- عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    مغالطات غريبة في تصريحات اللواء الركن فرج البحسني بشأن تحرير ساحل حضرموت! (شاهد المفاجأة)    الإنتقالي يرسل قوة امنية كبيرة الى يافع    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    "صفقة سرية" تُهدّد مستقبل اليمن: هل تُشعل حربًا جديدة في المنطقة؟..صحيفة مصرية تكشف مايجري    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    البحسني يشهد تدريبات لقوات النخبة الحضرمية والأمن    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    "جودو الإمارات" يحقق 4 ميداليات في بطولة آسيا    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    المجلس الانتقالي بشبوة يرفض قرار الخونجي حيدان بتعيين مسئول أمني    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    اشهر الجامعات الأوربية تستعين بخبرات بروفسيور يمني متخصص في مجال الأمن المعلوماتي    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فبراير شهر وداع العمالقة : المرشدي وفيصل علوي
نشر في عدن الغد يوم 18 - 02 - 2014

فنان الشعب : المرشدي (( النجم السامر)) في السماء الملبدة بغيوم الغياب


سأنتقم
أخي كبلوني
وغل لساني واتهموني
بأني تعاليت في عفتي
ووزعت روحي على تربتي
فتخنق أنفاسهم قبضتي
لأني أقدس حريتي
لذا كبلوني
وغل لساني .. واتهموني

بهذه الأبيات الثورية الرائعة للشاعر الكبير"لطفي جعفر أمان" صدح العملاق الرائع محمد مرشد ناجي "المرشدي" في واحدة من أجمل أغانيه, كما جاء في كتابه( أغنيات وحكايات) أن قصة هذه الأغنية تعود الى سبتمبر1955م في التواهي حين حكم القاضي الإنجليزي(فوكس مارو) حكما يقضي بأخذ تعهد من الأستاذ المناضل عبدالله باذيب بحسن السلوك لمدة خمس سنوات وبضمان مالي بتهمة إثارة الكراهية ضد الحكومة لنشره مقالا في صحيفة النهضة الأسبوعية تحت عنوان(المسيح الذي يتكلم الإنجليزية) , إنفعل ساعتها الشاعر لطفي جعفر أمان بالحدث فنظم هذه القصيدة ولحنها المرشدي وقدمها في حفلات موسمية في مدرسة البادري وفي حفلات أخرى متتابعة حتى الستينات .هو الفنان عاشق الثورة والوطن , الفنان الذي آمن وبشدة أن الفن الحقيقي هو الوطني هو المهاجم والرافض لكل أشكال الظلم لا الفن الذي يتوارى خلف ستار التمجيد والتطبيل .

إن تحدثنا عن شرارة الثورات واتفقنا أن الفن هو المفجر للثورة لأقسمنا يمينا أنأول شرارة للثورة تفجرت من حنجرة المرشدي وليست من جبال ردفان الشامخة , ولدركنا أنه الفنان الشجاع الذي تحدى بحنجرته وألحانه امبراطورية (التاج) المترامية الأطراف , أليست الأغنية الوطنية الثورية هي المشعل الذي يحمله الثوار الأوائل لا بل وقعها ودورها في تجييش الشعوب نحو هدف سامي وهو التحرر من الإستعمار له الأثر الأبلغ بل أشد وقعا من الرصاص.رحل المرشدي عنا منذ عام في السابع من فبراير بعد صراع مرير مع المرض ومع إهمال الجهات المختصة, ليرسم القدر مصادفة غريبة ان يوم وفاته صادف الذكرى الرابعة لرحيل عملاق أخر وهو الفنان" فيصل علوي". ليزورنا السابع من فبراير العام القادم وقلوبنا تحمل ذكرى رحيل إثنين من عباقرة الفن ومجدديه. "المرشدي" ابن مدينة الشيخ عثمان ذلك العمق المكتظ ذي العبق الخاص في مدينة عدن الغنية والخصبة دوما بالإبداع الذي عاش فيه أجمل سنوات طفولته ودراسته الإبتدائية قبل أن يصدم وهو طفل صغير بوفاة والدته الذي ألمه كثيرا وقد لازمه هذا الألم وقتا طويلا. يعد الألم محطة تشكل مسار حياة أغلب الفنانين والمبدعين الذين يخلقون دوما من صراعات الحياة إبداعا وفنا لا يتكرر. ذلك الثمن المؤلم رافق الفقيد الى يوم وفاته حين غاب مسؤولي الدولة والجهات الثقافية المعنية عن مشهد جنازته وشيعت الجماهير المحبة جسده المتعب لكن فنه وأغانيه العذبة لن تموت وستبقى تنبض بالحياة في أذهان وأرواح الجميع.


