حتى وأن كان هناك مبرر او حجة لطرفي الصراع الدائر في اليمن فأن ذلك لا يعني أن نشرعن القتل والتدمير وتشريد الاطفال والنساء، نعم ...الحرب قائمة بين الشمال والجنوب، ولكن مانشاهده من جرائم وسفك للدماء يوحي لنا بأن اليمن ذاهبة الى الهاوية، أطفال تعذب، نساء تغتصب، شيوخ يعتقلون، شباب يقتلون، مدن وقبائل تهجر وتنزح الى مصير مجهول، لا أحد ينجو من الحرب الا من كان له السلام منهجا ، ولكن كيف يكون ذلك لمن اراد أن يكون السلام سلاحا له؟؟ أن الحراك السلمي الجنوبي الذي مضى على نظاله أكثر من 8 سنوات يستحق منا جميعا أن نقف له احتراما وتقديرا لانه واجهة آلة القمع بصدور عالية، بل ان انصاره كانوا ضحايا لنظام المخلوع صالح ولازال كذلك يواجه مليشيات الحوثي الارهابية التي تتقاسم مع المخلوع صالح كعكة الجنوب المحتل والمغتصب منذو العام 1994. أن شعب الجنوب الذي أجبر على القتال والمواجهة لقوات الاحتلال كان ينشد العدالة والمساواة بطرق سلمية وحضارية، ولكنه بهذه الطرق لم تلاقي أي تجاوب من قبل قوات الاحتلال التي كانت ولازالت تقتل وتعذب وتأسر وتدمر كل شي جميل في الجنوب، وبالتالي فأنه وبعد أن كسب شرعية الدفاع عن نفسه وارضه حسب القوانين والأعراف الدولية ودعم دول التحالف العربي، اعلن عن مقاومة العدو كما يجب ان يقاوم، وكان له أن يتكبد آلاف القتلى والجرحى، بيد أن الفارق كبير بين طرفي النزاع، فالمليشيات الارهابية وجماعة المخلوع تمتلك كل وسائل القتل والتدمير، بينما لايمتلك الجنوبيون غير بعض الاسلحة الخفيفة التي تكرمت بها دول التحالف العربي بقرار اممي، الامر الذي جعل احترام وتقدير العالم لشعب الجنوب يزداد يوما بعد يوم كونه ورغم حاجته للسلاح والمقاتلين الا انه رفض أن يقدم أي تنازل للجماعات الارهابية كالقاعدة وانصار الشريعة التي فشلت في اختراق المقاومة الجنوبية كما فشلت في اختراق الحراك السلمي الجنوبي سابقا، وبهذا يكون شعب الجنوب قد قدم نفسه امام العالم بصورة تتوافق مع القوانين الدولية وبكل تأكيد نال احترام العالم الذي كان يشكك في نهج ومطالب شعب الجنوب المشروعة. أن شعب الجنوب اليوم هو ضحية تمسكه بمبادئة الإنسانية والاخلاقية التي لاتجدي نفعا امام جماعات متخلفة لا تعرف غير لغة الحرب والقتل والتدمير، الامر الذي يستوجب على الدول الراعية للسلام التدخل الفوري لوقت المجازر التي ترتكبها مليشيات الحوثي وجماعة المخلوق المتمردة، مالم فأن العالم سيفقد جزء مهم من الخارطة الجيوسياسية الذي يشكل ثقافة وآيدلوجية تتعايش مع كل الاديان والاعراق ، بل ان العالم أحوج الى يكون باب المندب وبحر العرب تحت سيطرة نظام يتخذ من عقيدة السلام منهاجا له، بدلا من أن يكون تحت سيطرة جماعات ارهابية تعادي الجميع تحارب الجميع، تفتقد لادنى معايير الانسانية ، فالى متى سيبقى شعب الجنوب ضحية صمت العالم؟ والى متى يبقى يواجه آلة القتل والتدمير؟ أتمنى كما يتمنى كل انسان على وجه الارض ان يرى السلام والتراحم والتعايش على ارض الجنوب وكل شعوب العالم المغلوبة على أمرها كترجمة لدعوات عالم اليوم الذي ينبذ العنف والارهاب والعنصرية، فهل آن الاوان أن نرى شعب الجنوب كغيره من شعوب العالم التي نالت استقلالها واستعادة سيادتها؟