عجيبة هذه الحرب وغريبة من حيث اطرافها واهدافها ووضوحها وغموضها وخطاب اطرافها فالشرعية مثلا لا تهدد المتمردين والغزاة بشيء الا بقرار مجلس الامن وكان الحرب بين دولتين جارتين وكانها كذلك تستقوي بهذا القرار الذي لم تكن الجهة التي اصدرته مستعدة او متحمسة لتنفيذه اليس للوطن والشعب في الشمال والجنوب حق على هؤلاء القتلة والغزاة الا ما تصدق به مجلس الامن قبل شهور? اين القوانين الداخلية والدستور? سيقاتل المجرمون وهم مطمئنون فاذا هزموا فانهم فقط سينسحبون من المدن وبعدها يعودون معززين مكرمين الى طاولة الحوار البيزنطي? اي خطاب هذا واي عدل? ام ان الشرعية ليس عندها ثقة بشرعيتها? اما اذا انتصر الانقلابيون فإن كل من قاتلهم مهدد بجريمة الخيانة العظمى واولهم الرئيس عبدربه منصور الذي لم يحدد له المخلوع إلا طريقا واحدا للهروب اما الجيش والمليشيات التي قاتلت وقتلت في الجنوب فبامكانهم أن يعودوا مهزومين الى الشمال ويتحولوا هناك الى مقاومة الى جانب الشرعية او يعودوا الى الجنوب يمارسون اعمالهم ويتربصون بنا مرة اخرى الا يذكر احد ماذا فعل المنتصر في 94 خلال السنوات الماضية في ارض الجنوب? وكيف تعامل مع قرارات مجلس الامن حينئذٍ? وكيف حاكم خصومه الجنوبيين وشرد بهم الى الان? خرج المخلوع بحصانة بعد ثورة 2011 ولا ندري بماذا سيخرج هذه المرة اذا هزم? ان للحرب منطقها ونتائجها ايها السادة ودماء الناس ليست خاضعة للمزاج والجنون والاسترضاء وكان الهدف هو عودة الحكومة الى البلاد ومع هذا هناك من يزايد على شعب الجنوب حين يعلن خياراته الاستراتيجية في استعادة حقه السياسي في الاستقلال بينما تسترضي الشرعية مجموعة عصابة متمردة وتعدها بالمشاركة السياسية والعودة الى الحوار بعد كل هذه الكوارث. لن ينطلي علينا بعد اليوم الالتفاف وسرقة النصر وخلط الاوراق وتجريب المجرب وتبديل الاقنعة والبزات العسكرية على طريقة: متحوثون وعفاشيون في الجنوب ومقاومة شرعية في الشمال مع تقديرنا وتضامننا مع اي مقاومة اصيلة وصادقة في الشمال فهذه فرصتهم ليتحرروا من جلاديهم التاريخيين. ومن هنا يجب ان تضع الامور في نصابها فهناك متمردون وهناك اطماع فارسية وهناك شرعية وهناك مقاومة جنوبية لها هدف استراتيجي ومقاومة شمالية لها هدفها ايضا وهناك دول تحالف عربي لها أهداف ومصالح وهناك منقلبون ومتقلبون وتجار حروب وهناك متطرفون وهكذا فليس الحق كالباطل وليست النائحة كالثكلى