يعد المرشدي واحدا من أهم دعائم وركائز "الغناء التجديدي الحديث"، ولا يغفل أحد دوره البارز والمؤثر في تقديم الموروث والفلكور فقد أدى وببراعة جميع ألوان الأغنية" الحضرمية, اللحجية, اليافعية, وهو أولى من غنى الأغنية التهامية". كما أن بصمته الفنية تتجاوز التجديد في الغناء والتلحين الى التأليف أيضا ورصد الحركة الفنية وتاريخها ضمن مراحلها المختلفة على مر السنوات فله العديد من المؤلفات: "الغناء اليمني ومشاهيره","أغنيات شعبية", "أغنيات وحكايات" و" صفحات من الذكريات".

هو الفنان الكبير في الزمن العابر نجح في إرساء قيم ومفاهيم فنية وثقافية جديدة وقدم الفلكلور لا بل أضاف له الكثير من بصمته الخاصة ليقدمه للمستمع بشكل جديد متفرد ومميز . مماجاء في سيرته العطرة : كانت بدايته من البيت حيث كان والده يجيد الغناء لأنه يتمتع بصوت جميل وقد كان يمارس الغناء بصفة يومية لهذا وجد نفسه مشدوداً إلى ابيه ويتعلم منه حتى تأثر به كثيرا وأصبحت ألحان والده واضحة في الحانه التي تحمل النغمة الحجريَّة، إضافة إلى ذلك فقد كان اخيه أحمد عازفا على ألة السمسمية.كان فنانا يمارس الغناء من المرحلة الابتدائيه فقد قوبل بالتشجيع من مدرسيه وبعض اصدقاؤه ومن ضمنهم الأستاذ أحمد حسن عبد اللطيف، وكان يغني في المخادر (حفلات الأعراس) حيث كان يعزف له المطرب وهو يغني لأنه لايجيد العزف على العود ولكن اهتمامه بالغناء جعله يفكر بالعزف على ألة العود فكر في شراء العود ولكن لاتوجد معه قيمة شراء العود فقد اشترى له العود أحد الجيران وعرض عليه أحد أصدقاؤه وهو الشاعر المعروف إدريس حنبله الانضمام إلى الندوة الموسيقية العدنية وهذه الندوة تهتم بالهاوين للأغنية العدنية فرحب بالفكرة وانضم إلى تلك الندوة التي كان مقرها كريتر واحد اعمدتها الفنان خليل محمد خليل، ذهب إلى الندوة وغنى من محفوظاته من الأغاني المحلية والمصرية وقوبل بالترحيب من أعضاء الندوة وتوطدت علاقته بجميع من فيها وفي ذات يوم زار الندوة الشاعر المرحوم محمد سعيد جرادة وبدء المرشدي يغني لقد تفاجاء الشاعر جرادة بذلك الصوت الشجي فقال له لم لا تقم بالتلحين. فكتب له قصيدة بعنوان (وقفة) فأخذها المرشدي منه وأعتبرها كتشجيع من الشاعر له لقد قام بصياغة لحن لهذه القصيدة من أجمل ما لحن المرشدي وكانت باكورة أغانيه ومن أنجحها، حتى ان أحد النقاد الفنيين قال حينها:" ب (وقفة) ولد المرشدي واقفا" . نستطيع القول بأنه ولد فنيا واقفا بشموخ , بدأ متربعا على القمة وحافظ من يومها على مكانه فيها وعلى جمهوره ومحبيه .


كان أستاذا لأكثر من جيل من المطربين وسيبقى أستاذا بتراثه الفني لكل المطربين في فترات متلاحقة, استطاع بثقافته الفنية والموسيقية الرفيعة جدا أن يعكس جذور النهضة والحياة الثقافية التي شهدتها عدن ولحج منذ أربعينيات القرن المنصرم حتى قيام الوحدة . سيظل خالدا وأشهر من كل من عاصرهم من الرواد والزعماء والقادة وسيظل أكثرهم وأشدهم تأثيرا إيجابيا وتخليدا في ذاكرة الأجيال. لقد تميز عن غيره من فنانين عصره بأنه ظل منذ الخمسينيات من القرن الماضي مهتما بالتوثيق والتأليف الأدبي فحفظ للأجيال تلك الحكايات الشفهية التي تناقلتها الألسن عبر كتابه: ( الغناء اليمني ومشاهيره ) .


