببوها لليمن واخرها قيام عاصفة الحزم؛ ليس هناك متسع للحديث عن الدهاء والمكر الذي يستخدمه صالح والسيد عبدالملك الحوثي في استعطاف قدرات الشعب وجعلوهم منقادين لكل ما يصدر عنهم. ومع هذا فأن دخول الحوثين في حرب مع السلفين في بادئ الامر ؛نبه اخيرا صالح ليكون داعم من خلف الستار بشرط القضاء على أعدائه من اللقاء المشترك الذي انضموا لثورة 11 فبراير ؛ وبالفعل كان له ما طلب؛ فقضى على القاعدة العسكرية التي توليهم بقياد الجنرال علي محسن والعميد القشيبي الذي قتل في عمران. الحوثين عندئذ كانوا مطيعين مخضعين لصالح حتى اوصلهم القصر الرئاسي ؛ومن ثم ملاحقة هادي إلى عدن تحت شعارات محاربة التكفيرين والدوعش . طبعا فاللقاء المشترك بعد هروب قيادته العسكرية ايقن أن الاستمرار في هذه الحرب ستهلكه؛ فضل يناور من خلال وسائل الإعلام التي يحتل مقراتها الحوثين الأن. الملخص من هذا كله أن صالح والحوثي اعدوا مطبخ إعلامي ليكون دوره الرئيسي التحكم في الرأي العام للشعب اليمني ويعزله تماما عن الأحداث الذي ترتكب ،وكذلك السيطرة عليه متى احتاجوا لدعم شعبي يعينهم في تحقيق اهدافهم الطائفية والسياسية. هذا المطبخ الإعلامي بدأ الأن عمله في نبش القضايا المناطقية والمذهبية عند الشعب اليمني بهدف مواجهة العدوان السعودي الأمريكي ,والتدليل على ذلك بأقوال وشعارات شعبية متداولة بين الشعب اليمني؛ تكرس الشرخ الاجتماعي وتزرع الحقد والضغائن للشعب السعودي ،ومن هذه ندلل بتلك الوصية التي سمعتها من عضو المكتب السياسي للحوثين محمد البخيتي التي قال انها للجد "ال سعود" في تحذير ابنائه" أن ذل اليمن من عز ال سعود وعز اليمن من ذل ال سعود " وكذلك التذكير بالأراضي اليمنية التي باعها صالح في عام 2000م وان القصف يستهدف المؤسسات للدولة ووو.. صالح تقبل رد الفعل الذي تلقها من الشعب والتأييد العارم الذي تحصلته عاصفة الحزم في بادي الأمر ؛ وسعى بعد ذلك تدريجيا في القضاء على هذا التأييد وهو ما سينعكس سلبا على السعودية حتى وأن استمرت ليل نهار في قصفها للمعسكرات وتحطيم بنيتهم التحتية وسلاحهم. الأن يتحد صالح والحوثين في لعب الدور الإجرامي، وذلك باستخدام عاصفة الحزم نفسها وجعلوا منها مساحة عريضة وفيرة للسيطرة على عواطف الشعب الفقير والذي مازال يمتاز بالقبلية والتعصب؛ وما هو معروف أن اهداف القبائل متغير بين حين وأخر ،فهم يضربون المنازل بمضادات الطيران ويتخذون المدنيين دروع بشرية لهم ، ويسفكون دم المتظاهرين السلميين في الحديدة وتعز وكذلك القيام بحرب شوارع في الضالع وعدن وشبوة. وهذا كله يصاحبه إعلام محلي مسيس يعمل على التعبئة والتحريض والتدليس لكسب الشعب وخوض معارك ضد العدوان السعودي الامريكي. طبعا لا يوجد هناك وسيلة اعلامية في اليمن تعمل الأن لصالح هادي غير صحف معدودة وقد قام الحوثين بقطع الميزانية المالية عليها منذَ 3 اشهر او اكثر وقد باشرت بعضها بالإغلاق والبعض ترفع نداء الاستغاثة وقد عمل العدوان الحوعفاشي على السيطرة على كل وسائل الإعلام وإغلاق قنوات وصحف اللقاء المشترك ؛الأمر الذي ساعدهم في تحكم كامل بالشعب. تحتاج عاصفة الحزم إلى إعلام محلي عاجل يواجه إعلام عفاش والحوثي وتفسر وتحلل الدواعي والأسباب في ضرب عملاء إيران. ولو استمر هذا الأمر فإن عاصفة الحزم سينقلب الشعب كله ضدها وستنقلب الحرب بين دولتين متجاورتين وسيكون مصير جيش التحالف ، مقابر جماعية بين جبال اليمن وللتذكير فإن الشعب اليمني يمتلك السلاح ويمتاز انه قبلي قادر على المقاومة في سبيل قضايا يقف خلفه الأخرون. اخيراَ.. على عاصفة الحزم بسرعة إيجاد حل للتعبئة التي يقوم بها صالح والحوثي ولا تقحم جيش لا يعرف الجبال الوعرة التي يعرفه اهلها جيدا .