قد لا يختلف اثنان حول شخص دولة رئيس الوزراء الأستاذ خالد بحاح ووطنيته وإخلاصه وولائه، الواقف دائماً ناصراً لقضايا الحق والعدالة وحق المواطن أياً كان انتمائه وتوزيع ديموجرافيته، التي قسمت الحق حسب العرق والمنشأ والمصير والواقع الذي أراه لم يحسم بعد ! وكنا منذ ما بعد التحرير نطالب بنزول دولة الرئيس الذي أعتبره شخصياً رجل دولة من الطراز الرفيع و أعضاء الحكومة كي تقوم بمعالجة قضايا عدن و الجنوب عموماً بعد أن انتصرت عدن و الجنوب للشرعية في مفارقة تاريخية لم تكن بحسبان من كانوا يوماً في صنعاء تحت الإقامة الجبرية !! و يبدو أن الحكومة استجابت أخيراً لمطلبنا الملح والمنطقي بمعطيات الأرض و حيثيات شيئاً من الهرج و المرج التي توجت أخيراً بإزاحة محافظ عدن الجنوب ! الأستاذ نايف البكري و الرجل على كل حال و بكل الأحوال قام بما استطاع و قد يكون عجز عما لا يستطاع ! و في أول اجتماع دوري للحكومة أعقبه أول ظهور إعلامي علني للأستاذ خالد بحاح استوقفني كلام الرجل كثيراً و قد كان بارعاً في طرحه كالعادة إلا أننا قد نتفق مع الرجل في كثير مما جاد به و قد نختلف ! و مما استوقفني تشديده على عرض أولويات الحكومة في سرعة اعتماد ضم المقاومة إلى الجيش الوطني و سرعة اعتماد اعتبار الشهداء شهداء الواجب ! و معالجة ملف الجرحى و ملف الإعمار .
كذلك أشار إلى تصميم دولة الإمارات في إيجاد نهضة تنموية في كل المجالات بدئاً بالإعمار و مشاريع الاستثمار، وسياسياً شدّد بحاح أن الحكومة لم تقفل باباً في سبيل الوصول لحل سياسي لتفادي ما يمكن تفاديه من ضريبة الحرب ! المستمرة شمالاً !
قد نتفق فيما قاله دولة الرئيس! إلا أن ما أستوقفني تصريحهُ بأنه يريد استعادة الدولة !! و هنا أتساءل يا ترى عن أي دولة يتحدث ؟ الدولة التي لا تعترف بالنظام و القانون! والتي تحكمها مافيات و عصابات الحوافيش ! التي لم تعترف بشرعية حكومتك منذ التنصيب ! هنالك نظرية مفادها في أدبياتنا و هويتنا العربية تقول أن فاقد الشي لا يعطيه ! فكيف تستعيد ما لا تملك! والحقيقة أن ما جرى فيه نوعاً من ضرب الحظ الذي توافق مع بقائكم لليوم على رأس المشهد أنت! و أعضاء حكومتك الترانزيت ! والتي ما من مطار و لا صالة انتظار و لا فندق فايف ستارس إلا و تشرفت بالزيارة و الإقامة ! فلولا تدخل الإقليم و بسالة الرجال الميامين ما كنت أتحفتنا بأنك تريد أن تستعيد الدولة! دوله رئيس الوزراء .
أتمنى أن تنتبهوا لحقيقة ضاربة في الأرض و الآفاق تقول بأن هناك شعباً تعداده ما يربو الخمسة ملايين نسمة، ضحى بالغالي و النفيس من أجل استعادة دولته .. عفواً دولة رئيس الوزراء نحن من يريد استعادة الدولة !!