كلما كثر الحديث في اليمن عن قرب التوصل لإتفاق هدنة قد يمهد الأجواء لكي تضع الحرب أوزارها.. تسابق جيش المخلوع علي صالح ومليشيات الحوثي في ارتكاب المزيد من المجازر البشعة بحق أهلنا وأخواننا في العاصمة عدن خاصة والجنوب المحتل عامة، المشاورات الماراثونية حول الهدنة ذاتها هي التي تدفع قوات التحالف العربي بقيادة السعودية هى الأخرى لتكثيف غاراتها وتوسيع عملياته العسكرية في الجنوب والعربية اليمنية.. بعد أن اقتنعت جميع الأطراف وفي مقدمتها الرياض على ما يبدو بأن الانتصار في هذه الحرب بالضربة القاضية بات أمرا مستبعدا، وأن حسمها قد يفرض اللجوء إلى احتساب النقاط في النهاية. حدث مفصلي في تاريخ الجنوب العربي المعاصر أكثر أهمية ورمزية من الهدنة المتوقعة هو الذي قاد لأن تدخل الحرب مرحلة جديدة من التصعيد ويستعر القتال في كل الجبهات المشتعلة أصلا دون استثناء، فهيستيريا تكرار انتصار جيش الجمهورية العربية اليمنية على الجنوبيين في يوم 7-7 المشؤوم صيف1994، شجعت عصابات الحوثي وقوات المخلوع صالح على توجيه نيران اسلحتها الثقيلة باتجاه منازل المواطنين وتجمعاتهم في مراكز الإيواء.. لحصد أكبر عدد من القتلى والجرحى من المدنيين.. انتقاما منهم على صمودهم ووقوفهم إلى جانب المقاومة الجنوبية البطلة التي لقنتهم دروسا وعبر في كيفية الدفاع عن تراب الوطن لاخر قطرة دم. السعودية هي الاخرى أرادت من خلال صب حمم نيران أسراب طائراتها الحربية على العاصمة اليمنيةصنعاء لمدة ثلاثة أيام على التوالي.. إلى جانب سلسلة من الغارات العنيفة على مواقع تمركز قوات صالح والحوثي في تعز وعمران وصعدة وغيرها من المناطق في هذا التوقيت بالذات.. توجية رد عملي على الرئيس اليمني المخلوع الذي قال في اخر مقابلة صحفية معه على قناة الميادين قبل أكثر من شهر.. أن قواته انتصرت في 7-7-1994 على جيش اليمن الجنوبي والمملكة العربية السعودية التي كانت تخطط لإنفصال الجنوب عن الشمال على حد تعبيره.. متناسيا دور الجارة الكبرى في دعمه طوال فترة حكمه، وإنقاذ حياته من موت محقق بعد تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة في تفجير مسجد النهدين في صنعاء.. إبان ما سمي بالثورة الشبابية الفاشلة في 2011. ما يهمنا الان هو الجنوب والعاصمة عدن التي نخشى أن تكون على موعد مع جرائم إبادة جماعية جديدة في غضون ال24 ساعة المقبلة.. قبل الدخول في يوم 7-7 الذي نأمل أن يكون فاتحة لانتصار الجنوب وتحرير أرضه من دنس الاحتلال اليمني.. بسواعد رجاله البواسل.. مهما بلغت التضحيات وأيا كان الثمن.