يأتي رحيل "المرشدي" مشكلا فراغا فنيا وثقافيا في فترة عانت ركود وإهمال متعمد للكوادر المتميزة وخصوصا في مدينة عدن التي لا تخلو من المواهب الجميلة والمتمكنة على كافة الأصعدة لكنها تفتقر للدعم المطلوب ماديا ومعنويا. تتساقط الكوادر تباعا وتبقى لنا من زمنهم الجميل ذكرى تجبرنا أن نتمسك أكثر بحلمنا للمستقبل ولدولة تحترم فنانيها ومواطنيها على حد سواء. غادر المرشدي بسلام ليترك عدن مثلما أمن بها دوما بأنها مهبط الفن وقبلته الشريفة وبأن ذلك الضياء الذي تغنى به قادم لا محالة ليقشع ظلمة الليل الكافرة . هل لنا في ذكرى رحيل مبدعينا أن نقف في تصالح وتسامح مع من تبقوا منهم على قيد الحياة بدلا من الإساءة لهم والتقصير والإهمال.

ألا يستحق المرشدي ومثله فيصل علوي , تخليدا لذكراهم من نوع آخر , أن تطلق أسماهم على شوارع , كليات للفن , فرق موسيقية , مسارح , جوائز سنوية بأسماهم للمبدعين الشباب , مهرجانات فنية وأدبية وثقافية تقام كل عام شرفا وتخليدا لهم ..بالتأكيد في ذلك نحن نبقي الماضي على اتصال بالمستقبل وتتعاقب الأجيال وهي تدرك المعنى الحقيقي للإحتفاء بمبدعيها وتقديرهم . المرشدي سيبقى دوما ((النجم السامر)) في السماء الملبدة بغيوم الغياب . رحم الله فناننا الكبير محمد مرشد ناجي وأسكنه فسيح جناته..وخلد ذكراه في قلوبنا للأبد..






ملك العود : ( فيصل علوي) مهما الفقد يفعل بنا عن عشقتك ما با نتوب

في السابع من فبراير الجاري مرت الذكرى الرابعة لوفاة الفنان الكبير(فيصل علوي) ستستمر السنوات تباعا هكذا وسنكتفي بالسرد والتذكر لا أكثر , تبقينا الذكريات والتواريخ السنوية على اتصال بالماضي وتاريخه الحافل وعلى انقطاع تام بالواقع اليوم الذي يفتقر حتى لبعض مما مضى , تمر بنا السنوات دون أي نشاط ثقافي وأدبي لمحافظة ذات تاريخ عريق ومسيرة حافلة بالفن والثقافة..وأشياء أخرى ! في ظل غياب لدور إتحاد الأدباء والكتاب وانفصال المثقفين والأدباء والشعراء عن واقعهم اليوم , إنزوائهم في ركن بعيد وإفتقار مدينة الفن للمنتديات الثقافية والأدبية أو لبعث الروح وأحيائها من جديد , أصبحت جلسات القات هي من تجمع مثقفينا يلوكون ساعتها (حشوش ثقافي) سرعان ما يتلاشى على أصداء أمور أخرى صارت مكتظة بواقعنا وتنفجر به من وقت لآخر وصارت هي من تستهوي أحدايث الجميع وجلساتهم .


لن يذكر تاريخ وفاته الكثيرون هنا بالتأكيد محبوه والمهتمين بكونه ظاهرة فنية لحجية بإمتياز وقد لا يتذكر أو لم يتذكر يوما تاريخ وفاته رغم أن صوته وأغنيات هي من أولى أدبيات الحياة اليومية في لحج, يبقى النكران والجحود والإهمال هما أشد وقعا وألما من الأمراض التي كابدها الفنانون وهاهم عظماء لحج..من مغنيين وشعراء وملحنين وأدباء يتساقطون تباعا دون أن يكترث لهم أحد لا وقت حاجتهم ولا حتى تكريم بسيط بعد وفاتهم, تأتي عنوة في ذاكرتي الأن كلمات رائعة لعملاق أخر على ما أذكر كلمات للشاعر: "صالح نصيب" قال فيها:"كرموني ونا عيش بعد الموت ما اشتيش لا برقع ولا ريش..كرموني",,رحم الله شاعرنا ورحم الله فناننا الرائع ال"الكنج" ..ملك الطرب والعود, صوت لحج وشجنها العذب"فيصل علوي".

