ما أن انتهت مباراة باراغواي والبرازيل في ربع نهائي كوبا أميركا حتى لفظ مانويل إيرازابال أنفاسه.. الفرحة العارمة تحولت الى سكتة قلبية، ومصدر الفرحة ليس فقط ذلك الإنجاز الذي حققته باراغواي بل أيضاً لأن ابن الأخت دارليس غونزاليس لعب دوراً بارزاً في تحقيقه.. فهو الذي سجل هدف التعادل من ركلة جزاء احتسبت بعد لمسة يد من قلب الدفاع البرازيلي تياغو سيلفا كما سجل من ركلة الترجيح الخامسة والأخيرة والتي رسمت النتيجة النهائية للمباراة (1-1 ثم 4-3 بركلات الترجيح). دارليس (21 عاماً) يلعب في صفوف بازل السويسري وقد هز شباك ريال مدريد في دوري الأبطال في سبتمبر الماضي.. وبرغم صغر سنه وقلة خبرته (7 مباريات دولية فقط) طلب منه مدرب باراغواي الأرجنتيني رامون دياز تسديد ركلة الجزاء في الدقيقة 72 فنجح من خلالها في إداراك التعادل (روبينيو سجل للبرازيل بعد ربع ساعة من البداية).. المراهق كان في قمة النضج عندما أحرز هدفه الدولي الأول.. أعصاب باردة وثقة عالية بالنفس وآمال شعب بكامله كانت معلقة على مهارته فحصل ما حصل ثم تكرر المشهد في ركلة الترجيح التي نقلت المنتخب الى نصف النهائي. في المقابل، فإن تياغو سيلفا، أحد المسؤولين عن السقوط، كان قائداً لمنتخب البرازيل في مونديال 2014 وقد سحبت منه شارة القائد لأنه غير أهل لذلك.. «خوّاف» بكل معنى الكلمة، ولا نريد أن نقول إنه «جبان».. وبرغم خبرته (57 مباراة دولية) وانتمائه الى ناد كبير سان جرمان فإنه لم يكن من بين الخمسة الذين سددوا ركلات الترجيح ضد باراغواي.. يجسد الحال المزرية التي تعيشها الكرة البرازيلية منذ نحو 10 سنوات.. هناك لاعبون جيدون طبعاً، ولكن الموهبة الفردية القادرة على صنع الفارق مفقودة إلا إذا استثنينا نيمار.. هذا الأخير موقوف 4 مباريات دولية بعد طرده من مباراة كولومبيا.. لم يشارك بعدها في لقاءي فنزويلا وباراغواي وسيغيب بالتالي عن الجولتين 1 و2 من تصفيات كأس العالم 2018 في 5 و13 اكتوبر المقبل والتي ستسحب قرعتها في 25 يوليو. والنقص في الموهبة الفردية لا يبرر أبداً تحول المنتخب البرازيلي الى منتخب عادي علماً بأن كرة القدم كانت على مدى عقود طويلة هي البرازيل وكانت البرازيل هي كرة القدم.. إذا قارنا فردياً بين لاعبيه ولاعبي المنتخبات المشاركة (باستثناء الأرجنتين) تبدو كفته راجحة، ومع ذلك فإن المردود قليل جداً على الصعيد الجماعي، والسبب ليس في تواجد معظم لاعبيه خارج البلاد لأن هذا الواقع ينسحب على غالبية المنتخبات الأخرى.. وهنا تحديداً تقع المسؤولية على من تولوا تدريب المنتخب بعد 2006 من دونغا وسكولاري وباولو مينيزيس ثم دونغا مجدداً.. ولافت جداً أن هناك شحاً في المواهب التدريبية البرازيلية بالمقارنة مع الأرجنتينيين الذين قادوا منتخبات تشيلي (سامباولي) وبيرو (غاريكا) وباراغواي (دياز) والأرجنتين (مارتينو) الى الدور نصف النهائي.. ولافت أكثر وأكثر أن أقل الأربعة من حيث الإقتناع بكفاءته هو مارتينو بالذات. من يبلغ مباراة القمة؟ كل شيء وارد، ومع ذلك يجوز ترشيح تشيليوالأرجنتين لتخطي بيرو وباراغواي. *نقلا عن ستاد الدوحة القطرية