عندما سألت المذيعة المتألقة نبيلة حمود في حوار اذاعي مع الأسطورة فيصل علوي : من سيخلفك في مسيرتك الفنية؟ أجاب بدون تردد: علوي فيصل علوي.. ! الطفل حينها الذي أبدى نبوغا واضحا منذ صغره عزفا وغناءا ..الشاب اليوم (39) عاما غادرنا سريعا في وقت لسنا على استعداد فيه لتقبل أي خسارة انسانية وفنية ..في خضم أعداء الحياة والفن والإنسانية المتربصين بنا من كل حدب وصوب ..! عندما تخسر لحج أحد فنانيها أو مبدعيها تبكيه الأرض قبل الناس ..تحزن لحج المتشحة أصلا بالسواد حداد على خرابها الذي طال ..تشتد حزنا أكثر واكثر فبخسارتها فنان ..تخسر الكثير من ألقها الجميل ..بين مسيرة الأب (الكنج) فيصل علوي الحافلة جدا بالفن ..العطاء والإبداع ..الحافلة بالحياة بإختصار , ومسيرة الإبن القصيرة جدا جدا ..المبدعة أيضا والشعبية جدا ! وبين المسيرتين رغم اختلاف الزمن وتغير مفهوم وأهمية الفن كقيمة مجتمعية إنسانية عريقة ..بين المسيرتين أجد ذات الشعبية والحب والفخر والحزن الشديد للوفاة ..أجد أيضا ذات المعاناة مع المرض والخذلان حيث باعت أسرة الفنان الشاب علوي فيصل علوي منزلها في حي السكنية بعدن وكان المنزل هدية من الرئيس سالمين للفنان فيصل علوي في السبعينات تقديرا لفنه وتكريما له ..وربطت بين الرجلين النبيلين (سالمين وفيصل) صداقة من نوع خاص جعلت للبيت (الهدية) مكانة خاصة وذكرى عزيزة ... تم التضحية بها لتحمل تكاليف علاج (علوي) الشاب الذي رحل عنا الثلاثاء الماضي ولن يرحل كأبيه من ذاكرة الأرض في لحج والإنسان ..ليس في لحج وحسب في كل مكان ! من شيماء باسيد