الطريق إلى السلام يبدأ بالخروج الفوري من أرض الجنوب وتعويض المواطنين على كل ما تم تدميره من ممتلكات خاصة وعامة بسبب الحرب الخاسرة التي شنها الحوثي وحلفائة على الجنوب ..التفاصيل الأخرى نتفاهم عليها بحضور طرف ثالث بعد عملية الانسحاب لكل أفراد المليشيات التي دخلت عدن قبل 25 مارس والتي كانت متواجدة قبلها . يحسب لصالح وجماعة الحوثي تحقيقهم نجاح واحد متمثل بنسف جدار التصالح المستقبلي مع الشمال ..وبدلاً من معالجة آثار حرب صيف 94 بحسب مخرجات حوار صنعاء أقدمت جماعة سيدهم عبده على تعميق الجراح التي لا يمكن معالجتها على مدى عقود قادمة. في هذه الحرب الأطراف التي اصطفت صفاً واحداً ضد المخلوع وجماعته على الرغم من عدم انسجامها في وقتٍ سابق لكنها باصطفافها حققت أهداف مشتركة مثلاً ..السعودية دمرت ترسانة صالح والحوثي ، الإصلاح استفاد من أنهاك صالح والحوثي ويسعى جاهداً إلى ترتيب أوراقة ليعود مجددا ًإلى حكم صنعاء ، المقاومة الجنوبية تسعى إلى تحقيق ما لم يحقق الحراك السلمي خلال السنوات الثمان العجاف....وسنشرح ذلك في الأسطر التالية. السعودية حققت هدفها من خلال عاصفة الحزم واقصد الهدف الأهم المتمثل بتدمير الترسانة العسكرية التي كان يمتلكها صالح والحوثي..بالنسبة لنا في الجنوب كنا على المدى القريب لا نملك شي .. ونحلُم بالحصول على سلاحٍ شخصي فقط .. والآن نملك دبابات وأسلحة ثقيلة مثلنا مثل إي قوة عسكرية وما سيحدث إن المقاومة ستواصل الدفاع عن الأرض حتى تحقيق ما صعب تحقيقه بالنضال السلمي . حزب الإصلاح الذي يدّّعى الحوثي إنه يحاربه باعتباره حزب تكفيري سبق وإن رضخ لقوة الحوثي وصالح وأنسحب من صنعاء متكبداً خسائر كبيرة ، خلال هذه الحرب يكون حزب الإصلاح الطامح إلى العودة إلى الواجهة قد ثأر لنفسه بعد خروج مهين من صنعاء لكبار قياداته التي نُكّل بأغلبها وزجّ بعدد كبير منها في السجون ، وبالنسبة له فأضعاف قوة صالح والحوثي انتصاراً لم يكن يحلم به أن يتحقق على مدى خمسين سنة قادمة. الهزيمة الوحيد لكل الأطراف إن لا أحد سينتصر انتصاراً كاملاً ....ومن هناك يخشى الجميع من طرفاً لم يعلن عن نفسه بعد وينتظر مشاهدة جميع هذه الأطراف منهكة ليستغل فرصته لدخول غمار المعركة ، بيد أنه حتى هو لن ينتصر مهما خطط لاستنساخ نموذج سوريا في اليمن ..فيمكن القول أن قوة المقاومة الجنوبية ستكسر كل الرهانات التي ستعقد على جعل الجنوب بالذات مسرح لصراعات طائفية مقيتة.. وايضا ًمن فوائد الحرب هنا نذكر أن الجنوبيين الذين كانوا ما يزالون مؤمنين بالوحدة كفروا بها خصوصاً شريحة واسعة يمثلون الجماعات الدينية التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بجماعات دينية شمالية ..وايضاً شريحة واسعة من أبناء الشمال اقتنعوا تماماً بمسألة انفصال الجنوب وهم من ظلوا يحاربون طرح الحراك السلمي . مشكلة "الحوثي وصالح" أن نشوة النصر المؤقتة بعد السيطرة على صنعاء في 21 مارس جعلتهم يعتقدون مجدداً أن دخول عدن مثله مثل دخول صنعاء وأن الناس الذين استقبلوه بالورود في عمران وعلى مشارف صنعاء هم ذاتهم الذين سيفتحون له الطريق إلى ساحل "جولدمور" .. بالعودة إلى انتصار السعودية ودول الخليج المتلهفة لإقدام صالح على دخول عدن بنفس سيناريو 94 والمفاجأة العاصفة كانت في انتظاره وتم تدمير جزء كبير من قوة صالح العسكرية قبل كل شيء ،لضمان تدمير أي سلاح عسكري يتجاوز حدود السعودية ، وغباء صالح والحوثي حقق للسعودية ما تريد وبتأييد شعبي واسع خصوصاً في الجنوب المكلوم من تلك القوة التي ضلت على مدى عشرين عام تنكل بالجنوبيين . السعودية أبرمت صفقة كبيرة مع أكثر من طرف يمني للتخلص من قوة صالح والدليل أن الضربات ركزت على قوة صالح الذي قضى عمره في تجهيزها ..ولا يستبعد إن يكون الحوثي طرف في ذلك.. بالتالي فالخاسر الوحيد في هذه المعركة هو صالح ولا عزاء له في ذلك..وهنا يمكنا التساؤل هل أوقع الحوثي بصالح أم العكس؟! من أغتصب أرض الجنوب بالقوة العسكرية سيخرج منها بلا شك ولن يقف أمام إرادة الشعب أي قوة في الأرض لتمنعه من تطهير ترابه الطاهرة ..وسيقاتل شعبنا بكل ما يملك ، وننصح الحوثي ان يحتفظ بما تبقى له من أطفال ويعود بهم إلى جبال مران ويشرف على تربيتهم جيداً لأن المقاومة في المرات القادمة لن تقوم بتوزيع المناديل لنجفف دموع أحد.. والانتصار التي حققتها المقاومة الجنوبية في العاصمة عدن أمس الثلاثاء الموافق 14 يوليو من العام الجاري هو بداية لانتصارات متلاحقة لن تقف عند تحرير عدن فحسب.. الجنوبيون ليسو دعاة حرب ولن يكونوا .. الحرب فُرضت عليهم وقوات الشمال هي من اعتدت على الجنوب وتجاوزت كل خطوط التماس ..ما فعلته المقاومة الجنوبية وما ستفعله قادم الأيام هو أمراً طبيعي يفعله أي شعب حر يتعرض للاحتلال ويسعى للتخلص من الاستبداد . إي حسابات دولية أو خليجية لا تكون المقاومة الجنوبية طرفاً فيها ، لن تكون ملزمة للطرف الذي يقاتل بكل شراسة من أجل الجنوب، مهمٌ جداً على عبدربه منصور هادي تجاوز خبطة الحراك الجنوبي المشارك بالحوار لأن السيناريو السابق لن ينفع الآن مع المقاومة التي تملك السلاح.. بالنسبة للسيد علي ناصر محمد وشلته نقول لهم أنهم جزءٌ من الانتصار الذي حققه الحوثي وصالح للجنوبيين ...قطع شعبنا الشك باليقين وحدد موقفه من زعامات يذكرون بالوجع فقط .. ولهذا وجب التنويه هنا لكل من يحلم بحكم الجنوب مجدداً عليه أن يحترم إرادة شعب الجنوب وتضحياته وليس الجيش واللجان الثورية ؟ وقبل الرحيل ..سنلتقي هناك وسنتحدث عن التفاصيل الأخرى.. [email protected]