عدن كما يعرفها الجميع هي أيقونة السلام ومحراب المدنيه والثقافه وصفها المؤرخون بأنها درة نائمة على شطئان بحر العرب والخليج المسمى باسمها خليج عدن تنام تلك المدينة الحالمه وتصحو على تراتيل أمواج بحرها الساحر وتمضي سويعات يومها على ترانيم ابنها الراحل محمد سعد عبدالله لتعانق القلوب وتطرب الإسماع بشدو الموسيقى العدنيه المغروسه في أذهان كل أبناءها الأجلاء عدن كانت كذلك حتى أتاها طوفان الموت القادم من الشمال ليغتال براءتها ويقتل ابتسامتها ويهتك سترها ويبعثر أحلامها المرسومه على وجوه البسطاء أتاها طوفان القتل والدمار فأهلك الحرث والنسل وقضى على كل جميل فيها ذاك الطوفان المشؤوم لم يكن ليمتلك من الانسانيه شيئا بل لا ينتمي في كل الحالات لبني الإنسان والذي وبكل وحشيه افقدها براءتها واغتال جمالها وانساب انسياب السم الزعاف في كل ازقتها البريئه لم يتركو فيها جميل إلا دمروه ولا معلما تاريخيا إلا حطموه ولا مبنى إلا سكنوه وكأنهم أقوام قادمون من عالم لا ينتمي لكوكب الأرض البشري ذلك الطوفان استباح فيها كل شي وأسرف في أزهاق الأرواح وكل ما تطاله أيديهم الملطخه بدماء الأبرياء والضعفاء ذلك الكابوس الذي جثم بنتانته على صدر تلك المدينة الحالمه استمر لأشهر يغتال براءة ونقاء وصفاء تلك الحالمة البريئه حتى انتتفضت سواعد أبناءها بوجه الطوفان وتسابق الأحرار للشهاده حتى نالها الكثير من الشباب الأحرار فكانو يتساقطون تباعا كاوراق الخريف دفاعا عن أرضهم وعرضهم ومدينتهم الجميله وبعد أن تكبدوا ويلات الحرب والدمار استطاعوا لملمة ما تبقى منها من أشلاء ومحاولة رسم ابتسامة ولو باهتة على محياها الجميل وثغرها الباسم عدن اليوم بعد كل ما جرى فيها تنتشي في عيون أبناءها بينما لا زالت تئن من بعض جراحها الغائرة في أعماقها من أولئك المارقون الذين لم يكن هم لهم سوى بعثرة أوراقها هنا وهناك لتبقى أسيرة الفوضى والهمجيه إلى الأبد فلتبقى عدن كما نعرفها عروس البحر ومعشوقة الشعراء والأدباء والكتاب فلتحيا عدن