لا يصح إلا الصحيح في تالي كل الأمور الدينية والدنيوية على حد سواء، ليس لأننا في القرن الوآحد والعشرون عصر العلم والمعرفة والتطور فحسب، بل لأن ميزان العدل الالآهي لايظلم أحداً لا يميل لجهة على حساب جهة أخرى، قد نختلف في أمورا كانت ناتجة عن اجتهادات فكرية وسياسية وعلمية ولكن لا يمكن أن نختلف على أمور تستند إلى ثوابت سماوية أنتجتها حكمة الرحمن الخبير البصير، إلا اذا كنا نتعمد تعلم الجهل وإكتساب الغباء، ألم نكن خير أمة أخرجت للناس؟ ألم يكن نزول القرآن بلغتنا العربية إكرام من الله لنا؟ ألم تكن عروبية النسل والأصل للرسول(ص) تمجيداً لنا ؟ كيف كان سيكون حالنا لو أن الله أحرمنا من تلك الكرامات؟ وكيف سينظر إلينا حثالات البغدادي وقاسم سليماني ؟ إن أي فكر أو ثقافة تنتجها العقلية البشرية يجب أن نتعامل معها بما يتوافق مع ثوابتنا الدينية التي تتخذ من حكم الله سندا لها، وكما هو معلوم للعقلاء أن حكمة الله وأديانة السماوية وجدت لتنور طريق البشرية وترفع مكانتها وتحمي أملاكها وتصون كرامتها لا أن تبيح أعراضها وأرضها وتتاجر بمعتقداتها وتدنس مقدساتها وتنتهك حقوقها، لذا يعتمد العقلاء في تقييمهم للأفكار والثقافات المختلفة على أمرين:- توافقها مع الديانات السماوية ( أي حماية الروح الإنسانية) ، والإنتاجية (أي خدمة الإنسانية ) ، فان لم نرى (الحماية والخدمة) موجودتان في فكر وثقافة جماعة ما فإنها تعد جماعات إرهابية كونها معادية للأديان وهادمة للإنسان، الأمر الذي يحتم علينا توضيح الشبه في طريقة تكوين جماعة الحوثي وتنظيم داعش والأخذ بعين الإعتبار سبب تحديد مكان وتوقيت ظهورهما في أرض العروبة والإسلام ! فقط شاهدوا وآحد من بين مئات القواسم المشتركة فيما بينهما ليس في طريقة تعاملهم الوحشي مع العرب والمسلمين فحسب، بل في تعاملهم اللين مع إسرائيل وإيران !!
أن مايقوم به الحوثيين والدواعش في اليمن وغيرها يعد إرهابا ًيدمي قلب الانسانية ويجعل من الشيطان أكثر المخلوقات سعادة ولسان حاله يقول: كم أنا محظوظ بوجود الحوثيين والدواعش، وهذا ليس غريباً عمن أعتدوا على قدسية الخالق قبل الخلائق، ولكن الغريب في الأمر أن نجدهم يقتلون ويفجرون ويدمرون في أرض العز والشموخ أرض الحضارات والمنارات أرض يسكنها شعب الكرم والإقدام شعب العروبة والإسلام شعب الحكمة والإيمان؟ لم نعهد أن من يقوم بتوزيع الغذاء والملبس والمال ويرمم المساجد والمدارس ويبني المنازل ويوفر الخدمات سيصبح مقتولاً مغدوراً أمام أعين من كانوا سبباً في مجيئه إليهم، لم نكن نتوقع أن مصير من يزرع البسمة على شفاه أطفال اليمن ستبكي أعين أطفاله وذويه، لم نضع في الحسبان رؤية من يقتل ضيوف وأشقاء وسند الشعب اليمني يسرحون ويمرحون أمام أعين شعب الغيرة والشجاعة والكرم والشهامة كما حدث لفريق الهلال الأحمر الاماراتي وفريق الهندسة السعودي رحمة الله عليهم، لم يخطر في بال أحد مشاهدة أشد قبائل العرب قتالاً ملوك حمير وكنده جنود سبأ وتبع فصحاء الأوس والخزرج علماء حضرموت وصنعاء حكماء عدن وتعز يعيشون اليوم تحت حكم الحوثيين والدواعش أعداء الله والإنسانية!
أعتقد أن فشلنا في التصدي للجماعات الإرهابية يكمن في الإتكالية المفرطة والتفريط في الإتكالية! أي أننا لازلنا نثق في وزراء فاسدون أصغر من أن يكونوا رجال دولة من ناحية وأشددنا الخناق والقيود على رجال أوفياء صادقون كان سيكون الوضع أفضل مما هو عليه لو أننا منحناهم الوقت وهيئنا لهم فرصة العمل لبناء الوطن وخدمة المواطن من جهة أخرى، الأمر الذي يجعل الشعب اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يتعامل مع الجماعات الإرهابية بشكل مباشر وإما أن يتخلا من بنى عرش بلقيس وأسياد أرض الأحقاف عن كرامتهم وهويتهم وتاريخهم ليدفعوا غصباً عنهم وأنوفهم ممرقة في تراب العبودية والخنوع الخمس للحوثي ويقدموا نسائهم سبايا لداعش.