ليس الآن وقت تقييم الحرب اليمنية ، إلا انه في المطلق سلسلة أخطاء كارثية أرتكبها المتمردون الحوثيون و قوات المخلوع علي عبدالله صالح ، و لا سيما و تحديداً أستهدافهم أولاً عدنالمدينة الوادعة التي ظل قلبها مفتوحا لكل القادمين اليها رغم الجراح المثخنة التي تحملتها في خلال الثلاثة العقود الماضية و على الأخص في العقد الآخير وأكملتها الحرب العبثية الاخيرة الخاسرة لكل الأطراف ، فهي حرب خسرها الجميع ، و لعل لملمة جراح عدن بعد الضربات الموجعة رغم أنها قد تفتح أو قد فتحت أبواب الأمل لسلام دائم و مستقرٍ في المدينة الوادعة ، إلا ان ذلك لا يعني أن فرحة التحرير كاملة ، فتطهير عدن من قوات الحوثيين و المخلوع علي عبدالله صالح تكملة لمسيرة الرحلة التي بدأها الجنوبيون في السنين الاخيرة منذ بدء أنتفاضة الحراك السلمي على صعيد التحرير و فك الأرتباط مع صنعاء و لاريب أنها رحلة طويلة و منهكة ، ألا أن الجنوبيين مصممون على مواصلة الرحلة حتى نهايتها لتحقيق الهدف المأمول و هو تحرير تربة بلادهم كاملة من عدن ألى آخرشبرٍ من أرض مهرة ، هذا هو التحدي الأكبر أو لنفل الجهاد الأكبر للجنوبيين أهل الارض و الدار ... لقد تواصلتُ بعد تطهير عدن مع عددٍ من القيادات السياسية الجنوبية المقيمة في الخارج كما تابعتتُ الكثير من التصريحات لسياسيين و ناشطين و كتاب الرأي من الجنوبيين فلم اجد في تصريحاتهم أو كتاباتهم الفرحة الكاملة بل لم اجدها في عيون من ألتقيتهم من الجنوبيين أو من أطلوا على شاشات التلفاز ، بل لعل بعضهم قد حذّر من أستغلال عدن بعد تطهيرها كعاصمة دائمة لكل اليمن ، و لا ريب أن هذا التحذير بمثابة رسالة مسبقة بعلم الوصول للرئيس هادي الذي يبدو سيطول مكوثه في عدن بعد وصوله أليها من ملجئه في السعودية ... أن عدن بوابة الجنوب فمن يريد دخول الجنوب عليه ان يدخله من البوابة العدنية ، و عدن ليست عاصمة الجنوب و حسب و لا هي بوابة الجنوب و حسب لكنها قلب الجنوب هذا القلب الذي يضخ دماً نازفاً فيمد شرايين كل الجنوب بالدم الوطني الحار، لذلك فتحرير عدن و تطهيرها من الميليشيات الحوثية و القوات العفاشية ما هو ألا تكملة للرحلة الطويلة و المنهكة التي بدأها شباب الجنوب و عليهم مواصلتها للوصول ألى الهدف الأخير وهو التحرير الناجز ... حسن علي كرم صحفي كويتي