حين تذكر لحج يحل اسمه في حنايا الذاكرة وعلى ألسنة العشاق والحالمين مقترناً بهذه الأرض الخصبة بالمواهب والإبداع المتعطشة اليوم لرشفة من ود ووفاء وعرفان لكل مثقفيها وملحنيها وفنانيها الذين عشقوها فأنسابت أعمالهم صفحات مشرقة تخلدها ذاكرة الأدب والفن وان خذلتها أو أهملتها بقسوة وجراءة ذاكرة البشر.هو صوت تميز رغم وعورة طريق الغناء وهو إنسان لحجي بسيط ربما ليس عليك أن تبذل الجهد الكبير لتدرك ذلك يكفيك فقط الاستماع لصوته..الإبحار في سيل ألحانه,التململ برمال تلك "اللكنة" اللحجية الأصلية والمفردات الدارجة لتدرك عن يقين أن هذا الصوت كان طفرة غنائية وموهبة لن تتكرر.


قال عنه الكتب الكويتي البارز د. محمد الرميحي رئيس تحرير مجلة (العربي) : "يتمتع فيصل علوي بإمكانيات كبيرة والشيء الوحيد الذي يفتقد إليه هو وجود رجل يدير أعماله وعلاقاته وينظم له شؤونه الفنية" . وقال عنه الفنان الكبير محمد مرشد ناجي رحمه الله : "عندما نستعرض تاريخ المنطقة بأسرها على المستوى الاحترافي الفني نجد أنه لا مثيل لفيصل علوي على المستوى الوطني والإقليمي. ولم ينل مثيله في هذا العصر من الشعبية كالتي حظي بها " .


المهتمون بالحركة الفنية الغنائية يجمعون أن فيصل علوي هو أفضل من عزف العود على الإطلاق، بل ويشيدون بطريقته والمعروفة ب"الفيصيلية" للعزف على هذه الآلة والتي تتواجد معه في كل أغانيه وكان يبدع في عزفه عليها لا بل قد اشتهر بإحترافيته المدهشة في عزف العود والتي لم يضاهيه بها أحد حتى الآن وجاء عنه أنه قال: " طورت العود الذي أعزف عليه الى 14 وتراً وأضفت اليه 16 وتراً وقادر على إضافة اوتار الى العود ليكون أبو 18 وتراً".


هو "فيصل علوي سعد" أو مثلما هو معروف هنا"أبو باسل" من قرية "الشقعة" مديرية تبن ولد في العام1949م وفي العام 1959م التحق بالندوة الموسيقية اللحجية وعمره حوالي"عشرة أعوام" فصدح وقتها بأول وأروع أغانيه"أسألك بالحب يا فاتن جميل" كلمات الشاعر "أحمد عباد الحسيني" وألحان المبدع"صلاح ناصر كرد"وقد سجلها في إذاعة عدن. أثرى الساحة الفنية بالعديد من الأغاني الخالدة وكذا الأغاني التي كانت من تراث القمندان كما غنى اللون الحضرمي واللون الصنعاني الذي أجاده كثيرا . كان هذا الفنان علامة فارقة لإثراء وتطوير الأغنية اللحجية فهو رائدها وباعث ثرات وشعر القمندان والمساهم الأول في نشره اقليميا , قد جمعتني به الأقدار منذ أعوام مضت لازلت أذكر ذلك الموقف جيداً حين لوح لي من بعيد مبتسماً ومشجعاً لطلابي الصغار وهم يؤدون بروفات مسرحية في ساحة المدرسة المطلة على بيته. كان الموقف مؤثراً بالنسبة لي فقد كانت تلك أول مرة في حياتي أقابل فيها هذا المبدع وجهاً لوجه كما كان ذلك ملهماً لطلابي والذين سارعوا لإنهاء تلك البروفة بحماس شديد.


