أربعة أشهر على انتقال الثورة الجنوبية في الجنوب من الحراك السلمي إلى الحراك المسلح . شكلت خلالها الثورة الجنوبية نقلات نوعية في النضال وتحرير المناطق التي سيطر عليها المحتل في الجنوب وكان انتقال الحراك السلمي الجنوبي إلى حمل السلاح ذا طابع مدني شعبي، ولم يكن قتال بين جيشين حيث ينحصر السلاح والقوات المسلحة والأمن المركزي والميشيات الموالية بيد الجيش المعتدي على أرض الجنوب فكان حمل الجنوبيون سلاحهم الشخصي للدفاع عن النفس حق مشروع لهم في صد ذلك العدوان . دافع الجنوبيون عن الدين والأرض والعرض لأكثر من ثلاث اشهر بإمكانيات شخصية وإرادة شعبية فكانوا حصناً منيعاً لمنع سقوط الجنوب . ليس غريباً على شعب الجنوب والمقاومة الجنوبية هذا الصمود الأسطوري والبطولات التي سطرتها بأحرف من نور .
هذا الشعب المكافح واحرار ثورته وثواره الذي رسم للعالم بأسره اروع وأجمل الصور النضالية في مليونيات متتالية في ساحات الاعتصام تعبيراً عن الإرادة الشعبية في استعادة الجنوب وتحقيق الحرية والاستقلال ولقد توجت المليونيات المتتالية بمليونية رسخت جذور اللحمة ووحدة الصف الجنوبي حين ابت الجماهير الا فرش الساحات والمطالبة بمطالبها التحررية برحيل الاحتلال اليمني وفك الارتباط مع نظام صنعاء سلمياًً وكان لتلك الساحة الشعبية قوة الثورة التي تمثلت فيها كافة أطياف الشعب ومنظماته الثورية والمجتمعية فكان المهندس والدكتور والشباب والمرأة والطالب والطفل الصغير كان الجميع يهتف بصوت واحد ثورة ثورة يا جنوب لا وحدة لا فدرالية نحن أصحاب القرار .
كانت مليونية أكتوبر بداية اوج الانتصارات الذي جسدت وحدة الصف والمطالب والهدف الثوري و الرد المزلزل الذي هز أركان المحتل اليمني الغاشم فارتكب المجازر والقمع والقتل لإخلاء الساحة وتفريق الصف الجنوبي إلا ان الشعب ابى إلا الصمود .. شاهدنا في تلك الساحة الى جنب رص الصف طرفاً أخر سعى الى الالتفاف على الثورة الجنوبية منذ الوهلة الأولى لكنه والى الان كل تلك المشاريع تصتدم بصخرة الإرادة الجنوبية .
طمس للهوية ومحاولة تذويب الجنوب في الشمال فشلت منذ حرب صيف 94م فلا يمكن لها أن تنجح اليوم بعد ان رفع احرار الجنوب السلاح لانتزاع حقوقهم المسلوبة .
لعب الكثير في أوراق وصور للعالم أن ثورة الجنوب تشابه ثورات الربيع العربي والعمل على اخمادها مثل غيرها من الثورات التي تمت بسرعة، وانتهت بإسقاط النظام ولم تكن إلّا حصان طروادة لتعود الأنظمة بعدها عودة انتقامية، أو كانت مفتاحاً لحرب طويلة الأمد لن تتنتهي مع أنظمتها .. وهنا الكثير يتساءلون الثورات العربية قامت شهور وفترات معدودة وانتهت وثورة الجنوب يقارب عامها التاسع ، صحيح ونعم لأنها ثورة هوية وأرض ووطن محتل وليس ثورة مطالب وتغيير رموز النظام .
ثورة شعبية قدمت فيها الآلاف الشهداء والجرحى وروت تراب الجنوب بدماء جنوبية ونقول أن الثورة مستمرة حتى تحقيق الحرية والكرامة والاستقلال لشعب الجنوب .
حذاري لتهميش المقاومة الجنوبية بعد انتصاراتها حيث نرى المسميات تتغير من مقاومة جنوبية إلى مقاومة يمنية او مقاومة شعبية ونشاهد من خرج من الباب مع نظام الاحتلال يعود من الشباك إلى عدن الباسلة باسم الشرعية الزائفة التي تفرض على شعب الجنوب الخضوع والعودة إلى باب اليمن . وهنا لزم على ابناء الجنول ان يدركوا الخطر المحدق بهم وبثورتهم وهنا هل لنا أن نرى جماهير أكتوبر الجنوبية ومنظمات المجتمع المدني والمكونات الثورية تجسد وحدة الصف الجنوبي الرافض لهذه المشاريع التي تعود بنا إلى أحضان المحتل اليمني .
الم يئن الوقت يا أبناء الجنوب ويا من تدعون انكم قادته ان تكفوا الصمت عن استباحة دم الشهداء الذين روت دمائهم تراب الجنوب والذين لم تسل دمائهم لأجل الشرعية أو تقلدو اسم المقاومة اليمنية فأين أنتم وأين البيانات الرنانه التي كنا نسمعها في أيام السلم تتغني بالثورة والحرية والاستقلال .
ان الجنوب بالعودة لدروس الثورة الجنوبية فانه يمكننا القول بأن الثورة الجنوبية ومنذ انطلاقتها استطاعت تطوير الوعي الجنوبي وتحطيم كل العراقيل أمام من يقف ضد الشعب وقراره وهذه رسالة للشرعية والمتسلقين وحمله الاقلام النتنه ان من يحاول ان يتسلق على جماجم الشهداء فإن مصيره بيد الشعب وستتحطم مشاريعه على صخرة الإرادة الشعبية ...