يخرج رجل في العقد الثامن من عمره كل يوم صباح من منزله الكائن في حي قديم وسط مدينة لودر بمحافظة ابين يسير في شارع ممتد من امام منزلة الى وسط سوق المدينة.
ببطئ بخطى ثقيلة ورجلان اصطناعية ويتكى على عكاز فمع كل خطوه يخطوها يتوقف ليتأمل بصمت شوارع المدينه وينظر حوله حركة السوق وأطفال يلهون والبعض يمارس اعمالا تجاريه كلا في فلكه يسبح.
ومع ذلك التأمل الصامت ونظرات الترقب يتذكر الوالد المناضل عمر ناصر (أبن الشعب ) ايام شبابه يتذكر شبابه في المدينة التي نشأ فيها وتربى وعاش مع جيل غادر الحياة الدنيا الى الدار الآخرة.
وان بقي احد على قيد الحياة فهو لا يفارق منزل. وأمام (مقهايه حاتم)يقعد الجد عمر ليتناول كوب شاهي (ملبن) ومع كل رشفه يستعرض شريط ذكريات الماضي يستعرض تاريخ شعب الجنوب المكافح يتذكر مشاركته في النضال والكفاح المسلح ضد الوجود البريطاني في الجنوب .
يتحدث الجد عمر ل"عدن الغد "بالقول: (كنت عضو في التنظيم السري للجبهة القوميه نخوض الكفاح مع رفاق كثير ضد الاحتلال البريطاني ويضيف .
كان همنا هو رحيل الانجليز دون التفكير في مناصب او رتب بل كان همنا كيف نساعد في طرد الاحتلال من ارضنا ) المستمع اليه يحسس من كلامه انه يوجه العتب واللوم على ثوار اليوم الذي يسعى البعض منهم نحو المال والمناصب والشهرة حتى وان كان على حساب الشهداء والجرحي.
ومع سرده للحديث يبتسم ابتسامه خفيفة فقد تذكر ال30 نوفمبر 1963م يوم رحيل اخر جندي بريطاني من ارض الوطن.
ليعود بعدها بسرد الأخطاء التي ارتكبها الرفاق بحق شعب الجنوب الطيب المتسامح.
وما لاقاه هو من جحود ونكران بعد ان تعرض في ال7 من ابريل نيسان 1970م حين كان في مهمة جليلة في نقل طلاب العلم من قرى لودر المترامية الى مدينة لودر لدراسة.
ليتعرض وهو في طريق العوده من قريتي الشعة والنجده شمال م/ لودر لانفجار لغم كان حصيلته بتر رجليه وتحطيم سيارته مصدر رزقه وكان هذا الحادث هو بداية معاناته.
رغم سفره الى جمهورية المانيا الاتحادية للعلاج هناك إلا انه لازال يعاني من مضاعفات وآلام الحادث ولديه تقارير طبية تؤكد على مواصلة للعلاج هناك إلا ن ظروفه الماديه الصعبة وتنصل رفاق نضال الأمس وقفت عائق امام مواصلته للعلاج ليتحمل آلام وأوجاع المرض على مدى 40 اربعون عام الماضية.
من الصبر على ما ابتلاه به الله محتسبا ان يجزيه الله بذلك مثوبة وغفران.
فكما كان ابريل 1970 تاريخ تعرض لانفجار اللغم الذي افقده قدميه فإن ابريل 2012م كان اشد قسوة عليه في استمرار لحزنه ومعانات اشد وطئه.
ففي ال9 من ابريل 2012 حين شنت عناصر من مسلحي تنظيم القاعدة هجومهم على مدينة لودر سقط نجله هاني عمر وابن نجله الآخر الشهيد ماجد أبن الشعب.
- الحاج عمر ناصر ابن الشعب يتحدث عن معاناته بالقول ((أعاني اليوم من ظروف مادية صعبه ومنزل ابني الشهيد هاني تهدم نصف جدارة وأعاني من آلام الأمراض المتعددة التي انهكت جسمي ..
"عدن الغد " تضع مناشدة الحاج عمر ناصر ابن الشعب بين يدي المسئولين الحكوميين وعلى رئسهم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ورجال البر والإحسان وأصحاب الايادي البيضاء وصندوق الإغاثة الجنوبي الى مساعدة هذا الرجل الذي قدم الكثير وأخر ما قدمه اثنين من ابناءه شهداء في معركة الدفاع عن لودر ..