منذ أربع سنوات وتحديدا في السابع من فبراير 2010م كانت لحج على موعد مؤلم بخبر وفاته في عدن بعد صراع مرير مع المرض, كانت أغانيه وأنغامه تشيعنا كل يوم من عالم أسانا وأحزاننا الى الأرض التي ندفن فيها أذاننا سريعاً متلهفين لنغم يشجينا , قد أبدع الراحل وما تزال أغانيه تمشي على ذات وتيرة الإبداع حتى اللحظة.هو أشهر صوت غنائي في تاريخ لحج لا بل قد جاوزت شعبيته حدود هذه الأرض ممتدة نحو الإقليم الخليجي ودول المهجر الأوروبي والأمريكي. فغطت شهرته كل مكان فما أن تذكر لحج حتى يذكر أسمه معها.هو الصوت الذي أشجى لحج وأطرب الناس رغم ظروف النشأة الصعبة وشظف العيش لكن قد نحتت قوة الصوت الجهوري وصلابته وعذوبة عزفه المتميز على"العود" طريقا مفروشاً بالحب والوفاء لكل محبيه ..وعشاق "لحج" الأرض المعطاءة دوماً والخصبة دائماً بالأصوات والألحان وعذوبة الإنسان وبساطته.





تتوالى الإنقسامات والثورات وتبقى كوكب الشرق ((أم كلثوم))

عرفت باسم أم كلثوم، لكن اسمها الحقيقي كان فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، ولقبت بكوكب الشرق، وبسيدة الغناء العربي، ولدت في31 ديسمبر/ كانون الثاني عام 1898، وتوفيت في3 فبراير/ شباط عام 1975. عرفت بصوتها القوي جدا حيث كان الميكروفون يوضع على بعد منها لأن قوة صوتها كانت تؤدي الى تلف الأجهزة القريبة , أجادت الغناء منذ طفولتها حين بدأت منشدة مع فرقة والدها للإنشاد الديني في صعيد مصر , انتقالها للقاهرة فتح لها أبواب واسعة لصقل موهبتها الفنية حين تعرفت على أفضل الشعراء والملحنين في حقبتها ومنهم : الشاعر أحمد رامي والملحن محمد القصبجي, زكريا أحمد, الشيخ أبو العلاء محمد , بيرم التونسي , رياض السنباطي وآخرون.

صنفتها مجلة (نيوزويك) عام 1956م بأفضل صوت في الشرق الأوسط. تمتعت أم كلثوم بشخصية قوية جدا وثقافة فنية وأدبية عالية وحضور اجتماعي طاغي وكانت تحترم نفسها وتعتز بها وبكرأمتها فعندما طلب منها خال الملك فاروق الأول فى العهد الملكى الزواج وافقت ولكن الاسرة الملكية عارضت الزواج لأن أم كلثوم فلاحة مصرية وليست من جنس الملوك والأمراء! وعرض عليها خال الملك أن يتزوجا سرا زواجا عرفيا فرفضت فى اباء.

كما كانت أم كلثوم تقدر حريتها الفنية وتمارسها وبدون حرية لا يحدث ابداع وبلغت من ممارستها للحرية الفكرية والفنية أنها لم تكن تختار الكلمات التى تغنيها بنفسها فقط بل كأنت تقوم بعمل تغيير أو تبديل فى هذه الكلمات لتلازم شخصيتها الفنية حتى أنها غيرت كلمات فى قصيدة لأمير الشعراء احمد شوقى نفسه. كما منحتها مكانتها الفنية الفريدة حرية الحركة الابداعية على اعلى مستويات. شكلت أم كلثوم علامة فارقة في تاريخ الغناء والفن العربي واشتهرت بمنديلها التي كانت تلفه على يديها في كل حفلة وكذا بنظارتها السوداء التي كانت ترتديها بشكل مستمر ويذكر البعض أن السبب في ذلك كان مرض الغدة الدرقية الذي أدى لجحوظ عينيها.

أم كلثوم شكلت ظاهرة مدهشة ليس فى مجال الابداع الفنى المصرى والعربى فقط، ولكن العالمى أيضا فلم يعرف العالم مثل ظاهرة أم كلثوم بابعادها الفنية والأنسأنية والاجتماعية والسياسية. وهاهي اليوم في ذكرى رحيلها التاسعة والثلاثون لم يعرف العالم إجماع حول ظاهرة ما وحب وتقدير لها مثلما أجمع الجميع حتى الآن على أم كلثوم وصوتها الخالد . تتوالى الإنقسامات في مصر والوطن العربي , تتوالى الثورات وتبعاتها , تدمينا الصراعات والحروب وتحرقنا نيران التشتت والفرقة لكن وحدها (كوكب الشرق) أم كلثوم تشكل بصوتها العبقري الأسطوري وحدة عربية خالدة تتوارثها الذاكرة الفنية جيلا بعد آخر.



من: شيماء باسيد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.